الدور المنوط بالمؤسسات الإعلاميه والتعليميه والثقافيه:
نبيل ابادير
بينما يتم مواجهه جرائم التطرف الفكري العدواني الذي يرتكبه من يعتقدون أنهم وكلاءً لله علي الأرض من أجهزه الشرطه والنيابه العامه والقضاء،
فمازالت المؤسسات المعنيه أساساً بعمليه المواجهه الفكريه لهذا التطرف العدواني والسلفيه الماضويه في غيبه تماما عن هذه المواجهه الملحه لتنقيه الفكر وتجديده وحمايه الجموع من الإنسياق وراء المتطرفين المجرمين،
فالمؤسسة الإعلاميه بروافدها المتعدده مشغوله تماما بقضايا أخري تماما، والمؤسسة التعليميه لا تبالي وكأن الأمر ليس من إختصاصها بتربيه النشء علي الفكر العقلاني الرافض لكل انواع التطرف والمغالاة، بل قد يصل الأمر أن بعضا من المحتوي التعليمي يمكن أن يحرض علي التمييز بين البشر وبالتالي رفض الإختلاف والتنوع مما يمكن لهذا النشء ان يكون عرضه للإقتناص من أصحاب الفكر المتطرف العدواني،
وفي الغالب مازالت المؤسسه الثقافيه بعيده عن هذه المواجهه بإهتمامات موجهه لفاعليات أخري داخل الصالونات.
إن الأمر خطير جدا فنحن أصبحنا نواجه يوميا بجرائم بين هتك عرض، وقتل وسحل ممن يعتقدون أنهم مكلفون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعتداءات طائفيه، ورفض لقانون تجريم ختان الإناث بل والدعوه له، وأخري من الجرائم المرتبطه بهذا الفكري المتطرف العدواني.
فإن لم تشارك هذه المؤسسات بجديه وفاعليه وبخطط طويله الأمد تشاركيه لمواجهه هذه الفكر المتطرف العدواني بفكر متجدد منفتح مستنير يحترم التعددية ويقبل الإختلاف، فكر متجدد يحترم القوانين والأنظمة والقائمين عليها، فكر متجدد يسعي نحو التقدم والإرتقاء لبناء مستقبل مشرق لبلدنا، فإن لم تستيقظ هذه المؤسسات فسوف نستمر نعاني من هذه الجرائم النابعه والمبنية علي هذا التطرف الفكري العدواني.
