أشرف حلمى
ترددت كثيراً فى كتابة هذه السطور ليس بدافع التوقف والامتناع عن الذهاب الى الكنيسة او نوال بركة زيارة الأديرة بل بدافع الحفاظ على أرواح كهنة الكنيسة ورهبان الأديرة الذين ضحى الكثير منهم بحياتهم واستشهدوا بفيروس كورونا ، فى سبيل خدمة حياتكم الروحية وتقديم الخدمات الكنسية المختلفة ، ومازال الكثير منهم عرضة للإصابة بالفيروس ، فعلى مدار عام كامل منذ ظهور الفيروس فى موجته الأولى والثانية لم يمر أسبوع ونسمع عن نياحة كهنة ورهبان ، كان آخرهم القمص الراهب القمص صرابامون الشايب امين دير القديسين بالطود فى محافظة الأقصر فى نفس اليوم الموافق لعيد ميلاده الأرضى لينعم بفرح الاحتفال به وسط الابرار والقديسين ، فالكنيسة هى جماعة المؤمنين والكاهن هو راعيهم وابوهم الذى يقوم على خدمتهم ويقدم لهم الغذاء الروحى ومناولتهم من الأسرار الالهية المقدسة وبدونه يفتقد الشعب بركة ونعمة هذه الأسرار ، فماذا لو فقد شعب الكنيسة كاهنهم الوحيد فى بعض الكنائس ؟
نحن نعلم جيداً ونؤمن إيماناً حقيقياً ان سر وقيمة التناول "الإفخارستيا" لجسد ودم المسيح بالكنيسة لا ينقل الأمراض ، ولكن فى حالة الأوبئة مثل وباء كورونا الذى ينقل فيه المرضى المصابون بالفيروس أو الحاملين له دون ظهور أعراض المرض عليهم العدوى الى المخالطين لهم بالكنيسة هو سبب أصابتهم ، وتتم العدوى بعدد طرق ومنها عن طريق أنفاسهم ، العطس والكحة وليس بسبب المناولة المقدسة ، اما الأخطر هو ان يكون كاهن الكنيسة احد مصادر نقل العدوى للآخرين دون ان يشعر بعد اصابته إما عن طريق تقبيل شخص مريض او حامل للفيروس يد الكاهن عند مصافحته اوعن طريق أنفاسه لدى تناول الشخص المريض من الاسرار الالهية المقدسة ونقل الفيروس ليد الكاهن ، خاصة ونحن نعلم أن من شروط الذهاب إلى الكنيسة والتقدم للتناول نظافة الجسد والملابس لاننا سنتقابل مع ملك الملوك ورب الأرباب ، فكيف نذهب الى الكنيسة والبعض منا مريض أو حامل للفيروس ؟ ! ويكون فى ذلك خطأ فادح فى حق الله والانسانية .
لقد مرت الكنائس بجميع دول العالم للغلق بعض الاحيان او بالصلاة بأعداد محدودة بإجراءات احترازية دون إرادتنا وفرضها علينا بقرارات وقوانين حكومية او من جانب قيادتها الدينية ، للحد من انتشار الفيروس ، ولكن لابد ان يكون الشعب على درجة عالية من المسئولية والوعي للحفاظ على الأخرين ، فماذا لو التزم الشعب بالصلاة بالكنيسة التى فى بيته ؟ وترك الصلاة فى الكنيسة للكهنة وعدد محدود جداً من الشمامسة لنقلها الشعب أون لاين للحفاظ على أرواح كهنة الكنيسة وشعبها وذلك أفضل جداً من إغلاقها إجبارياً بقوة القانون وأيضاً خسارة كهنة الكنيسة ولن يجد الشعب من يقوم على خدمته ورعايته ، إذ نرفع قلوبنا متضررين الى الله بالصلاة حتى يستجيب لنا برفع عنا هذا الفيروس اللعين ويعم السلام والمحبة على العالم أجمع .