كتب – روماني صبري
تحل اليوم الثلاثاء 16 مارس، ذكرى اغتيال الزعيم السياسي الشهير كمال فؤاد جنبلاط، حيث قتل في مثل هذا اليوم عام 1977، وكان الراحل زعيم الدروز اللبنانيين ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، تولى قيادة الحركة الوطنية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ويعد جنبلاط مفكرا وفيلسوفا و أحد الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية، ويعتبر البعض اغتياله كان دفاعا عن السلاح الفلسطيني، خلفه في زعامته ابنه وليد جنبلاط، اهتم جنبلاط بالقضايا العربية، وكان يبدي عطفا خاصا وتعلقا بالقضايا العربية، كان شديد الإعجاب والحماس لسعد زغلول، ومن مواقفه في هذا الصدد ذهابه في العام 1934عند استقلال مصر إلى رئيس الرهبان في مدرسة عينطورة ليطلب منه أن يعلن ذلك اليوم عطلة احتفاء باستقلال أول دولة عربية، وقد استجاب رئيس الرهبان لهذا الطلب، وكان موقفه هذا أول تعبير سياسي له في ما يتعلق بالقضايا الوطنية والعربية.
صاحب الروح الفولاذية
ولد جنبلاط في بلدة المختارة بقضاء الشوف في لبنان في 6 ديسمبر عام 1917، والده فؤاد جنبلاط اغتيل في 6 أغسطس عام 1921 في وادي عينبال، وكان قائم مقاما لقضاء الشوف أيام الانتداب الفرنسي على لبنان، ووالدته السيدة نظيرة جنبلاط التي لعبت دوراً سياسياً مهماً بعد وفاة زوجها وعلى امتداد أكثر من ربع قرن ، أسرته تعود من أصول كردية ويعتقد إن أجدادهم قدموا من تركيا إلى لبنان في العهود الأيوبية، ومعنى جنبلاط باللغة الكردية هي جان - بولاد أي (صاحب الروح الفولاذية).
الأول بين طلاب لبنان
حصل على الشهادة التكميلية عام 1934، وفي مايو من العام 1934، نال شهادة الكشاف -البدج وأصبح عضواً فعالاً في كشافة فرنسا، وبعدها نال شهادة البكالوريا - القسم الأول بقسميها اللبناني والفرنسي وبفرعيها الأدبي والعلمي في يونيو عام 1936 جاء الأول بين طلاب لبنان في الفرع العلمي .
ماذا اخترع ؟
عمل بالمحاماة في مكتب المحامي كميل إده في بيروت، وعين محامياً رسمياً للدولة اللبنانية، لم يطل عمله في المحاماة أكثر من سنة إذ توفي ابن عمه حكمت جنبلاط نائب جبل لبنان، مما أدى به إلى دخول المعترك السياسي، وبالرغم من نيله الشهادات الأدبية وتعبيراً عن ميوله العلمية أنشأ معملاً للكيمياء في المختارة، لاستخراج القطرون والأسيد وغيرها من المواد لا سيما السودكوستيك، وصب آلات المعمل بنفسه في لبنان وقام بتركيبها بنفسه أيضاً، وكان يعمل 16 ساعة في اليوم، ويذكر أنه اخترع آلة لتحويل غاز أسيد الكلوريد وتذويبه بالماء.
كان متصوفا
كان درس مادة الاقتصاد في فترات متقطعة في كلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية في الجامعة اللبنانية، وكان يجيد ثلاث لغات: العربية، الفرنسية والإنجليزية، وكان ملماً باللغات: الهندية، اللاتينية، الإسبانية والإيطالية،قرأ القرآن والإنجيل والتوراة وكتب التوحيد والفيدا فيدانتا الهندية ، وكان متصوفاً ويوغياً، أسّس ورفيقه كميل أبو صوان نادي القلم (PEN) في لبنان، ليكون هذا البلد حاضراً بين كتاب العالم، كما اهتم جنبلاط بالحفاظ على سلامة البيئة.
الموساد يتجسس عليه
شهد عام 1973 اعتقال ضابط إسرائيلي في لبنان يحمل جواز سفر ألماني مزور باسم اورلخ لوسبرغ تبين فيما بعد ان اسمه الحقيقي حجاي هداس نائب مدير الموساد حتى عام 2010 و قد اعتقل عام 1973 في حقل العزيمة بمنطقة سير الضنية بشمال لبنان، على يد قائد شرطة مدينة طرابلس النقيب عصام أبو زكي.
وأدلى باعترافات واضحة انه كان يراقب منزل سليمان فرنجية في اهدن و القصر الجمهوري في بعبدا، إضافة إلى تردده إلى محيط قصر المختارة ومحاولة التقاط الصور لمقر إقامة كمال جنبلاط، كما أنه كان يخطط لاغتيال سعيد السبع في مدينة طرابلس.
مقتل 144 مسيحي بعد اغتياله
عقب المعارك مع النظام السوري الذي اجتاح لبنان، تم اغتيال جنبلاط باستخدام سيارة تحمل لوحة أرقام عراقية في جبال الشوفعلى مقربة من حاجز للجيش السوري المنضوي تحت لواء قوات الردع العربية، نتيجة لذلك، خرج العديد من الدروز للثأر لمقتل زعيمهم، فقاموا بقتل 144 مسيحي في منطقة الشوف ظنا منهم أن هؤلاء اغتالوه، وذلك بسبب النزاع الدرزي -المسيحي القائم آنذاك.
حياته الأسرية وكتبه
تزوج من الأميرة مي شكيب أرسلان في شهر مايو عام 1948، وأنجب منها وحيده وليد في 7 أغسطس عام 1949، ومن كتبه : ربع قرن من النضال، نحو اشتراكية أكثر إنسانية، من اجل لبنان، في الممارسة السياسية، فرح، الديمقراطية الجديدة، أدب الحياة.