بقلم- القس فيلوباتير جميل
صمت فترة لتحليل ومتابعة حال الأقباط المصريين بعد مهزلة تهجير الأقباط القسري في دهشور وعقدت مقارنة موضوعية جداً او هكذا أتصور بين كارثة أطفيح حيث تم نفس التهجير القسري للمسيحيين بعد دفن شاب مسلم قتله مسلماً اخر بسبب شخص مسيحي .... وحدثت نفس الاحداث من تهجير للأسر المسيحية وقررت انتظر هذه الايام حتى لا يتهمني البعض باني متسرعا في حكمي او مثيرا للفتنة فقررت ادعوا الكل لقراءة هذا التحليل ولنبحث سويا عن حلا للخروج من هذا الماذق ودعونا نعقد مقارنة سريعة بين الكارثتين .....
اولا من جهة ما حدث فالأمر يكاد يكون متطابق من جهة الظروف والتفاصيل هنا كارثة موت لشاب مسلم محبوب وهناك أيضاً هنا جنازة ودفن وتحريض وشحن وهناك أيضاً ... هنا اتهام للكاهن وللكنيسة بالسحر والتسبب في الفتنة وهناك أيضاً هنا تهجير قسري لعائلات كل جريمتهم انهم من نفس الهوية الدينية وهناك أيضاً ... لعل الاختلاف بين هنا وهناك أن هنا اتهام بالقتل العمد لمسيحي وهناك لم يكن كذلك وايضاً هناك هدم كامل لكنيسة مار جرجس وهنا تكسير محدود لبعض الأبواب والشبابيك ... هناك تم الهدم برعاية عسكرية وهنا اكتفت الشرطة بحماية الكنيسة واطلقوا العنان لهدم وتخريب بيوت الأقباط .... هناك خروج للأقباط بدون تهجير قسري وهنا تهجير قسري لكل القرية بأوامر أمنية !!!!
من جهة تعامل الدولة هنا كان هناك انشغال تام للدولة بتشكيل حكومة جديدة وهناك أيضاً كذلك ... هنا خرجت أبواق الدولة الإعلامية بإنكار وجود فتنة وبانكار التهجير القسري وهناك أيضاً هنا خرج المحافظ يكذب ويتحدث بدون مسئولية وهناك أيضاً محافظ حلوان فعل ذلك ... لعل الفارق فقط يكمن في حضور رئيس مجلس الوزراء لساحة ماسبيرو وتدخل اعضاء من المجلس العسكري لتنفيذ العدل وإعادة الأسر لبيوتها وإخلاء ارض الكنيسة وتسليمها للأقباط وتكمن نقطة القصور الوحيدة في عدم القبض على اي ممن شارك في الهدم !!!! وللأسف تم هذا الامر بموافقة اسقف عام الجيزة الذي اكتفى وقتها بعودة الأسر وبناء الكنيسة !!!
هنا وارى انه من المناسب الحديث حول موقف الكنيسة على المستوى الرسمي في اطفيح حيث خرج ما لا يقل عن ثلث كهنة الجيزة الى ساحة ماسبيرو ومعهم شعب قبطي استمد شجاعته من موقف القيادة الكنسية ممثلة في الأسقف والكهنة ... ونجحوا في اسبوع او اقل في حث قيادات الدولة بلا استعطاف او توسل الى الحضور بكرامة لهم والمتظاهرين وفرض العدل بمنتهي السلام وبدون اي تجاوز في وقفات شهد لها العالم وشهد لها مثلث الرحمات في عظته بانها كانت سلمية ... اما هنا الامر اختلف وتسبب نفس الأسقف في وضع الكهنة في موقف مخزي وهو يتوسل ويستعطف الرئيس الغير شرعي ... وكذلك رفضه ومنعه للأقباط والكهنة من الخروج للمطالبة بحقهم وسعي نيافته ونيافة الأنبا ارميا لحث الشباب وإجبارهم على السقوط في فخ التظاهر الطائفي امام الكاتدرائية مرة اخرى !!! واستخدموا في ذلك شخصيات محسوبة على حركات قبطية وهمية !!! ويخشى الكثير من المتابعين بان هذا الموقف بسبب عدم هدم الكنيسة وان ما حرك الأسقف في المرة السابقة هو هدم الكنيسة اما كارثة التهجير فلا تمثل حدث يحتاج حث الأقباط للوقوف بقوة بوقفة تماثل وقفتهم السابقة مع اسر أطفيح !!! كل ذلك وجميعنا يعلم العلاقة قوية بين الأنبا ارميا والمرشد العام للإخوان الرجل الذي يمتلك الان القدرة على الحل لو أراد واصدر أوامره سيحل المشكلة ببساطة !!!! ولكن هم ينتظرون امر ما ارجو ان يدركه المحللين واعترف أمامكم باني لا أدركه !!!! لعل الامر يحتاج منهم الى انتظار لاستثمار الكارثة اكبر استثمار من جهة تلميع الرئيس وتلميع احد المرشحين للبابوية !!!! أخشى ان أستدرك لفكرة ونظرية المؤامرة التوقيت حساس وحرج وأسلوب تعامل نفس القيادات اسلوب علية مئات علامات الاستفهام !!!!
اشعر ويشعر معي كثيرين باليتم وبان قداسة البابا شنودة قد تنيح وانا ارى هذه الأساليب وهذه الأفعال !!!! وشعرت بكل فخر وانا اسمع تصريحات نيافة القائم مقام عن رئيس الحكومة وادعو نيافته بان يتدخل في مشكلة دهشور بنفسه وان يبعد نيافة الأنبا ارميا وقناته عن الأزمة والتدخل فيها .... فالحل يا سيدنا واضح والشباب في حالة ضغط من قيادتهم والإحباط يسيطر عليهم !!!!
الحل يكمن في موقف شعبي بعيدا عن قيادات الكنيسة فالمشكلة لا علاقة لها بالكنيسة !!!! الحل في خروج الشعب القبطي من جديد والمكان معروف وقتها سيدرك الكل بان الأقباط مازالوا يمتلكون القدرة على الخروج !!!! وشعب دهشور اطلب منه عدم الالتفات لأي من دعوات القيادات الكنسية بان الحل في اللجوء الى الرئيس او غيره ... او التعويض من الكنيسة عن كل خسائرهم !!!! اخرجوا ومعكم الكثير من الشرفاء من إخوتنا المسلمين وقتها سيلتمس الرئيس وغيره الحل منكم وسيسعى لإرسال رسل السلام من اجل ان تقبلوا انتم بالحل العادل !!!! تخيروا قيادة مدنية من وسطكم كما فعلنا في ماسبيروا الاولى وأقيموا في ساحة ماسبيرو حتى يتم اعادة بيوتكم الى ما كانت عليه ويتم تعويضكم من الدولة عن خسائر كم !!!!
هذا هو الحل أيها الأحباء بعيدا عن الكنيسة والقيادة الكنسية وبعيدا عن المطرانية والكاتدرائية !!! الشعب هو من تضرر ومن حدثت له الكارثة والشعب فقط هو من بيده ان يطالب بحقه ولا يلتفت لاحد فلا اسقف عام الجيزة او غيره لديه اي قدرة على فرض اي امر وفرض العدل ... الدولة ستسعى وتسخر..