حمدى رزق
لافت تصريح قداسة البابا تواضروس الثانى: «لا نريد أن نلجأ لأى إجراء مثلما فعلنا السنة الماضية»، مع تحذير شديد من تبعات الموجة الثالثة من كورونا، تحديدا فى فترة أسبوع الآلام، أهم أسبوع فى العام لدى الأقباط؛ وهو الذى يسبق عيد القيامة.
ما كتبه القمص «صرابامون الشايب» أمين دير القديسين بمدينة الطود/ محافظة الأقصر، على صفحته الفيسبوكية جدير بالتوقف، فى سياق تحذيرات البابا تواضروس المتكررة، يفسر إلى حد كبير سر التحذير الأخير لقداسته، يستوجب الإحاطة بالموقف فى عموم الإيباراشيات، تحديدا فى الصعيد كما هو حادث فى القاهرة والاسكندرية.
القمص يدق ناقوس الخطر، وعلى قيادة الكنيسة أن تنصت لهذه الصرخة الآتية من الصعيد، وتتحرى فحواها، لأنها جد خطيرة، وفى زمن الوباء يستوجب الحذر كل الحذر، فالأرواح غالية، والفيروس لا يرحم صغيرا ولا كبيرا.
أنقل رسالة (صرخة) القمص صرابامون إلى قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ليقف على ما جاء فيها تجنبا للعدوى وحفظا للأرواح، وإلى أساقفة المجمع المقدس بعلم الوصول، ما جاء فى الرسالة جد مقلق، ويستوجب توقفا وتبينا لما جاء فى سطورها وما بين السطور، فى الأخير صحة الشعب والحفاظ على الأرواح عين الرعاية الروحية.. أعانكم الله.
نصًّا يقول القمص صرابامون الشايب:
«للأسف أكتشفُ بعد نهاية القداس أن مرضى الكورونا يحضرون معنا القدسات والصلوات، رغم كل الاحتياطات والتعليمات والتنبيهات.
إنهم يتجولون بين الكنائس ناشرين العدوى بين كل المصلين فى الكنيسة، من يكبح جماح هؤلاء المرضى، تصوروا حالة الإحباط التى أُعانى منها عندما أعرف بعد نهاية القداس أن هناك مرضى كانوا معنا، والكارثة الكبرى عندما يخرج بعض الرعاة ليقولوا إنه لا يوجد أى مرضى فى قراهم، وأنا متأكد أن هذه المعلومات غير صادقة.
قبلا توقفتُ عن القدسات شهور ديسمبر ويناير وفبراير وأياما من مارس، وبدأتُ القداسات مع بدء الصوم المقدس بحسب النظام العام فى الإيبارشية التى أعيش فيها. ورغم استمرارى فى صلوات القداسات، لكن أشعر بحيرة شديدة، لماذا نُصرُ نحن على الاستمرار فى القداسات بينما غالبية الإيباراشيات تتوقف عن ذلك. غيرنا يشعر بالخطر ونحنُ لا نشعر، هل لهم فيروس كورونا غير فيروسنا؟، وهل فيروسهم فتاك وفيروسنا، ودودٌ لا يقتل؟.
أنا فى حيرة شديدة تكاد تصل إلى حد الأزمة، من الذى على خطأٍ ومن هو الذى على صواب.
تحدث هذه المآسى ونحن ننتمى لكنيسة واحدة وأيضا نعيش فى وطن واحد.
كرهتُ الكلام ومللتُ الصمت أيضا، وعلى الآباء الكهنة توخى أقصى درجات الحذر.
وعلى الشعب تجنب القرب من الآباء الكهنة حتى لا ينقل لهم العدوى.
الكاهن الذى يصرعه الوباء نتيجة للاستهتار وعدم الحرص لن تعوضه الكنيسة، ولن تعوضه أسرته التى تفجع بفقده.
مستمر فى قدساتى لكن أُناشد المرضى عدم الحضور.
للأسف هناك من ينظر إلى الوباء، نظرة خرافية عبثية، غير مقدرٍ خطورته»
نقلا عن المصرى اليوم.