اندلع حريق ضحم داخل كنيسة رئيس الملائكة سوريال والشهيد مارمينا بالعمرانية محافظة الجيزة ، في 30 / 4 /2021 في تمام الساعة التاسعة مساءً بعد انتهاء صلوات يوم الجمعة والعظيمة وكانت الكنيسة خالية من المصلين ، وأسفر الحريق عن إلتهام النيران لمحتويات الكنيسة فى الأربع طوابق بالكامل ، ووقوع بعض حالات الاختناق بين المشاركين في الإطفاء وتم نقلهم إلى مستشفي أم المصريين العام.
وعلي إثر ذلك الحادث أنتقلت كافة الجهات المعنية لمكان الحادث وتمكنت قوات الحماية المدينة بمساعدة أهالي المنطقة من السيطرة علي الحريق وإخماده ، وقيام المعمل الجنائي برفع الأدلة من موقع الحادث، للوقوف على ظروفه وملابساته، وجار استكمال التحقيقات، ونحن في انتظار ما ستفسر عنه التحقيقات.
وقد صدر بيان عن الكنيسة القبطية أنه لم يتم تحديد أسباب وقوع الحريق ، وتتولي الأجهزة المعنية التحقيقات لمعرفة أسباب وقوع الحادث.
للأسف الشديد قام الكثيرين كالعادة في مثل هذه الحوادث باستباق نتيجة التحقيقات ويزعمون أن سبب وقوع الحريق ماس كهربائي، علي الرغم أنه لَم يحدد بعد بداية الحريق ونهايته والأدوات المستخدمة في إحداثه، ولَم يصدر تقرير الأدلة الجنائية أو تحريات الأمن بشأن الواقعة ، وكان يجب عليهم تحري الدقة وعدم إصدار أي تصريحات بناء علي احتمالات بدون مراعاة الإجراءات القانونية المتبعة حيال تلك الأحداث،
في تقديري الشخصي كل الاحتمالات واردة في هذا الحادث ولا نستعبد فرضية وقوع عمل إجرامي جبان، فقد قرر أحد شهود الواقعة أن بداية النيران كانت في سطح الكنيسة، ولو صحت هذه الرواية فمن الممكن أن يكون يقوم أحد الأشخاص بإلقاء النيران أو أي من المواد المشتعلة من الأماكن المجاورة للكنيسة التي تحيط بها المباني الكثيرة، ومن ثم تتوافر أركان جريمة الحريق العمد المنصوص عليها في المادة 252 من قانون العقوبات التي تنص على «كل من وضع عمدًا نارًا في مبان كائنة في المدن أو الضواحي ..، وعلى وجه العموم في أي محل مسكون أو معد للسكن، سواء كان ذلك مملوكًا لفاعل الجناية أم لا يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد».
ويتحقق القصد الجنائي لجريمة الحريق العمد متي تعمد الجاني وضع النار في شئ من الأشياء المذكورة بهذه المادة وأياً كانت نتيجته أو الباعث عليه، أي سواء أكان القصد الأول من ذلك هو مجرّد إحراق المكان ذاته أم وسيلة لتحقيق أي قصد آخر.
فضلاً عن الإضرار الجسيمة التي لحقت بالكنيسة جراء هذا الحريق ربما تكون الجريمة مديرة.
أياً كانت ملابسات هذا الحادث سواء كان عرضياً أو جنائياً ، لابد من التصدي لأسباب حريق الكنائس بكل حزم وفقاً للقانون، حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.