الجمعة ٣ اغسطس ٢٠١٢ -
٢٩:
٠٥ م +02:00 EET
* الحاج "جمعة": تحذيرات "إسرائيل" ليست الأولى ولا الأخيرة وتهدف لضرب السياحة.
* "سعيد اعتيق": حرب نفسية اعتاد عليها اليهود للضغط على "مصر" وإلهاء الرأي العام الإسرائيلي.
كتب- هشام خورشيد
طالبت وسائل الإعلام الإسرائيلية، منذ يومين، الإسرائيليين المتواجدين في رحلات سياحية بـ"سيناء"، بضرورة مغادرتها تحسبًا لحدوث عمليات إرهابية
تستهدف الحدود والمواطنين الإسرائيليين، تقوم بها عناصر داخل "سيناء"، حسب معلومات واردة من أجهزة الأمن الإسرائيلية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تطلق خلالها الأجهزة الإسرائيلية مثل هذا الإنذار، خاصةً بعد ثورة 25 يناير، حيث وصلت إلى 6 إنذارات في عام ونصف. والمثير للانتباه أن هذه الإنذارات غالبًا ما تكون غير صحيحة، وتحمل بين طياتها أهداف أخرى.
وقال الحاج "جمعة"، مالك إحدى القرى السياحية بـ"سيناء"، إن أغلب رواد قريته طوال العام من الإسرائيليين، وتلك التحذيرات لا تحرك لهؤلاء ساكنًا، لعلمهم أنها أوهام لا صلة لها بالواقع، وتهدف إلى ضرب جناح اقتصادي هام ورافد من روافد الدخل القومي، وهو المجال السياحي بـ"سيناء"، التي تعتبر قبلة السياحة الأوروبية في "مصر"، مشيرًا إلى أن مثل تلك التصريحات الأمنية قد تؤثر على تدفق السياحة بالسلب.
وأشار "جمعة" إلى أن "إسرائيل" تطلق تلك الشائعات بشكل دوري على مدار العام والنصف الماضيين، كلما استشعرت عودة النشاط السياحي، ولكن الملفت للنظر أنها لا تؤتي ثمارها، خاصةً مع الإسرائيليين أنفسهم، وهم الجنسية الوحيدة التي لا تستمع لتحذيرات حكومتها، فأهل "مكة" أدرى بشعابها، وأهل "إسرائيل" أدرى بسياسة حكامها- على حد قوله.
أما الشيخ "خلف الخلفيات"، أحد كبار مشايخ قبيلة "السواركة"، فيرى أن قيادات الكيان الإسرائيلي احترفت التسول على المجتمع الدولي عن طريق خلق حالة من الاستعطاف، بعد إظهارها أن أمن "إسرائيل" مهدد دائمًا من جهة الغرب "سيناء"، وهو ما يتضح في محاولات إلصاق تهمة الإرهاب وتواجد تنظيم القاعدة بالأراضي المصرية، وهي إدعاءات كذب وافتراء، الهدف منها إعطاء مبررات للمجتمع الدولي لدخول "إسرائيل" في سباق التسليح.
وأضاف "خلف" أن عمليات اختطاف السائحين الأجانب التي حدثت في الفترة الأخيرة غرضها زعزعة ثقة السائح في الشعور بالأمان داخل "سيناء"، وليس لها أهداف أخرى، مدللًا على ذلك بأنه تم الإفراج عن السائحين المختطفين بعد مفاوضات لم تتخللها مساوامات مادية أو مطالب، وهو ما يؤكد أن الاختطاف كان بهدف زرع فكرة غياب الأمن والأمان بالأراضي المصرية.
وقال الناشط السيناوي "سعيد اعتيق"، عضو ائتلاف شباب الثورة، إن "إسرائيل" تمارس حربًا نفسية بترويج إشاعات تتعلق بالأمن القومي المصري، موضحًا أن إظهار أجهزة الدولة عاجزة عن السيطرة على الحدود المشتركة بين "مصر" والأراضي المحتلة يبرر انتهاك السيادة المصرية خلف ستار المحافظة على أمن "إسرائيل"، وهو ما حدث بالفعل عدة مرات، ونتج عنه مقتل جنود مصريين حينما هاجم مجهولون حافلة تقل إسرائيليين في نزهة بالقرب من الحدود المصرية.
وأكد "اعتيق" أن "إسرائيل" تشهد الآن اضطرابات شديدة بسبب انهيار البنية الاجتماعية أمام أزمة السكن والبطالة، وهو ما يجعل أجهزتها تمارس سياسة الإلهاء التي احترف النظام السابق اللعب بها كلما طفت على السطح مطالب شعبية للاستهلاك المحلي، لافتًا إلى أن أكثر ما يقلق "إسرائيل" هو الأمن الذي تتساقط أمامه أي مطالب حياتية أخرى.