كتب – سامي سمعان
شدد البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله وفد رابطة Meter الناشطة في محاربة الاعتداءات على الأطفال على أهمية هذا العمل، وأشاد بهذه الرسالة المنطلقة من محبة القريب التي لا تنفصل عن محبة الله.
وقال البابا فرنسيس إن أعضاء الرابطة كثيرا ما كانوا، ومثل السامري الصالح، قريبين باحترام وعطف وذلك للاستقبال والتعزية والحماية وضمدوا الكثير من الجراح الروحية، مؤكدًا امتنان الجماعة الكنسية لهم على كل ما يقومون به.
وواصل البابا فرنسيس حديثه مشبها الرابطة بالبيت والذي هو مكان استقبال وراحة وحراسة، وقال إن كلمة بيت لها مذاق عائلي حيث تُذكِّر بالدفء والمحبة والحنان التي يمكن اختبارها في العائلة وخاصة في لحظات القلق والألم. وتابع قائلا لضيوفه إنهم كانوا ولا يزالون بيتا للكثير من الأطفال المنتهَكين في براءتهم أو المستعبَدين من قِبل أنانية البالغين. وقال البابا لضيوفه إنهم بيت رجاء حيث أعدوا للكثير من الضحايا مسيرة تحرر ونهوض، وشجع أعضاء الرابطة على الاستمرار في هذا النشاط الاجتماعي والإنساني الجدير بالتقدير مواصلين تقديم اسهامهم الثمين في خدمة حماية الأطفال.
وشدد الأب الأقدس في هذا السياق على ضرورة عملهم هذا أمام الاستمرار المؤسف للانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال مشيرا بشكل خاص إلى اصطياد الأطفال عبر شبكة انترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لمواقع إباحية. ووصف البابا هذه بآفة تتطلب من جهة مواجهتها بعزم متجدد من قِبل المؤسسات العامة والسلطات، ومن جهة أخرى وعيا أكبر من قِبل العائلات والمؤسسات التربوية المختلفة.
وأشار قداسته في هذا السياق إلا أن رد الفعل الأول في العائلات يكون في حالات كثيرة التعتيم، وهو رد فعل نجده أيضا في مؤسسات أخرى وفي الكنيسة أيضا، ويجب محاربة هذه العادة القديمة. وأضاف مؤكدا وعيه بيقظة الرابطة وأعضائها في حماية الأطفال في إطار وسائل الاتصالات الحديثة أيضا.
وفي حديثه عن التعديات على الأطفال قال البابا فرنسيس إنها جريمة قتل نفسي تلغي الطفولة في حالات كثيرة، ولهذا فإن حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي هي واجب على الدول كافة والمدعوة إلى التوصل إلى المتاجرين وممارسي الاستغلال. شدد قداسة البابا أيضا على أهمية الإبلاغ والوقاية في الأوساط الاجتماعية المختلفة مثل المدارس والنشاطات الرياضية والترفيهية والثقافية والجماعات الدينية وعلى الصعيد الفردي أيضا. كما ومن الضروري لحماية القاصرين ومحاربة الاعتداءات الجنسية عليهم، حسب ما واصل الأب الأقدس، وضع تدخلات خاصة وذلك لتوفير مساعدة فعالة للضحايا. وواصل البابا أن رابطة Meter تتعاون بشكل فعال على كل هذه الجبهات مع هيئات مؤسساتية وقطاعات عديدة من المجتمع المدني وذلك أيضا عبر اتفاقيات تفاهم، وشجع بالتالي أعضاء الرابطة على مواصلة عملهم بلا توقف مع اهتمام خاص بالجانب التربوي، وذلك من أجل تنشئة وعي راسخ واقتلاع ثقافة الاعتداء والاستغلال.
وفي ختام كلمته ظهر اليوم السبت خلال استقباله أعضاء رابطة Meter الناشطة دفاعا عن القاصرين وفي محاربة الاعتداءات الجنسية على الأطفال ذكَّر البابا فرنسيس بإشارة رمز الرابطة إلى مريم العذراء أم يسوع وأم الأطفال جميعا، والتي هي كأم حنون مثال وإرشاد للرابطة بأسرها محفزة محبةً إنجيلية للأطفال ضحايا العبودية والعنف. وتابع الأب الأقدس أن محبة القريب لا تنفصل عن محبة الله لنا ومحبتنا له، ومن هذا المنطلق دعا قداسته أعضاء الرابطة إلى أن يرسِّخوا بشكل دائم نشاطهم اليومي في العلاقة اليومية مع الله، في الصلاة الفردية والجماعية، الإصغاء إلى كلمة الله، وفي المقام الأول في الإفخارستيا سر الوحدة ودرب المحبة. جدد الأب الأقدس يعد ذلك تثمينه وشكره لمسؤولي وأعضاء ومتطوعي الرابطة والمتعاونين معها مشجعا الجميع على تفادي الخوف أمام عدم الفهم والصعاب، بل عليهم السير إلى الأمام بشجاعة ومثابرة. وختم البابا فرنسيس مؤكدا مرافقته لهم بالصلاة والبركة سائلا إياهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.