على أرصفة مستشفى السلام التخصصي، جلس الثلاثيني إبراهيم الحمدي، وعلى وجهه بدت ملامح الصدمة واضحة، يكسوها قلق وحزن على أقاربه المتوفين والمصابين، الذين راحوا ضحية انهيار عقار جسر السويس، الكائن في شارع ثلاجة الزهور بحي السلام فجر اليوم.

 
صدمة انهيار العقار
كان «إبراهيم» يحاول استيعاب ما أصاب ابن عمه مصطفى محمود، صاحب الـ32 عامًا، الذي كان من المفترض أن يتزوج بعد عيد الفطر، انتهى عمره تحت أنقاض العقار، وتحولت أفراح عائلة إلى عزاء: «الموضوع كان صدمة بالنسبة لي ولحد الآن مش مصدق اللي بيحصل».
 
خبر انهيار العقار علم به «إبراهيم» بعد دقائق من حدوثه، لم يتمالك أعصابه خوفًا على أقاربه المقيمين فيه، وأسرع إلى موقع الحادث ليتأكد بنفسه: «ما كونتش مصدق لحد ما روحت مكان العمارة ولقيت الأمن مالي الدنيا ومش عارفين مين حي ومين ميت ومين مصاب لحد ما سمعت إن ابن عمي أخدوه على مستشفى السلام التخصصي، فجرينا كلنا على هناك ولقينا كل الناس متصابة إصابات خطيرة، وبعدها ابن عمي جيه في عربية الإسعاف وكان ميت ولما شوفته اتعرفت عليه».
 
الفرح تحول إلى عزاء
صدمة «إبراهيم» في وفاة ابن عمه كانت أكبر بسبب موعد زواجه الذي كان بعد أقل من شهرين: «مصطفى عنده 32 سنة وكان شغال في مصنع ملابس، والمفروض إن فرحه كان بعد العيد وكان خلاص محدد الميعاد ومجهز كل حاجة».
 
ضحية أخرى
لم يكن «مصطفى» وحده هو فقيد أسرة «إبراهيم»، فهناك آخرون من أبناء عمومته بين مصابين ومفقودين: «ليا قرايبي تاني مصابين، وكمان ليا ابن عم تاني مفقود مش لاقيينه، ده أعزب ولسه سنه صغير عنده حوالي 20 سنة».
 
الأمر كله كان بمثابة الحلم «لإبراهيم»، فهم ليسوا فقط أبناء عمومته فقط بل هم أصدقاؤه أيضًا: «أنا عايز أعرف مين المسؤول عن الكلام ده، ومين المسؤول عن العقار اللي اتهد ده، العقار ده قديم جدا ولا يصلح للسكن أساسًا ومش عارف إزاي هما سايبينه كده، ومش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل في كل واحد مسؤول عن اللي حصل ده».