عبد المنعم بدوى
فى " فيلم شباب امرأة " بطولة تحيه كاريوكا ، وشكرى سرحان ، تدور أحداث الفيلم فى سرجه ، وهى المكان المخصص لعصر الحبوب لإستخراج الزيوت منها ، وتتم عملية العصر فى ذلك الوقت ، عن طريق بغل يقوم بجر حجر ضخم مصقول فوق الحبوب ليعصرها ، ويلاحظ المشاهد أن هذا البغل موضوع فوق عينيه غمامه تمنعه من الرؤيا ، لأنه لوكان البغل مفتوح العينين.....فإنه سيرى ويفكر .... وسوف يتوقف عن الدوران بعد قليل .
لذلك كان الاختراع الأهم فى إدارة بغال السرجه وهو وضع غمامه تغطى عيونها ... فضطر البغال المغمضه العينين إلى الدوران المستمر دون توقف لانها لا ترى ولا تعرف ما سوف يحدث لها إذا توقفت ..
وهكذا كانت طريقة إدارة بغال السرجه المغمضه العينين ، هى الأفضل والاقل مشاكل ، وأيضا وجدت أنظمة الحكم أن الشعوب المغمضة العينين ، تكون أسهل فى أدارتها والتحكم والسيطره عليها ...
لذا نجد بعض الحكومات تقوم بحبس المعارضين وإعتقالهم ، وتكميم الصحافه ، والتضييق على الإعلام ، لأنهم هم الذين يرفعون الغمامه عن عيون الشعب ويعرفونه حقيقة الأوضاع .
وأخيرا ماحدث فى واقعتى جنوح السفينه إفر جرين فى قناة السويس ، وحادث قطار سوهاج ، من تعمد إخفاء الحقائق ، وإذاعتها بعد أن عرفها العالم كله ...
مما يعني ان مشكلة النظام هى مع وصول الحقيقه والنور للشعب .... فالنظام يريد أن يظل الشعب مثل بغال السرجه مغمض العينين ، ليسهل قيادته ، وليستمرفى جر الحجر دون توقف