حمدي رزق
احتفل بهذا اليوم السعيد / واستنشق روائح العطور / وضع أكاليل من زهور اللوتس على ساق تلك المقيمة فى قلبك / ولتصدح الموسيقى بالعزف والمنشدين بالغناء / اغتنم فرص المرح والسرور / قبل أن يجىء اليوم الذى تقترب فيه من الأرض التى تألف السكون. (من أُنْشُودة شم النسيم).
لفتنى الأب «رفيق جريش»، راعى كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك، إلى ترحيل شم النسيم الذى يحل سعيدا يوم الإثنين ٢١ رمضان الموافق ٣ مايو المقبل إلى يوم الخميس ٦ مايو، ما اعتبره خطأ فى الحساب السياسى يحتاج إعادة نظر.
وكتب المفكر القبطى «كمال زاخر» على حسابه على «فيسبوك»: «شم النسيم العيد المصرى الوحيد الذى لا يرتبط بخلفية دينية أو سياسية أو حكومية.. لا تقطعوا الخيط الباقى مع جذورنا.. لا لترحيله ليوم الخميس... دعوه يمر»!.
لافتٌ أن حوار ترحيل شم النسيم بلغ الحكومة، الحكومة عندها خبر، ومندهشة، لماذا استثناء شم النسيم من نظام الإجازات المتبع منذ يونيو الماضى، حيث يُعتبر يوم الخميس التالى على المناسبة المقرر بشأنها الإجازة إجازة رسمية، بدلًا من الإجازات التى تقع فى منتصف الأسبوع، مع استثناء إجازات أعياد الفطر والأضحى، وعيد الميلاد (هكذا صدر قرار مجلس الوزراء)؟.
لسان حال الحكومة، هذا نظام (قرار) عام ومجرد، وتم ترحيل إجازات منتصف الأسبوع كافة. تم ترحيل إجازات ٣٠ يونيو، والمولد النبوى، وعيد العمال، وعيد تحرير سيناء، فلماذا الاستثناء فى شم النسيم، ولاسيما أن الاحترازات الطبية تحبذ الإجازات المتصلة بديلا عن الحظر، فضلا عن ترحيل الإجازات؟، يأتى فى إطار حرص الحكومة على إتاحة فرصة أكبر أمام المواطنين لقضاء إجازة متصلة بعطلة نهاية الأسبوع واستثمارها كيفما يشاءون:
ما لا تستبطنه الحكومة ويستوجب التنبيه أن يوم شم النسيم هو اليوم التالى لعيد القيامة المجيد، فيه طقوس وصلوات، وترحيله يؤذى مشاعر إخوتنا.. ومن زاوية التاريخ، فإنه اليوم الذى يجمع المصريين على أساس الهوية التأسيسية (البنية الأساسية) للمصرية، ما يستوجب العض عليه بالنواجذ، واستثناءه من نظام ترحيل الإجازات.
سلفيًا، يَتَرَبَّصُ بشم النسيم، تبديعًا (من البدع) وتحريمًا (حرمة الاحتفال) وتفسيقًا (لمن يحيون طقوسه الفرعونية)، لولا نفرة دار الإفتاء المصرية التى أقرت بجواز الاحتفال، واعتبرتها بدعة حسنة تعزز أوصال العلاقات الإنسانية والروابط الأسرية، وأن العمل بطقوسه عادة مصرية قديمة غير مخالفة للشرع.
شم النسيم إذن طقس فرعونى يستوجب إحياؤه، وغير مهضوم اتهام الحكومة بمداهنة السلفيين، وهى تسيّر أعظم موكب فرعونى فى التاريخ الحديث، والقول بأن ترحيل الإجازة لا يلغى الاحتفال مردودٌ عليه: «بعد العيد ما يتفتلش الكحك»، و«بعد شم النسيم ما يتاكلش فسيخ»!.
نقلا عن المصرى اليوم