بقلم: إسحق إبراهيم
انتشرت الأسبوع الماضي شائعة وفاة البابا شنوده الثالث "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" تفيد بأن العذراء ظهرت إلى الأنبا "يؤانس" سكرتير البابا وأخبرته بأنه سيكون البابا القادم للكنيسة في عيد العذراء الموافق ٢٢ أغسطس. ثم تزايدت سخونة الأحداث عقب تجمع مئات الكهنة في المقر البابوي للاطمئنان على صحة قداسته والمطالبة بعقاب مصدر الشائعة التي أنتجت ومازالت تنتج شائعات أخرى حول إجراء الكنيسة لتحقيق سري وأن النيّة تتجه لمعاقبة الأنبا يؤانس.

هذه الشائعة وما ترتب عليها تطرح عدة تساؤلات حول قادة الكنيسة وعلاقة بعض الأساقفة بالإعلاميين والصحفيين، وما يدور في الكواليس.
رغم عراقة مؤسسة الكنيسة المصرية التي انتمي إليها واعتز بها إلا أنها في كثير من الأحيان تتصرف بعدم احترافية أو مهنية، فعلى سبيل المثال يخلو المقر البابوي من وجود مكتب إعلامي أو قنوات اتصال سهلة ومباشرة مع وسائل الإعلام كما لا يوجد متحدث رسمي للكنيسة، فالأمر قاصر فقط على علاقات شخصية بين بعض الأساقفة والصحفيين.
في ظل غياب هذا المكتب يصبح لا سبيل أمام الإعلاميين إلا التوقع أو الفبركة هذا من جانب، واستخدام بعض القادة لنفوذهم عند عدد من الصحفيين لضرب شركاء لهم في الخدمة!! من جانب آخر.
ولا يُخفىَ على أحد حدة التصريحات التي خرجت عقب الشائعة، ومنها مَن يدافع عن الأنبا يؤانس ومنها ما ينتقده ويتوعده.

ويرتبط بهذه القضية سلوك خاطئ موجود ومنتشر -حتى لو قامت الكنيسة بنفيه- حيث يعشق بعض الأساقفة الظهور الإعلامي ويسعون وراء الصحفيين ويمدوهم بالأخبار التي قد يكون بعضها مثيرًا، هؤلاء الأساقفة يدلون بآرائهم في كل شيء وعن كل حاجة، وبعض هذه الآراء تكون محل استهجان ونقد المجتمع إما لأنها تعد تدخلاً من الدين في الحياة العامة والسياسة أو لأن صاحبها قالها دون دراسة ومعلومات فجاءت مخالفة للواقع.

النقطة الثانية المهمة في هذا الموضوع هي طريقة تعامل الكنيسة مع صحة البابا -أدام الله رئاسته للكنيسة سنين عديدة- فهي تعتبرها من القضايا السرية للغاية، وفي ظل غياب المعلومات وعدم وجود قنوات الاتصال تصبح البيئة ملائمة لانتشار القيل والقال.
البابا شخصية عامة بحكم منصبه ويهتم الناس مسلمين ومسيحيين بمعرفة أخبارها باستمرار، وهذه السرية تطبقها الكنيسة أيضًا في ملف انتخابات البابا وبطبيعة الحال لابد أن يوجد تيارات مختلفة كلاً منها يؤيد مرشح متوقع للكرسي البابوي، فهذا أمر صحي إلا أن استخدام هذه التيارات لوسائل لا تليق بتقاليد وعراقة الكنيسة أمر مرفوض إضافةً إلى أنها تخالف لائحة انتخاب البابا، وهنا يجب أن يتدخل عقلاء الكنيسة قبل فوات الأوان.

Ishak_assaad@yahoo..com