أمرت النيابة العامة المصرية بحبس المتهم بذبح الطفلة ريماس 4 أيام على ذمة التحقيق، وكشفت تفاصيل واقعة قتلها بعد فشله في الاعتداء الجنسي عليها.

وأوضحت النيابة العامة المصرية أنها تلقت إخطارًا من "رئيس وحدة مباحث مركز شرطة دكرنس" ظهيرة يوم السادس من شهر أبريل الجاري بالعثور على الطفلة ريماس قتيلة داخل عقار بشارع الإسعاف ببندر دكرنس.

وانتقلت الأجهزة المعنية إلى المكان لمعاينة جثمانها، وتبين إلقاءَها على الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني وإصابتها بطعنات بالبطن والظهر.

والتقت خلال ذلك بجدها لأمها، فقرر شفاهة -وشهد بذات الرواية في التحقيقات- تغيُّبَ حفيدته يومئذٍ بعد خروجها من مسكنها لشراء خبز، فبحث وذووها عنها، والتقوا أثناء البحث بفتاة من الجيران -سألتها "النيابة العامة"- أخبرتهم برؤيتها المجني عليها في رفقة المتهم بالطريق العام.

وانتقل الجد ووالدة المجني عليها إلى مسكن المتهم حيث التقياه، فأنكر لهما لقاءَهُ المجني عليها يومئذٍ، ولكنهما عثرا على جثمانها ملقى بدرج العقار فأبلغا الشرطة.

وأضافت النيابة أنه قد تبين من معاينة مسرح الحادث آثار دماء على جدران العقار من الداخل وامتدادها إلى مسكن المتهم، فدخلته وعثرت عليه فيه، وتبينت آثار دماء بأحد أعمدته فأمرت بإلقاء القبض عليه.

وعثرت أثناء استكمال معاينة مسكنه على آثار دماء في منشفة معلقة على باب دورة المياه وببابها وبمياه داخل دلو فيها.

كما عثرت على آثار دماء بمنديل ملقًى في سلة مهملات وعلى جدار في غرفة النوم وأرضيتها وبابها، ووجدت بالغرفة رابطة شعر أنثى فتحفظت عليها.

كما عثرت على بابٍ مؤدٍ إلى ممرٍّ مُطلٍّ على منور العقار تبينت النيابة العامة إلقاء ملابس فيه، فانتقلت إليه وعثرت على الملابس ملطخة بالدماء، حيث شهد والدا المجني عليها بأن الملابس ورابطة الشعر خاصان بابنتهما، وأقرَّ المتهم بذلك.

كما عثرت النيابة العامة على آلتيْ مراقبةٍ بعقار مجاور لمسرح الحادث تبينت من مشاهدة تسجيلاتهما ظهور تحدث المتهم إلى المجني عليها في الطريق العام ثم سيره معها ممسكًا بيدها، فواجهته بالتسجيلات فأقر بها.

وخلال استجوابه أقرَّ بارتكابه الواقعة؛ إذ كان قد أَبصرَ المجني عليها أثناء شرائها الخبر فدبّرَ لاستدراجها إلى مسكنه لمواقعتها، وأوقفها لذلك في الطريق العام وأقنعها باصطحابها لمسكنه لتقديم حلوى إليها.

ولما وصلا المسكن وحاول اغتصابها قاومته وعلت صرخاتها فكمم فمهها ورطم رأسها بالأرض حتى أغشي عليها، فطعنها بسكين في ظهرها وبطنها حتى أيقن وفاتها، ثم ألقى بها على درج العقار، وأخفى ملابسها.

وأمرت النيابة العامة المصرية بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها.

وكانت حالة من الصدمة قد أصابت الرأي العام المصري بعد مقتل طفلة تبلغ من العمر 8 أعوام، في مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، شمال شرقي البلاد.

وقال محمد الجندي، محامي عائلة الطفلة لسكاي نيوز عربية، إن الطفلة ريماس محمد خرجت لشراء الخبز من أحد المحلات القريبة من المنزل، لكنها لم تعد، فبدأت أسرتها بالبحث عنها، وقامت باستخدام أكثر من مذياع لتعريف أهالي القرية بمواصفاتها واسمها، ليقوموا بمساعدتهم في البحث عنها.

وأضاف المحامي بالنقض أنه "أثناء عمليات البحث، أخبرتنا إحدى فتيات القرية أنها شاهدتها وهي تتحرك مع شخص (تم تعريف اسمه بـ"ع.ق")، وبدأت عائلة المجني عليها بالسؤال عن محل سكنه ثم توصلت إليه، وكان أقرب فرد من عائلة الطفلة ريماس لمنزل الجاني هو الجد".

ويتابع الجندي: "تحرك الجد إلى منزل الجاني، وتفاجأ بأن المدعو (ع.ق) يرتدي ملابس داخلية عليها نقاط من الدم، وبدأ الجد بسؤاله عن الطفلة، فأخبره الجاني أنه لا يعلم أي شيء عنها، ليرد الجد بأن هناك من شاهده وهو يسير معها قبل اختفائها".

وعقب المحادثة التي لم تسفر عن نتيجة، بدأ الجد بالبحث عنها، ليكتشف أن جثتها ملقاة على الدرج المقابل لشقة الجاني، وقد خُلع رداؤها الخارجي عنها، ووجد عدة كدمات على وجهها، بالإضافة إلى تعرضها لثلاث طعنات، واحدة منها في رقبتها.

وأوضح المحامي أن الشرطة تمكنت من تخليص المتهم من يد الأهالي قبل الفتك به، وتم فرض طوق أمني حول المكان، إلى حين وصول عناصر من النيابة العامة.

كما يؤكد الجندي أن أسرة الفتاة تنتظر تقرير الطب الشرعي، ليعلموا ما تعرضت له قبل مقتلها، ومعرفة دوافع "ع.ق" (في الثلاثينيات من عمره) لقتل طفلة صغيرة.

واستمعت النيابة العامة، الثلاثاء، إلى أقوال أسرة المجني عليها، بالإضافة إلى الفتاة التي شاهدت "ع.ق" وهو يستدرج الطفلة قبل اختفائهاـ وبعد ذلك قامت أسرة المجني عليها بدفن ابنتهم حوالي الساعة الثالثة فجرا.