كتب- رمضان يونس:
لم تتخيل "تقى" التي تعاني من تأخر عقلي، أنها ستكون يومًا ما ضحية لثلاثة ذئاب بشرية، يشبعون من خلالها غريزتهم خلال نهار رمضان.
نشأت "تقى" -21 عامًا، مُعاقة ذهنياً- في أسرة بسيطة بعزبة الريس بالمطرية، وقبل أعوام عدة فقدت يد العون لها في الحياة "والديها"، وبدأت العشرينية هي وشقيقتها المعاقة الكبرى أيضًا يترددن على أشقائهم الثلاثة (يوسف، أحمد ، محمد) للإقامة معهم، وبالنهاية استقرت حياتهما داخل شقة أخيهما "محمد" بشارع نجم في عزبة الريس بالمطرية.
الأحد قبل الماضي، عزم أحمد شقيقة "تقي"، لتقضي معه يوم رفقة أطفاله، وتناول وجبة الإفطار، وهو ما حدث بالفعل وعقب الإفطار قررت "تقى النزول رفقة أطفال شقيقها للعب أسفل المنزل.
صباح اليوم التالي استيقظ شقيقها "أحمد" للذهب إلى عمله تاركًا شقيقته رفقة زوجته وأطفاله، وبعد ساعات قلقلة من ذهاب "أحمد" إلى العمل قررت "تقى" النزول مرة أخرى أسفل المنزل للهو مع الأطفال مثل ليلة أمس.
الهدوء يعم أرجاء المنطقة، والصمت في كل اتجاه، جميع منافذ المنازل مغلقة، فلم تجد الفتاة صغارًا للهو رفقتهم، فقررت التجول بالمنطقة بحثُا عن صغارًا تلهو معهم، حتى استوقفها ثلاثة شباب واستدرجوها لشقة داخل المنطقة.
دقات الساعة كانت تشير إلى التاسعة صباحاً، استيقظت زوجة أحمد من نومها لقضاء احتياجات منزلها، بينما رأت باب الشقة مفتوحة ولم تجد "تقي" نائمة على سريرها، هاتفت زوجها وأخبرته بعدم وجود شقيقته داخل الشقة.
لحظات قليلة وحضر "أحمد"، من العمل وبدأ في رحلة البحث عن شقيقته بالنداء داخل ميكرفونات المساجد تارة وصفحات السوشيال ميديا تارة أخرى، 24 ساعة لم يتوقفوا خلالها الأشقاء الثلاثة عن البحث عن شقيقتهم، حتى عثروا عليها واقفة أمام ناصية شارع داخل المنطقة ويبدوا عليها آثار الاعتداء.
ويقول "عبده، ع"، صاحب محل جزارة وأحد شهود العيان، أن الفتاة خطفها ثلاثة أشخاص وحبسوها داخل شقة بالمنطقة، ولم يُغلقوا باب الشقة فتمكنت الفتاة من الهرب.
أضاف في حديثه لمصراوي، "أخو تقى سألها كنتي فين؟ فمشيت في الشارع وراحت البيت اللي كانت محبوسة فيه، وشاورت على المتهمين اللي خطفوها واعتدوا عليها جنسيًا داخل الشقة".
"لحظة ذهول أصابت أشقاء الفتاة وأهل المنطقة، حتى قرروا الذهاب إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بما حدث لشقيقتهم، "يا باشا عايزين نعمل محضر خطف واغتصاب فتاة معاقة" -يواصل شاهد العيان-.
وقفت الفتاة أمام رئيس المباحث دموعها لم تفارق جفنيها، تُدلي تفصيليًا باعترافاتها ماذا فعل بها المتهمين، "محدش كان مصدق من الأهالي ولا رئيس المباحث أنهم يعملوا كدة فيها".
أضاف شاهد العيان أن المتهمين الثلاثة جميعهم متزوجون ولديهم أطفال باستثناء واحد منهم "مطلق مراته"، ويعمل المتهمين الثلاثة سائقين على سيارات ميكروباص بالمنطقة ويتعاطون المواد المخدرة، موضحًا أن رجال الأمن قاموا بتفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة، وظهر المتهمين وهم يستدرجون الفتاة إلى داخل الشقة مسرح الجريمة.
وكان المقدم كريم البحيري رئيس مباحث المطرية، تلقي بلاغ يفيد بتغيب فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة بعزبة الريس بمنطقة المطرية، وعلى الفور شُكل فريق بحث جنائي برئاسة العميد حازم الدربي، رئيس مباحث القطاع، وأكدت تحرياته أن وراء ارتكاب واقعة الخطف واغتصاب الفتاة 3 أشخاص يقيمون بذات المنطقة.
وعقب تقنين الإجراءات، أمكنت قوة من رجال المباحث من ضبط الجناة بعد بلاغ الفتاة، وبمواجهتهم أمام رجال المباحث اعترفوا بارتكاب الواقعة، وبعرضهم على جهات التحقيق، أدلو باعترافاتهم "إحنا كنا شاربين ومش شايفين حاجة"، وأمرت النيابة بحبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات.