زهير دعيم
قبل أن تصبحّ الحياة لا تُطاق .
قبل أنْ تصبح الدُّنيا جحيمًا .
وقبل أن يفلتَ زمام الامور من أيدينا ، علينا أن نستيقظَ وأن نعي أنّ الفوضى ليست حلًّا ..
وأنّ العَداوة بين الشّعبيْن لا تجلبُ إلّا العداوة.
وأنّ الحلول لا تأتي إلّا بالتّفاهم والمحبّةِ والجلوس الى ومع بعض والاحترام المتبادل سيّد الموقف.
بالأمس وأمس الأوّل واليوم في اللُّد وكذا في عكّا ..فوضى ومشاجرات واعتقالات ..
وفي هذا المساء في بات يام يلاحقون عائلات عربيّة !!!
بدأنا نتصيّد بعضنا البعض " الموت للعرب " الموت لليهود " خسارة ..فقدنا حسّنا الإنسانيّ ..
حان الوقت أن نصحوَ.. أن نصرخ : كفى .. تعالوا نتفاهم ، تعالوا نتصافى وتعالوا نُعيد الأمور الى نِصابها.
اين القادة من الشّعبيْنِ ؟!
أين أعضاء الكنيست العرب ؟!!
أليس هناك من يُسارع الى اخماد الحرائق قبل ان تحرق الأخضر واليابس ؟
أليس هناك من يكون جريئًا ويصرخ بصوت جهوريّ : هذه التّصرفات من الشّعبيْن ستقودنا الى الهاوية ..
هذه الفوضى العارمة لا تبني بل تهدم وتهدم ما بنيناه على مرّ السّنين.
مِن حقِّنا أنْ " نقفَ " على حقّنا ، ولكن بالمحبّة وبالتّفاهم والاحترام المتبادل ومقارعة الحُجّة بالحُجّة.
أذكر الرّهان الذي جرى بين الرّيح الغضوب والشمس اللطيفة حول جعل الفلاح يخلع معطفه ، فلم تنجح الريح الغضوب بعنفوانها ، في حين نجحت الشّمس بحكمتها .
دعونا نتفاهم ..
دعونا نلتقى في وسط الطّريق
دعونا - من الشّعبيْن - نعود الى الله والى انسانيتنا الجميلة
هل من يسمع ؟!!!