بقلم: السيناريست جرجس ثروت
المشهد رقم : ستة أو سبعة أو ثمانية تعبنا من كتر العد
غروب / خارجي
المكــــــان : أرض الفيروز اللي حفنة ترابها تساوى كنوز
يا أهل المزيا .. يا اهل المزيا .. يا أهل المزيا معاى دور خدوا بالكم .. هيتثبت رواية وحادث مشهور خدوا بالكم .. سبت ورواية على المقدر والمقدور خدوا بالكم .. كان فيه اشرف رجال على حدودنا واقفين زى السباع صايمين يا ناس ولفرحة الصوم والأفطار مستنين وعارفين دورهم ولأرضهم وشرفها حافظين .. وبدل ما تروى مية النيل عطشهم بعد الحر يذداد لهيب الحلق بنار في الصدر .. وعوض سد الجوع بتمرة وكسرة خبز تتملى البطون بارود بعد ما تتفتح عليهم النار بخسة يا ولداه .. ووقع طارق وسنده محمد وهو مضروب زيه لغاية ما وصلوا للأرض وهما مش مصدقين وكأنهم في كابوس وحمى البارود يا ولداه حشرت الكلام في الحلق جواه .. وصرخ الظابط في المستشفى : خدونا على خوانه وبكى كل الواقفين بعد ما لفظ النفس يا عين .. وزمايله الأحرار صرخوا سيبونا ندخل وراهم الخونة وناخد تارهم أو نموت زيهم واعتبرونا من المفقودين ولو مارجعناش ما يهمش والعيشة تبقى بلاش .
بدت القصة لما كان واقف ثروت الشرقاوى مع احمد محمد من قنا وبيقولوله أبو قناوى .. وكانوا بيسلوا صيامهم بكلام موزون وأفتكر ثروت هو وشايف العدو الناحية التانية مذبحة بحر البقر اللي حصلت حداهم بمدرسة بحر البقرالمشتركة الابتدائية بمركز الحسينية في أول السبعينات وراح ضحيتها ثلاثين طفل وخمسين مصاب .. واتخلطت أوراقهم بسندوتشاتهم بلحومهم وكان الكراسات مكتوب فيها زرع .. المصري زرع الخير والحضارة حصد الغدر والمرارة والحقارة .. ولا كان يعرف الشرقاوى أن بعد ربع ساعة هيتخلط دمه برغيف العيش والدمعة مع لحمة الفطار .. صرخ فيه قناوى وقاله : يا أخي أفتكر لينا سيرة زينة على الفطار .. وبعدين يا سيدي مش اخدنا في أكتوبر التار ولا أنت بقيت زينا ما تنساش واصل .. بزياداك وياللا نروح نحط الوكل وننده على الشباب المدفع قرب يضرب وهموت من الجوع والعطش ولا الكيف خرمان يا بوى عاد .. ضحك شرقاوى وضربه في كتفه وقاله : همك على بطنك جاك عيار .
وفى الشرقية بلدهم وعلى الطبلية سليمان أبوثروت وأمه بيدعوا له يخلص جيشه على خير وكان نفسهم يفطر معاهم كل يوم رمضان .. وقناوى كمان والديه بيدعوا وبيصلوا ليه وبنت خالته خطيبته معاهم بتفكر في الفرح وفيه .. وما فيش ربع ساعة والدنيا ضلمت وقطع النور وهما بيفطروا .. وسمع ثروت صوت خطوات جاية قام على حيله يدعوهم للفطار معاهم ضحك قناوى وقاله : دا بدل ما تثبتهم عاوز توكلهم وما كملش ضحكته الغالية وجمالها والخونة فتحوا عليهم من البنادق نارها .. وسقط الشباب الحر على الأرض ستطاشر غير السبعة المصابين وفى خطر .. وكلهم عينيهم مفتوحين ومش مصدقين الضرب جاى من فين ولمين ؟؟؟ وأمتي في شهر الصوم والبركات وهما للخوانه مش مديين وبدل ما تردوا مش صايمين تقوموا بالنار علينا فاتحين يا مجرمين .. شرف القتال النزال وراجل قدام راجل مش من الظهر وإحنا غفلانين .
وقعت اللقمة من بق أم ثروت وأم قناوى في نفس اللحظة وحسوا أن قلبهم مقبوض وبيبصوا على التلفزيون شافوا الحادث بدل الحلو على الفطار كان مرهم حنظل وعلقم .. وصرخ أبو الشهيد بمرار القصاص من الفجار وهننسى ازاى دم ولادنا ومع كل مدفع وآذان صوتهم هيجلل فى الأذان .. يا ناس إيه ذنبهم وعملوا الغلط فين كانوا في خدمتهم واقفين يحرسونا دي جزاتهم من الغدارين .. يا مشير يا عنان وباقي المجلس الشجعان حق رجالتك فين ؟؟؟ ولا هتسكتوا على الخاين والجبان لو كانوا المجرمين أجانب يهود ولا من فلسطين أروح لهم واخد تارى بأيدي لو أنتم قعدتم ساكتين .. أما لو كان زى ما قالوا مصريين يبقى هقطعهم بسناني وهطلع لهم من القبور وأولع في الميتين .. حد يرد عليا يا ناس الدم المصري بقى تراب ورخيص خلاص لو كانوا ولادكم كنتم هتسكتوا وحقهم ينداس .. أنا بكلم بس العسكريين اللي على الشجاعة واخدين .
يا مصري فوق دي دايرة وبتدور وجاى عليك الدور لو سكت وقلت وأنا مالي خلى اللي يغور يغور وبدايتها من دهشور بكرا هيدخلوا عليك البيت و يخلوك زى التور .. وزى ما قال المثل النهاردة عندي بكرا عندك .. وجيشنا العاشر على العالم ومخابراتنا الخامسة عرفت الجناة ولا لسه .. ما يهمناش مين قد التار وليه واخدين مش بس الشهداء دول وكمان ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وكل اللي عليهم الدور .. دي مش نهاية الفيلم فيه مشاهد كتير ظلمة وهم .. ويا جيشنا أنهض بقى وقوم بيد من حديد أضرب ليك في السيناريو أنك تتحل وتتسرح .. عشان أنت أخر جيش في المنطقة عليه العين وبعد كدا يفضوا بقى للتقسيم .. وما أظنش أن الشارع عرف كل دا وياما قالت قناة الفراعين ولسه القادة في الحربية ما عرفوش بأيدكم السلاح والقوة والناس ورب الناس معاكم .. ما عدتش وقت خلاص والرحمة لشهدائنا الأبرار .