كتب – روماني صبري
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، رسالة لحكومات العالم، جاء فيها :
الكنائس المسيحية في بلادنا ومسيحيي فلسطين كانوا وما يزالون صوتا مناديا بالحق والعدالة ونصرة المظلومين ونحن لا نؤمن بالحروب والعنف والقتل ونؤكد دوما على عدالة القضية الفلسطينية وضرورة ان ينال هذا الشعب حريته وكرامته والتي في سبيلها قدم التضحيات الجسام .
ستبقى كنائسنا تنادي بالعدالة المغيبة والتي بدونها لن يتحقق السلام المنشود فعن اي سلام يتحدث البعض مع كل ما يتعرض له شعبنا من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان.
القدس مستهدفة ومستباحة في مقدساتها ومؤسساتها وابنائها يظلمون ويضطهدون وهذا ما يحدث مع شعبنا الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة هذا القطاع الذي يتعرض لعدوان سافر ناهيك عن الحصار الظالم الذي جعل من غزة اكبر سجن في العالم .
لقد اكدنا في وثيقة الكايروس الفلسطينية بأننا نتبنى مبدأ المقاومة السلمية اللاعنفية وننادي بالدولة المدنية التي فيها لا يتحدثون بلغة طائفية ولا يتحدثون بلغة الاكثرية او الاقلية فكلنا شعب واحد يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة.
أما القدس فهي جرحنا النازف وهي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث والتي يراد فيها تحويل الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين الى اقلية وجالية وضيوف في مدينتهم في حين ان الفلسطيني لم يكن في يوم من الايام ضيفا في القدس بل هو ينتمي اليها وجذوره عميقة في تربتها .
اننا نرفض التطاول على المصلين في باحات الاقصى ونرفض اي مساس بالمقدسات والاوقاف وما حدث مع المصلين المسلمين حدث ايضا مع المصلين المسيحيين في عيد القيامة اذ يبدو ان شرطة الاحتلال فقدت صوابها وهم يتصرفون بعنجهية ويظنون بأن السلاح الذي يحملونه انما يعطيهم الصلاحية بأن يعتدوا على المصلين الامنين والمدنيين في هذه المدينة المقدسة .
ان مظاهر العنف مقلقة وكذلك فإننا نرفض اي خطاب عنصري اقصائي دموي ايا كان شكله وايا كان لونه ، وسلطات الاحتلال هي التي تتحمل مسؤولية ما وصلنا اليه فهي التي تستفزنا وتعتدي على مقدساتنا واوقافنا وتعامل الفلسطينيين بقسوة وبتنكيل واضطهاد وخير مثال على ذلك انما هم اهلنا في حي الشيخ جراح المهددين بنكبة جديدة وقرارات واجراءات ظالمة بحقهم .
من المؤسف والمحزن ان نسمع اصواتا في العالم منحازة للظالمين بدلا من ان يكونوا الى جانب المظلومين ونحن نصلي من اجل هؤلاء لكي ينير الرب الاله قلوبهم وعقولهم وضمائرهم لكي يتعلموا من السيد المسيح ومن الانجيل المقدس بأن ايماننا يحثنا دوما على ان نكون الى جانب كل انسان مظلوم ومعذب ومتألم .
أما ان تكون الى جانب الظالمين فهذا اشتراك في الجريمة وانخراط في العنصرية والقهر الممارس بحق شعبنا الفلسطيني .
نتمنى من المرجعيات الروحية في عالمنا سواء كانت المسيحية والاسلامية واليهودية بأن ترفض مظاهر العنف والكراهية والتعدي على القدس والمقدسات والاوقاف .
ان المرجعيات الروحية في عالمنا كما وكل المثقفين والحقوقين ودعاة السلام يجب ان يكون لهم موقف واضح مما يحدث في القدس من استهداف لشعبنا ومقدساتنا ومن عدوان سافر على ابناءنا الذين لا ذنب لهم سوى انهم يريدون ان يعيشوا بسلام وحرية في وطنهم .
لسنا دعاة كراهية ولكننا نكره الظلم والعنصرية والاستبداد ونكره التعدي على حقوق الابرياء واملاكهم وحياتهم وما حدث في القدس في الاونة الاخيرة من تعديات ومن استهداف للمدنيين والمصلين انما هي وصمة عار في جبين الانسانية .
اقول بأنه ليس من المنطق ان يطلب البعض من الفلسطينيين ان يكونوا في حالة صمت متفرجين ومكتوفي الايدي على ما يرتكب بحق مقدساتهم وشعبهم .
فيحق للفلسطيني ان يحافظ على قدسه وان يدافع عن مقدساته واتمنى ان ترتفع الاصوات المنددة بسياسات الاحتلال والرافضة لممارساته الظالمة .