إيداع الطفل وشقيقته بدار رعاية لإعادة تأهيلهما نفسياً
انتهت النيابة العامة بالفيوم، من التحقيق مع نجل سفاح الفيوم، الطفل زياد عمرو ناصر الربعاوي، والذي أجبره والده على مساعدته في قتل والدته وشقيقه وخالته وإصابة جدته وشقيقيه، بعدما روى تفاصيل ارتكاب والده للجريمة، كما روى تفاصيل اختباء والده في منزل جده بعد ارتكاب جريمته، وتفاصيل هجومه على قوات الشرطة.

وأدلى الطفل «زياد» بتفاصيل تحضير والده لارتكاب الواقعة، قائلاً إنّ والده أخرج كتبه الدراسية من شنطة المدرسة وملأها بالذخيرة، وهدده بقتله إذا لم يفعل ما يأمره به، وعلّمه طريقة تعبئة خزينة السلاح بالرصاصات، وقال له «لو خلصت الخزنة لقيتك مش مالي التانية هقتلك».

وقال «زياد»، إنه كان يريد أن يظل برفقة والدته وأشقائه حينما تركوا والده لكنه كان يخاف منه ويعرف أنّ والدته لن تستطيع حمايته من والده، لذلك ظل معه، مُشيراً إلى أنّه حينما دخل مع والده الشارع كان خائفاً جداً لأن والده كان يطلق النيران بصورة كثيفة، ولكنه لم يخبر والده بخوفه حتى لا يقتله.

وأضاف أنّه كان يريد أن ينقذ والدته وأشقائه ولكنه خاف من والده، وكان يبكي من شدة الحزن عليهم لكنه كان يمسح دموعه بسرعة قبل أن يراه والده.

وعن مقتل والده، قال الطفل إنّه عقب انتهاء الجريمة سرق والده دراجة بخارية من صاحب محل عصير، ثم اختبئا بمنزل جده القديم، وكان والده يمتلك عدد 2 بندقية وملأ كل الخزن بالطلقات، وفي يوم المطاردة حينما وجد الشرطة وأطلق عليهم النيران، كان يمتلك مبلغاً من المال قدر بحوالي 90 ألف جنيه، قام بربطه على قدم نجله وهدده بقتله إذا أضاعهم.

وأوضح أنّه عندما أصيب والده بطلقتين في قدمه وأصبح غير قادر على السير، استغل الفرصة وهرب من المنزل وخرج بسرعة، ثم ذهب لضابط الشرطة واحتمى به من والده، ثم رأى والده حينما قتلوه وأصبح لا يشعر بالخوف لأنّه لن يقتله مثلما قتل والدته وشقيقه.

وعقب انتهاء التحقيقات، قررت النيابة العامة إيداع الطفل «زياد» بإحدى دور الرعاية لإعادة تأهيله نفسياً هو وشقيقته مي التي تصغره بعامين.

وأكد مصدر بمديرية التضامن الاجتماعي بالفيوم (رفض ذكر اسمه) في تصريحات خاصة لـ «الوطن» أنّه تم استقبال الطفلين في إحدى المؤسسات التابعة للمديرية، مؤكدةً أنّهم في أمان الآن، وأنّه جرى التنبيه على كل العاملين بالمؤسسة بعدم التحدث مع الطفلين في الواقعة أو ذكر أي شئ يخصها أمامهما.

ولفتت إلى أنّه تم توفير أخصائي نفسي وآخر اجتماعي ليتحدث مع الطفلين ويُعيد تأهيلهما نفسياً وتوفير كل وسائل الترفيه المتاحة ليلعبان مع رفقائهما حتى ينسيان الواقعة تماماً.

وكشفت أنّه تم تسكين الطفلين مع أبناء المؤسسة الذين يرتادون نفس المدرسة التي فيها الطفلان، وهم يعرفونهما جيداً وأصدقاء لهما حتى يندمجان معهما بسهولة ولا يكونا منطويين على أنفسهما.

وأشارت إلى أنّ خالي الطفلين حضرا لزيارتهما وطلبا استلام الأطفال عقب انتهاء فترة التأهيل النفسي حتى يربيانهما ويعيشان وسط أهلهما، لافتةً إلى أنّه لم يتم إخبارهما بوفاة والدتهما حتى الآن حتى لا تسوء حالتهما النفسية بشكل أكبر.

وكانت محافظة الفيوم قد شهدت واقعة مؤسفة السبت الماضي، حينما قام فكهاني بقتل زوجته وابنه وشقيقة زوجته، وأصاب حماته وطفليه، انتقاماً منهم لترك زوجته منزل الزوجية وعدم موافقتها على العودة إليه بسبب إدمانه ورفضه للعلاج وهروبه من مصحة علاج الإدمان.