الخميس ٢ اغسطس ٢٠١٢ -
٤٣:
٠٢ م +02:00 EET
كتبت: ماريا ألفي
قال الدكتور "عصام عبدالله" إن حرق القميص في "دهشور" مركز البدرشين محافظة الجيزة هي بداية إحراق مصر وتقسيمها، لافتًا أن الصراع بين فصائل الإسلام السياسي لإثبات الوجود من جهة وبينه وبين العسكر علي مساحة السلطة من جهة أخري، بلغ حدوده القصوي من الخسة والندالة إلي حد تأليب العامة والدهماء للإعتداء علي شركاء الوطن من الأقباط، ونهب ممتلكاتهم وحرق بيوتهم وكنائسهم كوسيلة لكسر " الإرادات " ولإشعال البلد وتمرير مخططات خارجية دنيئة علي حساب الوطن وتاريخه ومستقبله.
وأشار "عبدالله" – خلال مقال له - أنه منذ أطفيح 4 مارس 2011 والمقطم 8 مارس 2011 ثم إمبابة 7 مايو 2011 والماريناب 30 سبتمبر 2011 والتى انتهت بمذبحة ماسبيرو، تم تهجير مسيحيى قرية العامرية 27 يناير 2012 وصولا إلي تهجير 120 أسرة من مسيحي قرية دهشور أول أمس، يمكن أن نتتبع السياسة الممنهجة للعقاب الجماعي للأقباط لا لشئ إلا لكونهم " مسيحيون ".
مؤكدًا أن ما حدث ويحدث منذ عامين 2011 و2012 ليس " فتنا طائفية " كما يشاع في وسائل الإعلام دائما، وإنما هي " عنصرية مقيتة " ووصمة عار جديدة علي جبين الإسلاميين – لو علموا - الذين أثبتوا بكل السبل أنهم لا يستطيعون (التعايش) مع شركاء الوطن .. فكيف يتعايشون مع العالم الخارجي أو " الآخر " المختلف في العرق والثقافة والدين أو اللآ دين؟
وقدم عدد من التساءلات؛ جاءت كالتالي:
لا يوجد أطراف مشتبكة فى دهشور (مسلم ومسيحى) ولكن يوجد طرف واحد متشدد، يقوم بأعمال سلب ونهب وحرق فى وجود قوات الأمن وفى وضح النهار وغياب تام للمسئولين في الدولة ؟
مكوجي قبطي حرق قميص زبون مسلم أعقبه انتقام جماعي من الأقباط ووفاة شاب مسلم تصادف مروره متأثرا بحروقه، هل هذا شعب متدين (يصوم ويصلي) ويعرف ربنا أصلا .. قتل مواطن مسلم برئ وحرق ونهب وتهجير 120 أسرة قبطية؟
وأسال هنا سيادة الرئيس محمد مرسي : ماذا ستفعل مع " أهلك وعشيرتك " – كما ناديتهم في خطابك الأول – الذين أحرقوا بيوت الأقباط ومتاجرهم وكنيستهم وهجروهم إجباريا من دهشور، ماذا فعلت وهم يعدون العدة الآن (نصا وتطبيقا) لدستور طائفي عنصري يقسم مصر إلي الأبد ويخدم أجندات خارجية وقوي إقليمية ودولية .. هل هذا ضمن برنامجك في أول 100 يوم لولايتك؟
وأوضح أن الفرق بين أعظم دولة وأسوأ دولة في العالم هو "الدستور" وتطبيق " القانون " العادل والصارم علي الجميع دون استثناء، وقوة أمريكا – التي درست سيادتك في جامعاتها وأولادك يحملون جنسيتها - ليست في أساطيلها أو حتي في هذه الجامعات، فهذه هي القوة وليست سببها أو مصدرها. كذلك ليس مصدر قوتها هو اتساع أراضيها أو تنوع مواردها (روسيا تعادلها) لكن "دستورها " وقوانينها هي التي أعطتها القوة التي مكنتها من كل شئ.
مشيرًا إلى أنه لا يتضمن الدستور الأمريكي نصا حول اللغة الرسمية للدولة، وتلك لم تكن هفوة بل قرار قصدي دعي إليه أبو الفيدرالية الأمريكية " توماس جيفرسون "، لأنه لم يرد لذلك الدستور ان يحتوي علي أي نص يوحي بالعنصرية العرقية أو الدينية أو الفئوية، فما بالك بـ" دين " الدولة !.