حمدي رزق
«لو دول قعدوا فى بيوتهم وأخدوا مرتباتهم أفضل، لأنهم عناصر تخريبية، واستبعادهم يحمى من العمليات التخريبية، وللأسف هذه الأعداد بتزيد وموجودة فى الورش، ومنهم سواقين».. (من بيان كامل الوزير، وزير النقل، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب).
يا نهاااااار.. يا نهار اسود على الكلام، عناصر تخريبية فى السكك الحديدية، وموجودين فى الورش.. ومنهم سواقين؟!، خلاص، حطيت صوابعى العشرة فى شق الثعبان، مفيش فايدة يا صفية.. غطينى وصوتى بالصوت الحيانى.
ما كشفه الوزير أشبه بقنابل موقوتة على خطوط السكك الحديدية، ١٦٢ إخوانيًا إرهابيًا (خلايا نائمة) نايمين فى السكة حتى ساعته، ومعروفين من حوائطهم الفيسبوكية، ومرصودين بالاسم والصور فى اعتصام رابعة، وبعضهم سواقين، ويقودون قطارات تحمل آلاف الأرواح.
يا نهار اسود على الكلام، هو فيه كده، هو حد يعمل كده، هو حد يصبر على بقاء الحيات فى عِبّه هكذا.. الجريمة التى لا تُغتفر لكل من مر بالسكك الحديدية هى بقاء هؤلاء حتى ساعته فى الورش!.
من ذا الذى يصمت على بقاء هؤلاء ثانية واحدة على القضبان، حتمًا ولابد من فرزهم وتجنيبهم وتحويلهم للنيابة، الانتماء لجماعة إرهابية مُجرَّم بالقانون.. على الوزير أن يطبق القانون ويحيل هؤلاء الإرهابيين إلى النيابة.
ما هذا الذى يحدث؟! الوزير المقاتل يتشكى من وجود إرهابيين وإثاريين ومدمنين فى ورش السكك الحديدية، ويطلب تعديلًا تشريعيًا لقانون الخدمة المدنية للتخلص منهم، ولو استشار مستشاره القانونى لسلمه نسخة من قوانين الإرهاب والإدراج على قوائم الإرهاب والكيانات الإرهابية، ترسانة قانونية عدلية محترمة ومطبقة، كيف يغيب إدراج هؤلاء على قوائم الإرهاب المحتمل؟!.
بقاء هؤلاء على خطوط السكك الحديدية كارثى ومخيف، وعندما كتبنا عنوان «التطهير أولًا»، لم نكن مبالغين رغم تشكيك المتنطعين، شكل الحوادث وتواليها يشى بأن هناك قطًّا أسود فى ورش السكك الحديدية، وثبت بالوقائع والمعلومات والتحقيقات أن الإخوان يقبعون فى الورش، ويركبون الجرارات، ويحورون فى الحوارات، فيه «ربعاوية» فى مفاصل السكك الحديدية.
تخيل الوزير كامل يطلب نقلهم إلى وزارة أخرى!.. عجبًا، ما هكذا تورد يا كامل الإبل، أنت كمن ينقل القنابل الموقوتة من السكك الحديدية إلى سكة أخرى، كيف تتعاملون مع القنابل الموقوتة هكذا؟.. من ذا الذى يحمى ١٦٢ إرهابيًا مطلوقًا فى السكك الحديدية؟!
لا يا سيدى الوزير.. لا تبحث نقلهم ولا تفصلهم، فلتبلغ عنهم فورًا، وتطلب التحقيق معهم عاجلًا بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابى اسمه الإخوان الإرهابيون.
ذروة المأساة أن تسمع من الوزير كامل الوزير مثل هذا السخام، يقول أمام النواب: «السواق محمد سلمان كتب على صفحته يوم عرض حلقة (الاختيار 2) كلام يجب أن يُحاسب عليه ضد الدولة، وأنَّه كان موجودًا فى رابعة، وكلام آخر عن الدم، ويجب محاسبته على هذا الحديث».
ماذا تنتظر يا سعادة الوزير؟ حاسبه على الكلام.. أرجوك لا تتأخر، وإذا انتظرت تعديلًا تشريعيًا ستكون كمستنى السمنة من بطن النملة.. عمرك ما حتقلى.
نقلا عن المصرى اليوم