الجمعة ٣ اغسطس ٢٠١٢ -
٢٧:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم- عساسي عبدالحميد
أه.. حفنة ماء بارد اشتهيت.. عما قريب سيعتصر قلبي الكسير.. وستحلق الروح بين ثنايا الأثير.. لن تكتحل العين بإشراقة صباح جديد.. لن أردد ثانية أغنية المساء مع الرعاة العائدين.. لن أسمع أهزوجة الكرامين.. أغالب وجع الصليب بترديد أغنية عتيقة.. أغالب الوجع بصلاة صامتة.. أستحضر سوسن قيصرية وفصح أورشليم.. أصير قطعة من الصليب.. أتفرس وجوه الحاضرين واحدًا واحدًا في حفل الصلب العظيم.. صور تتلاشى أمام ناظري وكأنها أطياف تتراقص على أبواب حلم غريب.. ينحدر رأسي رويدًا رويدًا وتنحبس أنفاسي.. ونرسم معًا ابتسامة ذابلة.. لقد كنت يا سيد رفيق درب جلجلتك.. جمعتنا معًا جمعة حزينة وتلة شاهدة.. وصلب عظيم.. أدير وجهي نحوك فيغمرني بحر نظراتك.. وأستنشق العزاء كزهرة الخريف الوحيدة.. تغفر لصالبيك وتعدني بشربة ماء بارد.. وبمجلس في حضرتك.. فأعشق المسامير المغروسة على جسدي، وأغفر لصالبي أنا كذلك وأتعزى.. لأنك ستذكرني في ملكوتك.. ولأنك يسوع ملك اليهود.