بقلم: سامي فؤاد
كنا نري الأماكن متسعة ونري للحقيقة وجه واحد كنا أطفال أكثر براءة ، فجأة ضاقت بنا الأماكن أو ضقنا بها وأصبح للحقيقة مائة وجه ، حتى الخوف لم نكن ندركه فلم يدركنا ولكن عندما عرفناه عرفنا، وأصبح يضع أمام أعييننا حساباته ، فكانت الهوة العميقة بين ما ندركه وما نقوله ، وما يدور في عقولنا وتنطقه ألسنتنا ، ولكن طالما مازال هذا الطفل البرئ بداخلنا يصرخ ولا نريد أن نري سوي وجه واحد للحقيقة ولا نملك سوي أن نستخدم حقنا المشروع في أن نسأل ، أن نصرخ ونعترض حتى لو أدركنا الخوف حتى لو أدركنا الموت أو السجن ، فالأفضل أن أموت وأنا أسأل وأنا أصرخ بدلاً أن أموت صفر في معادلتهم أموت مثل
كثيرين وأنا لا أمثل لهم سوي رقم يثبت صحة نظرياتهم ونتيجة لصراعاتهم ، وتبقي الحقيقة ذو الوجه الواحد \" الموت \" حتى وإن كانت بنا نسمات حياة .
نموت في عبارة لنصبح أرقام في معادلة السلطة والمال، نموت في قطار أو انهيار عقار أو نقضي ما تبقي لنا علي أبواب المستشفيات في معادلة السلطة والفساد أو نذهب ضحايا لانفلات أمني أو فتنة في معادلة فرق تسد التي يستخدمها الحكام ، ثم نموت جنوداً علي حدودنا وكل ذنب جنيناه أننا كنا قريبين من معادلة صراع القرارات وصراع السلطات والمصالح أي هوان نعيشه وهل حقاً نحن أحياء أم أموات ، أي سجن كبير نعيشه بعد أن ظننا أننا تحررنا من السجان فتصارع علينا أكثر من سجان وجعلوا من قوتنا وكرامتنا القضبان ، سأسال لأني أود الموت خارج معادلتهم وصراعهم أود الموت وأنا أتكلم أصرخ في وجهوهم سحقاً لصراعكم وصفقاتكم ، وأهون أن أسجن في سجن تحددت له الأمتار علي أن نعيش في وطن سياجه قضبان وأسوار قوتنا وأمننا فما أبشع أن يجعلك سجانك تصنع أنت قضبانك وأسوارك تبنيها بخوفك علي وطنك علي أمنك علي قوت الأطفال ، وتجد نفسك تصرخ بكل هوان لا أطيب ولا أفضل من أيام أول سجان ، لا الموت لكل سجان السجن لكل سجان ويبقي الوطن ما دمت أريد أن أحيي كإنسان،،
بالأمس أستشهد أخواننا علي الحدود وينزف وطننا كنتيجة لكل سؤال غير مجاب وقبل أن تنال منهم يد الآثم نالت منهم يد الإهمال قتلتهم كما قتلت يد الفوضى والأزمات مصر قتلتهم الصراعات والصفقات ، لم نري مسئولاً يبكي يعتذر وأولي بكثير منهم أن يلقي بنفسه في النيل ولكن كفا بالنيل ما ناله من تلوث ، إن كنا ندرك أن مازال هناك في أجهزة الدولة كثيرين ينتقموا ويصارعوا ليتأكد لنا أن بدونهم ليس للوطن بقاء يريدوا أن نقف علي أطراف أصابعنا نبكي ونردد صحة نظرية مخلوعهم \" أنا الدولة ودوني الفناء \" ندرك هذا ولكن ما لا ندركه لماذا يقبل الرئيس بهذا وإن كانت هناك أفعال يغض البصر عنها ويتعمد فيها الإهمال لتهميشه وتأديب وتركيع المجتمع أليس بقبوله يصبح شريك إن لم تكون هناك قرارات جذرية ووقفه حاسمه لا يبتغي فيها إلا وجه الله والحق والوطن ، أما أن يوضح لنا مفهومه عن الوطن ومفهومه عن وجوده في القصر ا لرئاسي هل هو لخدمة كل المصريين أم يكتفي بقدر تخدم فيه مصالح جماعته هل يسعي حقاً للحصول علي كامل الصلاحيات أم أنه حقاً أرتضي بما حصلت عليه جماعته من التحول من المحظورة إلي الحاكمة ويكفيهم التركيز في وزارات لديهم القدرة في العمل من خلالها وتحقق لهم العمل من قاعدة الهرم لحين التغلغل في كل الأجهزة وتأتي الفرصة للعمل من قمة الهرم وإلي أن يحين هذا الوقت ارتضوا بأن يكون العمل توافقي بينهم وبين النظام القديم ، أعلم أن هذه أسئلة شائكة تدور في رأس الجميع يزيدها غموضا وحيرة موقف الجماعة منذ بداية الثورة وموقف الرئيس الآن والجماعة ، وتبقي الكثير من الأسئلة والظنون لست متأكد من صحتها كلها ولكن المؤكد أن التاريخ والوطن لن ينسي للرئيس أنه وقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث ، كما أننا ما زلنا لم ننسي أن جماعته هي من كبلت يدانا وأوصلتنا لمن نحن فيه ، فإما أن تكون الشفافية والعلانية ونثور معك ضد كل فساد ومفسدين لهذا الوطن ووقتها لن يهم من يقود السفينة طالما تمر بسلام ، أو نثور ضدك وإن هزمنا يكفينا أنه لن ينصركم التاريخ ولا الحق .