سحر الجعارة
يبدو أن مثلث (الاختيار2.. هجمة مرتدة.. القاهرة كابول) قد أصاب التكفيريين فى مقتل، فأصابتهم لوثة عقلية من الصدمة ودخلوا فى حالة هذيان لم يجدوا إلا «المرأة» لتجسيد تطرفهم ورعبهم من «القوى الناعمة»، بعد أن نجحت الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية» فى كشفهم وتركهم عرايا لا شىء يستر قبحهم: (خيانتهم للوطن، تآمرهم لإنهاك وإسقاط الجيش والشرطة، تعاونهم مع مختلف التنظيمات الإرهابية، الاتجار بأرواح الأبرياء، الاغتيالات المنظمة.. إلخ العمليات الإرهابية القذرة «قبل وبعد حكم الإخوان»)!.
فلم يجد غلام الأزهر «عبدالله رشدى» إلا النساء ليبث سمومه فى أعمالهن الدرامية، بهدف رئيسى هو التشكيك فى المسلسلات نفسها بزعم أنها «تخرق الثوابت الدينية والمُجتمعِيَّةِ».. فكتب «رشدى» على صفحته بالفيسبوك: «ما يُعرَضُ فى المسلسلاتِ هو تحقير لا تكريمٌ للمرأة، فالمبالغة فى خرق الثوابت الدينية والمُجتمعِيَّةِ وإظهار المرأةِ بشكل غير لائق ليس فناً بحالٍ بل هو استهداف للقِيَمِ والأخلاق.. وإتلاف للأنوثةِ.. وهذه الأعمال ستقود لعزوف المجتمع عن متابعتها هى ومُقدِّميها»!.
فلنحاول أن نفهم معاً ما هو النموذج الذى يحقر المرأة ويحطم القيم والأخلاق ويتلف الأنوثة؟.. هل هو مثلاً شخصية «هند صبرى» التى تجسد دور فتاة مجندة فى المخابرات المصرية «دينا أبوزيد» فى مسلسل «هجمة مرتدة» وهو عمل يبرز أحداثاً وطنية مهمة.. فتش عن «خرق الثوابت الدينية» معى هل يقصد «رشدى» لقطات تدريب «أحمد عز» لها أم قصة الحب المستحيلة التى جمعتهما؟!.
هل صبر أرملة الشهيد «محمد مبروك» وصلابة وطيبة زوجات رجال الشرطة فى «الاختيار2 - رجال الظل» تنتقص من أنوثتهن؟ أو يدفع المشاهد لعدم متابعة هذه الأعمال؟.. أم أن صبر الأم مثلاً وحيرتها وانتظارها لابنها الذى انضم للتكفيريين فى «أفغانستان» وجسده الفنان «طارق لطفى» فى مسلسل «القاهرة كابول» عار لأنها لابد أن تفخر بأنها «أم الإرهابى»؟.
أحسب أن النساء المنتفعات اللاتى يقصدهن «رشدى» ويحطمن صميم القيم والأخلاق هن «صحبة أفغانستان» زوجة الخليفة التى اقتصت لقتل أخيها بقتل ابن ضرتها أو تلك المسماة بـ«الحرة» التى قيل لها «النساء كالحُلل» نبدل بينهن.. نعم هؤلاء هن النساء اللاتى تعرفهن، أما بطلات الدراما المصرية فأشرف من كلماتك المفعمة بالغل والكراهية لأنهن نموذج للمرأة المصرية المكافحة القنوعة المجاهدة فى تنشئة أسرتها.
إن كان نموذج «هنا» فى مسلسل «لعبة نيوتن» يزعجك لأنها تحملت مسئولية جنين وغربة دفعها إليها زوجها.. ولأنها تورطت فى «الحلم الأمريكى» وظلت وفيّة لزوجها رغم «يمين الطلاق»: اشرب من البحر.
لقد فات أوان التهميش وخرجت المرأة من الحرملك الذى لا وجود له إلا فى خيالك المريض.
سبق أن كتبت بلاغاً إلى المستشار «حمادة الصاوى» النائب العام ضد «عبدالله رشدى» جراء فتاواه التى تبرر التحرش وتحرض على الختان والعنف ضد النساء.. وناشدت المجلس الأعلى للإعلام لإغلاق صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى التى تنشر الإرهاب المعنوى وتهدد الأعراض والأنفس.. لكن عدم محاسبته أغراه بالتمادى!. والآن يضرب «رشدى» القوى الناعمة فى مقتل، يكفّرها ويتهمها بالإفساد الأخلاقى.. التهمة واضحة: اغتيال ممنهج لرموز وطنية كرمتهم «المتحدة للخدمات الإعلامية».. والسكوت عليها «خيانة» لأنه إهدار لقفزة فنية ردت «وعى المواطن» الذى زيّفوه.
نقلا عن الوطن