بقلم- د. ميشيل فهمـــــــــــي
* أضلاع المثلث:1- جماعـــــة الإخوان المسلمين 2- حزب اللاحريـة واللاعدالـــــة 3- المؤسسة التنفيذية (رئاسة جمهورية بشخصية مرسي ورئاسة وزراء نص كُمّ بطفل إخوانـجي وسياسي).
* قرار السيد رئيس الجمهورية بعودة عشرة مصريين إرهابــيين مُصَنَفين دوليـــًا "بمنتهى الخطورة" إلى "مصـــر"، وسط الصمـــــــت المهيب والرهـــيب والغريـــب والمُريــــب من القوات المسلحة، التي طالما صرح مجلسها الأعلي أن "مصر" وشعبها في حمايته– بعد الله-، يثير زوابع من التشككات والارتيابات حول مستقبل "مصـــر".
* إعادة نظرية "الطفل المعجزة" للعمل مرة أخرى، في صورة تعيين رئيس وزراء نص كُمّ، لهو أكبر دليل على إفلاس "جماعة الإخوان المتأسلمين" من الكوادر القيادية على مستوى حكم البلاد، وليس على مستوى القيادة الهلامية للجماعة، "الشاطر" وجماعته لم يفهموا من الثورة إلا سرقتها، ولم يقدروا على التغيير إلا بتغيير الوجوه والتطبيق الحرفي للنظام الذي ثار عليه سُذَجْ الشباب.
* المؤامــرة العالمـــــية الكبري: ضربوا الإسـلام- بالمسلمين الطامعين- بطاعــون اسمه "الإســــــلام السياســي"... هل بدأ تحقيق أحد نبؤات "ميشيل دي نوستراداموس" Michel De Nostredame (Nostradamus) منذ عام 1555 ميلادية بشأن الأديان السماوية الثلاثة؟ والتي أشار إليها رمزيًا: أهل السبت (اليهودية)، وأهل الأحد (المسيحية)، وأهل الجمعة (الإســلام)، وحروبهم الدائمة وتسيد واحد منهم على الآخــــــر في زمان ومكان مرحليين ..
* هل فوجىء الأمريكان بممارسات وسلوكيات الإخوان بعد فوزهم في "مصـر"- بصرف النظر عن طريقة الفوز – عكس ما كانوا يتوقعون وما كانوا عليه مُتفِقين؟ وبِدءّ تردي مكانة الإخوان في الشارع السياسي المصري، ثم سقوطـــهم المُـــدَوىّ في "ليبيــا"، وفشلهم الذريــــــع في "سـوريا"، ومُحاربتهم في "تونس"...الخ، ثم ظهور عفريت الإخوان القــــوي وغير المتوقع وغير المُحْتَسْب في الخطط التآمرية الأمريكية، وهو السلفيين والجهاديين بمدارسهم المختلفة. وسؤال يفرض نفسه: من الذي مارس الضغط بل الضغوط لِيُفْرَج السيد رئيس الجمهورية عنهم من السجون، وعودتهم لمصر من الخارج.. فيما عدا "عمر عبدالرحمن"؟.
* لأول مـــــرة تقوم الإدارة الأمريكية بشد وِدنّ دميتها الرئاسية وجماعته الهزلية في صورة تقرير الخارجية الأمريكية لسنة 2012 عن الحريات الدينية في "مصـر" والتقصير في مكافحة والحد من الحوادث الطائفية بها.
* ما هو حـادث بـ"مصر" الآن وبشعبها، لهو من أشد أنواع الكوميديا السياسية سوادًا، ومن أجَنّ مسارات اللا معقول السياسي.. والعبث الدينـــــي! هل يمكن لجماعة تآمرية، مهما بلغت قوتها، أن تحتل وطنًا عريقًا مثل "مصـر" وتُقَوِضّ مؤسساته وَقِيَمِهّ تحت سمع وبصر وَسِكون عاشر جيش ترتيبًا في العالــــــم، وتحت سمع وبصر وسِــــكوت الأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطي في العالم أجمع؟.
* أين القنابل التحذيرية للمجلس العسكري (مصر لن تسقط وأنها لكل المصريين وليست لمجموعة بعينها.. إن القوات المسلحة لـن تسمح بذلك...) نرجو أن لا تكون الذخيرة فشنك, ونحن على يقين من انحيــــــــــــــــاز الجيش للشعب، لكن الحال لا يحتمل التأخير للتبريــر للتدخل أمام العالم والأمريكان لإنقاذ "مصر" من الإخـوان.
* ندرك الضغوط الأمريكية والمعاناة الجبارة التي يعاني منها المجلس العسكري الأعلى، لكن الشفافية في مخاطبة شباب الوطن وشباب المؤسسة العسكرية وصفوة المخلصين من الشعب سَــــتُقَوي من موقِفَه وموقف "مصر" أمام العالـــم كله وليس الولايات المتحدة الأمريكية فقط، التي أدركت الرسالة التي أرسلها لها الشعب المصري الحر بمسلميه ومسيحييه عن طريق السيدة العجوز وزيرة خارجيتها أثناء زيارتها الأخيرة لـ"مصــر"، والتي نرجو أن يتلقى وزير الدفاع الأمريكي نفس الرسالة عند زيارته المقبلة "للإتحادية والمقطم"، ثم يسمع زئير التأييد للقوات المسلحة من الشعب المصـــــــري، وليس من الفصيل الإخـواني.
* مشكلة خطـورة هوجة 25 يناير 2011، بالإضافة إلى أنها لم تكن ثورة على الإطلاق، فإن الشعب المصري في عموميته لم ولن يستوعب معنى الثورة، ولا مضمون التغيير..، لكن الذي ســــــــاد هو تنفيذ خطوات التآمر في ظل الاعتمـــاد على غوغائية الشعب المصري الجاهـــــــل في مُجملهِ. لماذا يصر "مرسي" منفردًا على الإفراج عن المساجين الجنائيين من زملائه؟ هل لاستكمال مخطط التدمير الإسلامي؟ ولماذا لم يُستدع حتى اليوم إلى التحقيق في موقعة الجمل المزعومة "محمد البلتاجي" و"صفوت حجازي"؟.
* متى سيفهم قادة ورجال الكنيسة أن عليهم البُعد التام عن السياسة؟ إن ما يمارسونه الآن يدل على أن الشعب القبطي في وادٍ وهم في وادٍ آخر. إن الصـور- التي لا تكذب- ومـــــــا يصاحبهــــــا من أجــواء وأحاديـــــــــث
هل يُمكن تصديق هذا الخرف والاستهبال السياسي الحادث من قيادات رجال الدين المسيحي ؟
ليدل على غبـــــاء أو استهبال سياسي يضُر أكبر الضرر، بل يصل إلى درجة الخطر على وجود وكينونة ومستقبل الأقباط في "مصر"، ويثبت عدم تواصل رجال الكنيسة مع شعبها.. العالم كله بما فيه "الولايات المتحدة الأمريكية"- المتآمرة- تضج بتصاريح عن اضطهاد المسيحيين في "مصر"، وهم يؤكدون سعادتهم بالاجتماع والتصوير بقيادات الإخوان والسلفيين، وكأنهم لم يَعــوا الدرس من انسحاب السياسيين الأقبــــاط مع إخوتهم المسلمين من اللجـــــنة التأسيسية للدستور الإســــــــــلامي التآمــــري، ومن رفض السياسيين ورجال العمل المدني الأقباط من مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية... تحذير هام للأجِـــلاء الأحبار "أعطوا ما لله لله، وما لقيصر لقيصر".
* نهدي قصة القميص الإسلامي والكواء المسيحي وتوابعها الرهيبة إلى "الولايات المتحدة الأمريكية" وديمقراطيتها الإســـــلامية، وإلى دول الاتحاد الأوروبـــــي، وإلي الأسقف الحريص على التصوير مع أكبر مصدر فتاوي متطرفة ضد المسيحية والمسيحيين. ونقول إن مصــر ليست العراق أو غيرها، فهم 18 مليون مسيحي متجذرين بالوطن ويصعب بل يستحيل إبادتهم.. مع تحياتي للمجلس العسكري الأعلى برئيسه وكافة أعضـــــــــــائه الغــــارق في عسل السِكون.
تمر مصرنــــا اليوم بمرحلة غير مسبوقة في تاريخها منذ سبعة آلاف سنة، على طوال مراحل وحِقْبّ واختلافات وصنوف وصِفات من حَكَموها، سواء أكان إمبراطورًا مجوسيًا، أم مُسْتَبِدًا مغوليًا، أم غازيًا هكسوسيًا، أو خليفة عثمانليًا، أو مملوكًا حُصانيًا..، حتى رئيسًا مصريًا، سواء كان ناصريًا أو ساداتيًا أو مباركيًا، حتى وصلت "مصر" السحابة السياسية الســـــــوداء بوصول حاكم إخواني.. مرحلة غريبة شـــاذة لم تر "مصر" حاكمـًا لها مثل "محمد محمد مرسي عيسي العيـــــــاط"، والذي يحرص مجذوبوه وتَحرِص بِطَانته كل الحِرْص علي إضافة لقب "أول" لِكُلّ صِفاتهُ، وعليه فهو:
* أول رئيس منتخب لمصر- أول رئيس مدني لمصر- أول رئيس إخوانجي لمصر- أول رئيس لمصر هارب من السجن- أول رئيس لمصر يَحْنِثّ في قسمه- أول رئيس لمصر لا يحترم الدستور والقانون- أول رئيس ســــارق ثـــــــورة- أول رئيس لمصر يهدد أمن مصــر- أول رئيس لمصر يصدر قرارات بعودة الإرهابيين الخطرين المصريين إلى البلاد والمصنفين دوليًا بالخطورة البالغة - أول رئيس لمصر يستقوي بالأجنبـــــــــي العربي والغربي- أول رئيس مرؤوس لمصـر- وأول رئيس لمصر يُقَبِلّ الأيـــادي- أول رئيس كاذب لمصــــر- أول رئيس طائفـــي لمصــــر يحرص بشدة علي عودة رؤوس الفتنة لمصر لنشر سمومهم مثل وجدي غنيم وغيره ويطنش جميع الاعتداءات والحوادث الطائفية الاضطهادية على أقباط مصر- أول رئيس لا هم له إلا خروج المجرمين جنائيًا من السجون من أصحاب التيارات الإسلامية رغم تهديدهم للِوحدة الوطنية- أول رئيس مصري لا يهتم إلا بكل من هو تابع للجماعة وتابعيها- وأول رئيس لمصر غير وطني.. لأنه يعمل على تأسيس دولة الخلافة لا النهضة الكاذبة للوطن- وأول رئيس مصري يعمل بل يعشق تظليم البلاد ويُصْبِحّ الراعي الرسمي للتظليم العام بمصر أحد أهم بنود مشروع النهضة المُرسية اللامعقول بقطع التيار الكهربائي عنها – وأول رئيس لمصر يدعـــــــو المصريين في العقد الأول من القرن 21 للشرب من القُـــــــــلة (الشرعية الإخوانية) بدلًا من الثلاجات- وأول رئيس مصري بِلا قُدُرات ولا خِبِرات في أي مجال من المجالات إلا مجال الفِلِـــزات ونشر الدعوة الإخوانية- وأول رئيس لمصر يُعَيِنّ لها رئيس وزراء عَيِلّ يفوق رئيسه في إنعدام القدرات والخبرات... ولن ينتهي لقب "أول" السلبي عن رئيس جمهورية مصر المُنْتَخَبّ بمساعدة "المطابع الأميرية" وغيرها من وسائل المساعدة.
فقد فوجىء المصريون والعالم والأمة العربية والإســـلامية، وخاصة الأمريكان، بالقدرات المحدودة وشِبه المعدومة عند القيادات القليلة العدد بجماعة الإخوان المسلمين، وعدم تمكنهم من حُكم البلاد، بعد إجادتهم إدارة الانتخابات حشدًا وتزويرًا.. ولم ينتبه أحد إلى فشلهم الذريع وسرقاتهم المروعة عند إداراتهم للنقابات المهنية التي اجتاحوها والتغلغل في المؤسسات..الخ، فعند استيلاؤهم على كل شيىء في "مصر" بخنوع شعب واستكانة قواته المسلحة، انتابتهم لوثة مليئة بالتحدي والاستقصاء, فتردى أداؤهم وظهر ذلك في إملاءات مكتب الإرشاد على الرئيس الديكوري الذين اضطروا لترشيحه وشحتوا عليه من كافة الدول ليفوز، فكان ما كان من قرارات جمهورية سيادية، خاصة بالسجناء والتوك توك وشرب من القلة...الخ، وأهم إنجازاتهم هي إشعال نيران الفتنة واضطهاد الأقباط المُمَنْهَج، والذي متوقع زيادته بشكل كبير بعد إطلاق الكوادر الإرهابية الطائفية الكبري من جحورها وعودتها إلى "مصر"... فإلى متى سيتمكنون من البقاء بهذا الآداء المُصْطَنَعّ؟.
المفاجأة الكٌبرى التي واجهت الإخوان، وصدمتنا نحن أقباط مصر، هي خنوع وهرولة رجال وقيادات الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية للمقطــــــم، وما أدرانا ما هو المقطم والاتحادية... كان هذا أكبر من كل أمانيهم وتوقعاتهم، وكان أكبر من صدمة وخيبة أمل لنـــــــا ومن في الاتحادية... وحتى لم يتركوا ولم ينسوا المقابلات والأحضان السلفية، وهنا أكرر بلا ملل، أن على رجال الدين المسيحي الابتعاد التام عن السياسة، وتكريس كل وقتهم لما اختاره لهم الله وهو خدمة التكهين؛ لأنها هي رسالتهم وحياتهم المُختارين لها، لأنه لا يجب الجمع بين المُقَدَسْ (الكهنوت) والمُدَنَسْ (السياسة) التي لم يدرسوها، فلن يجيدوها، وتخرج أفعالهم وأقوالهم السياسية ضارة على الوطن وشعبه، فإذا عملوا بالسياسة فسيكون ذلك خصمًا من خدمتهم الكهنوتية المقدسة، والعكس بالعكس لأنه- أيضًا- لا يجوز الجمع بين خدمتين متضادتين.
إننا ما زلنا نشهد منطق الغباء العام سائدًا على كافة المستويات.. فمن الذي يحكم "مصر"؟ من ذلك اللهو الخفي الذي جعل من سفهاء "مصر" في السياسة والدين والإعلام كنزًا استراتيجيًا للكيان الصهيوني التآمري العالمي؟ من ذلك الذي يتحمل أو أن يفهم أن "مصر" تغيرت، وأن المصريين تغيروا بالفعل، وأن الجيل الذي تشهده "مصر" الآن لم يعد يمكنه أن يتحمل الغباء أو أن يظل اللهو الخفي يعمل وينشط بإلقاء قرارات غبية من خلف ستار، لكنه شـــفاف للقوات المسلحة المصرية وأجهزة مخابراتهــا المصريــــــة أيضـًا، وللقلة الذكية من الشعب المصري الحُـــــــرّ.
المعارض المصري * د. ميشيل فهمـــــــــــــي