عزيز الحاج
التاريخ العراقي والذائقية العالمية تعرف ماذا فعل هولاكو ببغداد...لن أفتش عن الجراح الهولاكوية فقد سطرها التاريخ المزوّق بالاكاذيب والتضخيم أو تقزيم صورة الجرائم الكبرى وتسفيه تفاصيلها.. وهذا هو قمة الالم ! ومن ظن ان هولاكو مات في العراق... فقد أخطا خطا عظيما!
حصل حريق في مستشفى عراقي أسمه مستشفى بن الخطيب ولان مستشفيات العراق جميعا فيها منظومات ضد الحرائق عالية النقاء والجودة والمهنية والتخصصية، تحسدنا عليها بريطانيا والنرويج وفنلندا وحتى زنجبار والصومال! فقد اقتنص الحريق كل شيء في هذه المستشفى التخصصية لمرضى كورونا! ولان العراقي اليوم له شغف عظيم بالتوثيق والتصوير والفيديوات والتداول المجتمعي لها... فتراه يحرص!! ان لايسعف المريض المحترق! لانه مشغول بتصوير إلسنة اللهب وهي تحرق عشرات الاجساد البريئة!
جاء هولاكو للمستشفى مرتديا لامة حربه!! دخل المستشفى يريد ان يحرق الجميع! لاتبحث عن السبب!
كيف سيحرقهم! ولاعن صورة الاحزان ماذا ترتدي! ولا عن دموع ستجري كنهر الغراف!! المهم سيبقى لغزا الى يوم القيامة كيف انتشرت السنة اللهب في كل العنابر وكيف تمكنت من حرق وشوي الجميع.. وعذرا للاستعمال اللغوي القاسي... فلم تبق خلية في قلب عراقي الا ووصل لها صراخ المحترقين! وآهاتهم ليس فقط من غزوة هولاكو فقط ولكن من عدم وجود ما يسعفهم ولو حتى جرادل الرمل والماء التقليدية! ولا وجود المسعفين! هنا يسكت الكم! 82 محروقا و110 جريحا لازال على رمق الحياة ينتظر علاج نفسي لمدة عشرة سنوات لكي ينسى مناظر طعن رماح النار في إحبة حوله! ومنهم من يقول 23 محروقا فالروايات كالصراع الديني التاريخي بين المذاهب! لها مليون وجه وتفسير... المهم ان الحقيقة ضاعت ولن نعثر عن ركامها أبدا! المهم ان العوائل العراقية في الشهر الفضيل فقدت احباء لها وعيد الفطر يقترب
وأقسى الحزن هو حزن الاعياد! حزن غياب الأحبة فكيف بعمل فني هولويودي تراجيدي لانظير له!
هل سنتهم قناني الاوكسجين العمودية؟ ان واحدة منها انفجرت؟ كيف تنفجر وفيها مسمار الامان المعروف؟ هل نتهم ان البعض ممن يرافق كان يعمل الطعام للمرضى بالطرق البدائية في العنابر؟ ام تماس كهربائي لعين؟
ام نتهم الاختناق وقلة الاوكسجين بالموت للبعض؟ ام نتهم المحروقين بالموت قفزا من النوافذ تخلصا من السنة اللهب؟
الجميع يعلم ان النظام الطبي في العراق نظام متهاون.. مع المرضى ولاداعي لنشر الغسيل فقد احترق الحبل والغسيل! لن نعلم الحقيقة في العراق أبدا!! لابحريق المستشفى ولاكيف دخل هولاكو؟
ولا كيف قفز سعر الدولار فمزّق النسيج الاجتماعي العراقي بكل تفصيل! المهم الصمت! ومن اجمل الكلمات قالها احد الناشطين...انا ثوري بهدوء.. وهاديء بثورية!
الرحمة لشهداء النار المجهول مصدرها.. الصبر والسلوان للعوائل التي فقدت إبنا وأبا وحفيدا وأما وأختا.. فقد قتل هولاكو الخطيب كل آمانيهم بالشفاء من كورونا والعلاج بالنار الابدية!
سجلوها معي جريمة هولاكو الخطيب....ستكون منسية مع كل الجرائم السابقة وستبكي الانامل... انها تخشى اليوم قول ما تهبها خلايا الامر العقلية! من حقنا الصمت! الصمت وحده في العراق لايحترق!
هل تنفع بعد جريمة غزوة هولاكو لمستشفى بن الخطيب.. دعوة مجلس النواب للانعقاد؟ او قرارات السيد رئيس مجلس الوزراء بحق من يتهمهم بالتقصير؟او فورات الغضب؟ الباراسيتول للاسف ليس علاجا للسرطان!