وفق العقيدة المسيحية في صلب السيد المسيح فحربة المسيح أو الحربة المقدسة هو اسم الحربة التي طعن بها جنب المسيح إذ يذكر إنجيل يوحنا (19: 31-37) فقط الحربة ولا ذكر لها في الأناجيل القانونية الأخرى.
يروي الإنجيل أن الرومان ارادوا كسر ركب يسوع من أجل تسريع موته لكنهم اكتشفوا أنه ميت لذا لم يفعلوا ذلك وللتأكد من موته قام جندي بطعن يسوع بحربة.
لَكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ (يوحنا 19: 34).
الحربة التي طعن بها جنب يسوع على الصليب ماذا حصل بها؟
حسب شهادة أحد الحجاج (انطونينوس البياسنزي) أنه شاهدها عام 570 م مع إكليل الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح، محفوظة في كاتدرائية جبل صهيون، عندما كان الروم يحكمون المشرق.
وتدلنا الوثائق التاريخية أن الفرس عندما هاجموا الروم عام 615 وغزوا المشرق استولوا عليها.
ثم قام البطريق "نيكيتاس" (أي الحاكم) باستعادتها منهم، وقام بتهريبها إلى القسطنطينية عاصمة الروم مع "الإسفنجة المقدسة"، ووضعت في كنيسة الروم الأرثوذكس آيا صوفيا يوم 26 نوفمبر 615.
يستدل من حديث للإمبراطور قسطنطين بورفيروجينيتوس ( 905-959 م)، أن البلاط الملكي في القسطنطينية كان يكرم "الحربة المقدسة" ويعرضها للتبرك، يوم الجمعة العظيم المقدس في كنيسة سيدة الفاروس في القسطنطينية.
هذا وأثناء حكم عائلة باليولوغوس ( 1259-1453) في القسطنطينية، كان يتم عرضها للتبرك بها ابتداء من يوم الأربعاء العظيم حتى يوم الجمعة العظيم من أسبوع الآلام في "كنيسة آيا صوفيا".
عام 1453 احتل العثمانيون القسطنطينية وفي عام 1489 اتفق بابا روما اينوشنسيوس الثالث عشر مع السلطان بايزيد الثاني على المقايضة التالية:
" أن يبقي البابا شقيق السلطان ( ومنافسه على العرش) سجينًا لديه، مقابل جزية مالية يدفعها السلطان للبابا، وتسليمه "الحربة المقدسة"، وهكذا انتقلت الحربة المقدسة إلى روما عام 1492، حيث يقال إنها محفوظة في كنيسة القديس بطرس في روما. كما يقال إن قسمًا منها انتقل إلى باريس، بعدما احتل الصليبيون القسطنطينية عام 1204، وذلك بأن قام ملك القسطنطينية اللاتيني بالدوين الثاني ببيعها للويس التاسع ملك فرنسا، حيث حفظها هذا الأخير هناك في كنيسة القصر المقدسة )sainte - chapelle) مع إكليل الشوك منذ العام 1244 حتى الثورة الفرنسية عام 1789 حين قام الغوغاء بمهاجمة الكنيسة، فضاعت ذخائرها منذ ذلك الحين.
من هو قائد المائة الذي طعن قلب يسوع على الصليب
اسمه قائد المائة لونجينوس الذي كان تحت امرته مائة جندي، وكان في مهمة عند صليب المسيح على الجلجلة، بحسب بعض التقاليد المسيحية، فان لونجينوس هو قائد المائة الذي طعن جنب السيد بحربة كي يتيقن من موته، فخرج للحال دم وماء فشفى مرض عيني لونجينوس اللتين كانت تزعجانه كثيرا. وبعد حادثة الجلجلة، لعب القديس لونجينوس دورا عظيما في المساعدة على تأسيس وتثبيت صحة قيامة المسيح.
يقول مخطوط أرمني من القرن الثالث عشر أن هذه الحربة محفوظة في ارمينيا في "ايتشميادزين" العاصمة الروحية للشعب الأرمني. وهي اليوم في متحف مانوكيان لكن يرجح أنها ليست الحربة الأصلية نظرًا لمواصفاتها.