بقلم : ألبير ثابت فهيم
من الظواهر والعادات السيئة فى حياتنا عدم الإلتزام بالمواعيد، رغم ما نردده فى المناسبات مثل الببغاء عن ضرورة إحترام المواعيد والإلتزام بوقت العمل ، وأن الوقت ثمين كالذهب، ونضرب الأمثلة على ذلك (الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك) .
إن إحترام الوقت ليس له قيمة جوهرية في حياتنا، ومن ثم نتهاون فيه ولا نلتزم به بصورة تدعو إلى الندم والشفقة، فنذهب إلى العمل متأخرين ولدينا المبررات العديدة ، كما نغادره قبل الموعد غير عابئين بذلك الأمر ، بحجة إن المسئول هو الآخر يأتى متأخرا ويغادر مبكرا ، ونردد كعاداتنا الشغل عمره ما بيخلص .
فالتباطؤ وعدم إحترام الوقت والمواعيد يظهر جليا على جميع المستويات بل باتت ثقافة سائدة فى العلاقات ، ففى المناسبات الإجتماعية كالأفراح الكل يتأخرون والعروس عند الكوافير ، والعريس فى الأستوديو ، وباقات الورد والزهور تصل قبل إنتهاء موعد حفل الزفاف بدقائق والمدعوون صابرون ومنتظرون ، والأسباب معظمها واهية وهزيلة .
الغريب فى الأمر أن البعض يعتقد أن تأخره عن الموعد يعطيه أهمية ويظهره أمام الآخرين بأنه شخص مهم وله إرتباطات متعددة وهذا فهم خاطىء ، فالشخص الناجح هو الذي يلتزم بمواعيده ، وهو إحترام الشخص لذاته وللآخرين .
وإذا إضطر الشخص إلى التأخر عن موعد أو عدم حضوره فينبغى عليه الإعتذار المسبق للآخرين حتى لا يستمروا فى الإنتظار ، فعدم الدقة فى المواعيد ليس مجرد صفة تتنافى مع الذوق السليم بل إنها أيضا تتعارض مع الأخلاق الحميدة فالمحافظة على المواعيد تدل على الإحترام والتقدير لموجه الدعوة .
إن سيطرة عدم الالتزام بالمواعيد والوقت من جانب المجتمع الذي نعيش فيه آفة خطيرة لعدم إستيعابنا لأهمية الوقت وتقديره ، وتتميز الدول المتقدمة عنا بإدراكها قيمة الوقت وإحترام المواعيد دون رقابة لأنه سلوك نشأوا عليه.
إن التربية الخاطئة منذ الصغر داخل الأسرة من أهم أسباب عدم إحترام الجيل الجديد قيمة الوقت ومن هنا يجب علينا أن نغرس فى نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم الإنضباط وإحترام المواعيد .