في مثل هذا اليوم 20 مايو1929م..
وهب حياته لاستكمال معدات اختراق القناة..
وفرح بالنصر قبل استشهاده..
صاحب فكرة أبراج المراقبة بين الأشجار ونفذها بنفسه..
كان موسوعة علمية وعسكرية
هو أحد أبطال وحدات الكباري بسلاح المهندسين وقائدها في حرب أكتوبر'> حرب أكتوبر 1973 ونائب مدير السلاح، أعطى لمعركة العبور كل حياته، أنشا المعابر التي عبر عليها الجيش المصري من الغرب إلى الشرق أو بمعني أدق عبر مع الجيش من الهزيمة من النصر، وكانت قصة حياته واستشهاده رمزا لنضال شعبنا العظيم.
الشهيد أحمد حمدي ولد في 20 مايو1929 بالمنصورة وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1951 قسم الميكانيكا، والتحق بالخدمة بالقوات الجوية في 18 أغسطس 1951، ثم نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وحصل على دبلوم الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة عام 1957، ثم حصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي بتقدير امتياز عام 1961، ثم دورة الأركان الكاملة بدرجة الامتياز والدورة الإستراتيجية التعبوية بأكاديمية ناصر العسكرية بدرجة امتياز، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة "لواء".
وشارك البطل الشهيد أحمد حمدي في حروب 1956 والاستنزاف وأكتوبر وشهد له جميع زملائه وقادته بنبوغه وعبقريته، حيث كان موسوعة علمية هندسية عسكرية في الميكانيكا والمعمار والتكتيك وكافة العلوم العسكرية ويتميز بعقلية صافية وذهن حاضر.
وخلال حرب يونيو 1967 أسهم بجهد كبير في التخطيط والتجهيز الهندسي لمنطقة سيناء، حيث كان وقتها نائبًا لرئيس الفرع الهندسي بالمنطقة الشرقية، وبعد صدور الأمر بالانسحاب في 6 يونيو 1967 قام بتكليف من الفريق صلاح محسن قائد الجيش الميداني بنسف المستودع الرئيسي للقوات المسلحة بسيناء الذي كان يضم كمية كبيرة من الذخيرة والوقود والأسلحة والمهمات والطعام ونسف خط أنابيب المياه الممتد من الإسماعيلية إلى عمق سيناء كي لا يستفيد منه العدو، كما تمكن من سحب بعض المهمات من أحد المستودعات بالشاطئ الشرقي للقناة ونقلها غرب القناة وأعاد تنظيم وتجهيز الدفاعات، فهو صاحب فكرة نقط المراقبة على الأبراج الحديدية العالية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار حيث نفذ معظمها بيده واختار مواقعها بنفسه.
وفي عام 1971، كلف بإعداد لواء كباري جديد كامل وتشكيل وحداته وتدريبها لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني، واستكمال معدات وبراطيم العبور بها، وتجهيز مناطق تمركزها على طول قناة السويس، وكان له فضل كبير في تحويل ساحات ومنازل إسقاط مهمات العبور التي يستغرق انشاؤها يوما كاملا إلى كباري اقتحام لا يستغرق بناؤها أكثر من بضع ساعات.
في خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى للحرب عبر 15000 من قوات المهندسين العسكريين إلى القناة واخذت تعمل فوق الساتر الترابي ضفة القناة، وفي الموجة الثانية عبرت 80 وحدة هندسية في قواربها الخشبية المحملة بالأفراد والطلمبات والخراطيم وخلافها من المهمات لفتح ممرات في الساتر الترابي، فكان البطل أحمد حمدي على رأس رجاله في الخطوط الامامية، فامضي ليلة 6 أكتوبر بلا مياه وطعام وبلا راحة ويتنقل من معبر لآخر ليطمئن على تشغيل معظم المعابر والكباري التي استغرق إنشاؤها وتجهيزها من6 إلى 9 ساعات كما كان يخطط لها، وكانت في اللحظة الأولى بدأت ارتال وحدات العبور تتقدم على الطرق المحددة وفي التوقيت المخطط لها بالرغم من محاولات العدو بمنع الانشاءات وتشغيل الكباري والمعديات بالقصف المستمر ارضا وجوا لمناطق تمركز الوحدات وطرق تحركاتها لكن المخطط تم تحت قيادة البطل أحمد حمدي.
أما في قطاع الجيش الثالث واجهت عملية فتح الممرات بالساتر الترابي وانشاء الكباري جميع العوامل المعوقة من قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو إضافة إلى صلابة الستر الترابي مما ادى إلى انشاء الكباري خلال 16 ساعة وهذا بخسارة زمنية تبلغ 7ساعات عن التخطيط المحدد له، كما قام اللواء أحمد حمدي بالإشراف على انشاء عشرة كباري ثقيلة وعشرة أخرى للمشاة وعدد كبير من المعديات، مما اتاح لمعداتنا واسلحتنا الثقيلة أن تعبر القناة في الوقت المناسب والجدير بالذكر أن معظم الكباري اصيبت واعيد إصلاحها أكثر من خمس مرات.
وأثناء مشاركة البطل في إصلاح أحد الكباري في نطاق الجيش الثالث في 24 أكتوبر 1973 استشهد ليضرب اعظم مثل في الفداء والتضحية، وجاء بالتقرير العسكري الذي وضعته القيادة العليا عن معركته واستشهاده:
"واتته الفرصة التي انتظرها طويلا واللحظة التي طالما اعد نفسه لها واحسن الاعداد، عندما بدأت طلائع الزحف المقدس تعبر من الهزيمة إلى النصر على جسد من اشرف اجساد الشهداء، ورات روحه الطاهرة ابناء الوطن يعبرون القناة ويتسابقون من أجل النصر أو الشهادة، وأدرك البطل قيمة تخطيطه لعمليات المهندسين العسكريين وكان إدراكه سليمًا لأهمية عمليات وحدات الكباري باعثا لبذل أكثر المزيد من الجهد، وتذليل كل ما يعترض طريق القوات العابرة من مصائب غير عابئ بما تتعرض له حياته من خطر تحت غارات الطائرات الإسرائيلية، ويشهد الرجال الذين كان لهم شرف العمل تحت قيادته بأنه كان دائما بينهم فقد أشرف على كل صغيرة بعملية كباري العبور واسهم بجهده في اعادة إصلاح الكباري التي تحطم بعض اجزائها منذ الساعة صفر في معركة التحرير يوم 10 رمضان وبقي طوال ثمانية ايام حول الكباري لم يفارقها، وفي يوم 14 أكتوبر 1973 الموافق 18 رمضان قام رجاله بإعادة انشاء كوبري كان قد سبق فكه وذلك تقديرا منه على مدى أهمية عمليات الانشاء، فعندما ظهرت مجموعة براطيم غارقة بفعل تيار المياه قفز البطل أحمد حمدي إلى ناقلة برمائية من ناقلات السلاح قادها بنفسه وامسك بها وسحبها بعيدا عن منطقة العمل ثم عاود مباشرة استكمال الكوبري بجوار جنوده قائدا وزميلا وجنديا دون أن يبتعد عن منطقة العمل والخطر مدركا أنه أن فاضت روحه فأنها تفتدي آلاف من الارواح التي لا بد أن تصنع النصر للوطن، فأصابته الشظايا المتطايرة إصابة قاتلة واستشهد البطل بجانب الكباري فداء للمعركة ".
وقد كرمت القيادة العليا للقوات المسلحة الشهيد، فاطلقت اسمه على أول دفعة تخرجت من الكلية الحربية بعد معارك أكتوبر 1973 في يوم 2 يناير 1974، وأعلن وزير الحربية والقائد العام إهداء القائد الأعلى للقوات المسلحة سيف الشرف العسكري لأسرة الشهيد أحمد حمدي ومنح سيرته العسكرية نجمة سيناء من الطبقة الأولى تقديرا لبطولاته وعظمة تضحياته، كما أطلق اسمه على أول نفق يربط سيناء والسويس، وعلى مدرسة في مسقط رأسه بالمنصورة، وعلي أحد شوارع العاشر من رمضان وأحد شوارع مدينة السويس الباسلة، واعتبرت نقابة المهندسين يوم استشهاده يوما للمهندسين.!!