في مثل هذا اليوم16 مايو 1964م..
سامح جميل
بدأ بناء السد العالي عام 1960، وقدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار، ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي، وعمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي، فيما أكمل بناؤه في 1968، وثبّت آخر 12 مولد كهربائي في 1970، وافتتح رسميا في عام 1971.
ويعد السد العالي، أحد أهم إنجازات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهو سد مائي على نهر النيل في جنوب مصر، وساعد السد كثيرا في التحكم على تدفق المياه، والتخفيف من آثار فيضان النيل، حيث يستخدم لتوليد الكهرباء في مصر، ويبلغ طول السد 3600 متر، عرض القاعدة 980 متر، عرض القمة 40 مترا، والارتفاع 111 متر، ويبلغ حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من أسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلال السد، تدفق مائي يصل إلى 11.000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.
وتعود الفكرة الأولى لتشييد السد العالي للمهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس، التي تقدم بها إلى مجلس قيادة ثورة 1952، وبعد إجراء دراسات مصرية مستفيضة حول جدوى السد وأهميته، تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا أوائل 1954 بتصميم المشروع الذي راجعته وأقرته لجنة دولية فنية رفيعة المستوى تولت التدقيق في المواصفات الهندسية وشروط التنفيذ.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1964، تم تحويل مجرى النيل لأول مرة إيذاناً بانتهاء المرحلة الأولى من بناء السد العالى،حيث تم إغلاق المجرى نهائيا وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 متر، مرورا بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً وقطر 15 متراً للنفق الواحد، ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل، وظل هذا المشروع حصنا قويا لمصر ضد أخطار الجفاف والفيضان، وساعد فى توسعة الرقعة الزراعية وتوفير الكهرباء.
واستمرت التجهيزات لتحويل مجري النيل لمدة 4 سنوات ، حيث جاءت عملية تحويل مجرى النيل بنهاية المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964، حيث تم التجهيز لغلق المجرى المائى نهائيا عن طريق وضع كميات كبيرة من الصخور والأتربة من خلال سيارات النقل، وتم ترك فتحة عرضها 50 متراً لتسمح بمرور المياه.
وفى يوم الاحتفالية تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملى أمام وخلف السد العالى، وقد شارك الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف، مع الرئيس جمال عبد الناصر في حفل تحويل مجرى النيل يوم 14 مايو 1964.
السد العالي الذي استهدف بناؤه حجز فيضان النيل، وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربية منه.
وفي تقرير صدر عن الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبري، قُيِّم السد العالي في صدارة كافة المشروعات، واختارته الهيئة الدولية كأعظم مشروع هندسي شيد في القرن العشرين.
قبل بناء السد كان الفيضان يغمر مصر، وفي بعض السنوات حين يزيد منسوب الفيضان يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية وغرقها، وفي سنوات أخرى حين ينخفض منسوبه تقل المياه وتبور الأراضي الزراعية.
أحدث السد نقلة نوعية كبيرة في التنمية في مصر، حيث نقلها من الزراعة الموسمية إلى الزراعة الدائمة، وحماها من أضرار الفيضانات وأسهم في استصلاح وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، ويعدمن أهم إنجازات الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.!!