الأقباط متحدون - سمير مرقص ووطن مرتبك !!
أخر تحديث ١٩:٤٦ | الأحد ٥ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٩ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٤٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سمير مرقص ووطن مرتبك !!

بقلم: مدحت بشاي

" اعتمد الرئيس محمد مرسى، قرار اختيار سمير مرقص، نائب محافظ القاهرة السابق ، مساعدًا له ، الأمر الذى حظى بترحيب من الأقباط بعدما أوفى الرئيس بوعده، معربين عن تأييدهم الشديد لشخصية مرقص السياسية والفكرية " ، هكذا كان نص الخبر في عدد من الجرائد .. 
والخبر على هذا النحو ، لا يوضح اختصاص صاحب المنصب الجديد ، ولا الملفات الموكلة إليه ، وعليه نسأل كيف برجل بقامة مرقص الفكرية أن يُقدم على مجهول قد لا يضيف إلى تاريخه بقدر ما يمكن أن ينتقص في مرحلة تتسم بالفوضوية والعشوائية والارتباك ..

 
أذكر القارئ ببعض آراء وتوجهات وثوابت الرجل وخصوصاً ما يراه بشأن جماعة الإخوان المسلمين ..
يقول مرقص " .. لأن الحكم الاستبدادي في حاجة إلي ما يدعم موقفه‏,‏ والدين أحد العوامل الداعمة للحكم الاستبدادي‏,‏ ونستطيع أن نري ذلك علي مر التاريخ والحكم الاستبدادي يستغل الدين لتحقيق شرعية له والسيطرة علي الناس‏...‏ كما لابد من الإشارة أيضا إلي تحالف الثروة والدين الذي لا يقل خطورة عن السلطة والدين‏.‏..عندما بدأت الجماعة في المشاركة في الحياة السياسية المصرية كانت العبارة الوحيدة التي تكتفي بإعلانها فيما يتعلق بالأقباط هي‏(‏ لهم ما لنا وعليهم ما علينا‏)‏ دون الدخول في التفاصيل التي تترتب علي هذه العبارة‏.‏ والمشكلة في تحول العمل العام السياسي والاجتماعي إلي عمل ديني ليصبح بموجبه التنافس في هذا المجال أو الشأن بين إسلام ولا إسلام‏,‏ بين مسلمين وغير مسلمين وليس بين تيارات وتوجهات وأفكار متنوعة قابلة للاختلاف‏,‏ فرفع شعار الإسلام هو الحل جعل من مجال مدني الطابع أن يصبح دينيا‏,‏ ويجعل التنافس السياسي والمدني تنافسا مع مطلق‏.‏ وهو ما يحمل ضمنا إعادة تقسيم المجال العام علي أساس ديني ومن ثم يصبح الأقباط بالنتيجة كتلة دينية طائفية‏.‏ إن إضفاء المقدس أو الديني علي الشأن العام كبديل للسياسي والمدني يمثل إشكالية لابد من التعامل معها‏:‏ إشكالية الديني والمدني وحدود كل منهما‏.‏.."

 
ولعل من طرائف حكومات ما بعد الثورة أو ما كان على سبيل التجريب ، تعيين شاعر وصحفي محافظاً للشرقية ، فيتحرك الرجل بمشاعر ورومانسية الشاعر فيفرح بولد طائش كان قد صعد أعلى السفارة الإسرائيلية ليبدل العلم الإسرائيلي بأخر مصري واعتباره بطلاً يستحق تكريم المحافظ ورئيس الوزراء ، بل ومنحه شقة !!!
أيضاً تعيين مفكر وباحث سياسي بقدر د. سمير مرقص نائباً لمحافظ القاهرة ليدير مشاكل الصرف والمحليات ، وإذا كانت الحكاية تصعيد شخصية عامة مسيحية كان الأولى أن يكون د. سامح فوزي وهو كاتب صحفي ولكنه على الأقل صاحب شهادات وأبحاث أكاديمية وكتب في مجال علوم الإدارة والتي من بينها الإدارة المحلية !

 
د. سمير مرقص استطاع عبر كل مراحل صدامات الكنيسة وحوارها الشائك مع مؤسسات الدولة وقوى التطرف من جانب ، ومع النخبة الساعية لتطوير الإدارة الكنسية وإصلاح بعض آليات تعاملها مع الأزمات الطائفية والسياسية والوطنية بشكل عام ، أن يكون على يمين الكنيسة محافظاً على مساحة وئام وموقف وسطي في كل الأحول وإرضاء كل الأطراف .. وعليه هناك حالة رضاء من قبل المواطن القبطي ، فما يُرضي الكنيسة ويسعدها يُرضي الناس رغم أن خطاب مرقص خطاب نخبوي لا يتلامس من قريب أوبعيد مع الشارع والمواطن البسيط ..

 
وعليه ، فإن التحدي الذي سيواجه مساعد الرئيس هو الخروج من دوائر إرضاء كل الأطراف لأنه وببساطة بات موجوداً في قصر السلطان .. سيسأل المواطن المسيحي أين المساعد من قضايا التهجير العمدي القسري للأقباط وغيرها من الممارسات التمييزية ضدهم ؟ .. فهل هو مندوب الأقباط لدى الحاكم ؟ .. أظن أن الأمر لو كان كذلك لكنا بصدد رجل تم استثمار اسمه ومكانته لسد خانة ، وإرضاء الرأي العام ، ليقول النظام الجديد سائلاً : ماذا تريدون لقد وفينا بالعهد ولدينا ولأول مرة مساعدة إمرأة ومساعد شاب والأهم مساعد قبطي ولك الله يا بلدي !!

 
أخيراً أترك القارئ العزيز مع رد الفعل السريع حول خبر تعيين د. مرقص مساعداً للرئيس ، والمساعد ليس نائباً يمكن أن يحل محل الرئيس في غيابه وبالتالي ليس له ولاية كما يردد البعض .. يقول مواطن مسلم " غلط يا ريس سيستغل منصبه من أجل الأقباط فقط صدقني قليل جدا منهم من عنده وطنية والبقية لا تريد الخير لأنهم تعلموا في مدارس الأحد أننا غزاة وأنهم أصحاب البلد وأصبحت عقيدة لديهم هؤلاء لهم حقوقهم كما علمنا ديننا ، أما ولايتهم علينا فلا.."
ويعلق مواطن مسيحي " إضربوا لي مثل واضح لو فيه صاحب مركز قبطي قدر يخدم أي مواطن قبطي في أي حاجة غلط أو صح .. المحافظ الوحيد القبطي كان ماسك في قنا .. وأول من طالب بإقالته هم الأقباط .. لأنه كان بيرفض أي طلب للأقباط حتي لا يقال عنه أنه بيخدم الأقباط .. أيه رأيكم دام فضلكم ؟ " 
وتعليق مواطن مسلم " د.مرسي رجل صادق أوفى بوعده بالرغم من أن مسيحي مصر لم يعطوا أصواتهم له ".
 
medhatbe@gmail.com

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter