كان يوم بدايته روتينية كباقي الأيام التي تخرج فيها «م.م» ثم تعودة إلى منزلها مع نهايته بعد انتهاء عملها، لكن هذه المرة كان اليوم مختلف بطله حادث تحرش تعرضت له الفتاة العشرينية داخل إحدى عربات مترو الأنفاق بالخط الثالث «العتبة – عدلي منصور»، والتي عُرفت إعلاميًا بعد ذلك بـ«فتاة المترو».
عربة السيدات
كانت تجلس الفتاة العشرينية داخل عربة شبه خالية من الركاب للسيدات، يوجد بداخلها ثلاثة أفراد منهم اثنان يجلسان في نهاية العربة تراهم بصعوبة، بينما اختار الشخص الثالث الجلوس عمدًا في المقعد المقابل لها، لم تنتبه له في بادئ الأمر، وظلت جالسة تنتظر محطتها، وبعد دقائق معدودة صدر منه فعل خادش للحياء، في محاولة منه للتحرش بها مستغلًا عدم وجود ركاب.
توثيق واقعة التحرش
اتصلت الفتاة بخطيبها وهي في حالة خوف شديد وصدمة من هذا التصرف المُشين، فنصحها بتوثيقه عن طريق تصوير مقطع فيديو بهاتفها المحمول، فأسرعت لالتقاط مقطع له مدته 37 ثانية لإثبات الواقعة، ثم توجهت إلى قسم شرطة النزهة لتحرير محضر في الشرطة، وبدأت الأجهزة الأمنية في فحص المقطع والبحث عن المتهم بالتحرش حتى جرى إلقاء القبض عليه في أقل من 48 ساعة.
دعم ومساندة
أرسلت مقطع الفيديو لخطيبها أحمد ناجي، الذي نشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، في محاولة منه للوصول لهذا المتحرش لمعاقبته، وبالفعل نجح في فضح المتهم، الذي جرى عرضه على النيابة العامة التي قررت إرسال مقطع الفيديو المقدم من المجني عليها إلى لجنة فنية لفحصه.
مواجهة بين المتحرش وضحيته
ثم أجرت النيابة العامة مواجهة بين الفتاة ضحية التحرش والمتهم الذي تعرفت عليه وأكدت أن الملابس التي يرتديها هي نفسها التي كان يرتديها وقت واقعة التحرش، وقررت النيابة حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة الفعل الفاضح العلني، بينما برر المتحرش جريمته بأنه يعاني من مرض نفسي.
خطيبة المجني عليها: «وكلت محامي للقضية.. هتاخد حقها»
وقال خطيب المجني عليها لـ«الوطن»، إنهما كانا في النيابة بالأمس كي تتعرف خطيبته على المتهم وبالفعل وجدته نفس الشخص الذي قام بالجريمة، مؤكدًأ أنها اليوم ستذهب لمحامي لعمل توكيل له لمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة: «ده شغله وهو هيفهم فيه أكتر مننا وهيتابع بشكل كويس وهيتولى المهمة لحد ما خطيبتي تاخد حقها».