جمال رشدي
أتواجد في الشقيقة السعودية منذ سنوات طويلة ولي علاقات وثيقة برجال القنصلية بالرياض، ولكل من يعرفني.. يعلم أن قلمي دائما يبحث عن النماذج التي أتمني تواجدها في مؤسسات مصر والتي تكون علي قامة وقيمة اسم مصر ، بالفعل رجال القنصلية المصرية منذ سنوات طويلة يمثلون تلك النماذج التي أسمو مرتفعًا افتخارًا بهم في كل المواقف والإحداث.
منذ عامان تقريبًا أو أكثر كان صديقي القنصل العام هاني صلاح الذي لمست فيه تجسيد حي للهوية المصرية، فهو المثقف الراقي الخدوم المتواضع المتواصل والمتواجد دائما وسط ابناء الجالية، وانتقل هذا المصري الرائع للعمل كسفير في احد دول أسيا وما زلت علي تواصل معه وسأظل متمسك بصداقته.
وألان متواجد رجل دبلوماسي وخدمي من العيار الثقيل، هو القنصل العام الدكتور إيهاب عبد الحميد، فهكذا هم رجال الخارجية يمتلكون صفات وسمات تتلاحم مع عمق تاريخ الوزارة العريق والعميق في الأداء والوطنية ، تواجد الدكتور إيهاب في ظروف قاسية بسبب جائحة كورونا التي تسببت في ارتباك عملي في كل مجتمعات العالم، وبما إن الجالية المصرية بالشقيقة السعودية تمثل العدد الأكبر في كل دول العالم، حيث تقدر بما يقرب من اثنان مليون ونصف مواطن، فهذا تكتل ضخم يتعدي بكثير عدد سكان بعض دول الأشقاء في الخليج.
ومنذ سنوات يستحمل رجال القنصلية ضغط شديد في أداء خدمات المواطنين الذين يتوافدون بالمئات بل والآلاف أحيانًا يوميًا إلي القنصلية لقضاء حاجاتهم، وفي ظل جائحة كورنا كانت هناك معضلة في كيفية استقبال ذلك العدد المهول، بجانب كيفية أيضًا الحفاظ علي الإجراءات الاحترازية لصحتهم.
هنا كانت عبقرية الدكتور إيهاب عبد الحميد الذي أدار الحدث بشكل عبقري جدًا، حيث قام بتطبيق علم الإدارة الحديث باستخدام عوامل التقنية والتكنولوجيا في معالجة ذلك الزحام الرهيب، عن طريق إنشاء موقع يتم من خلاله حجز موعد باليوم والساعة للمواطن المصري الراغب في طلب خدمة من القنصلية، وبجانب ذلك هناك تفاصيل بالمتطلبات التي يتم تجهيزها من المواطن من أوراق ونماذج طبقا لنوع الخدمة المطلوبة.
تلك عبقرية إدارية من خلالها انتظم العمل في القنصلية بشكل رائع للغاية،، وبجانب ذلك هناك استجابة إنسانية لبعض الحالات التي لا تستطيع انتظار الموعد ومن خلال تعاملي مع القنصل الدكتور إيهاب، فهو رجل دولة يمتلك رؤية متسعة للمواقف والإحداث يمتاز بالهدوء والتواضع والاستماع الجيد للاقتراحات، وبما انه مهندس فتتغلب عليه ثقافة التخطيط والإدارة وحسن المتابعة والتنفيذ مع الدقة وجودة الأداء والانضباط الفني والسلوكي.
ومن خلال ذلك لا ننسي الجنود المجهولين الذين يتحملون الكثير والكثير من اجل خدمة المصريين منذ سنوات طويلة، وعلي رأس هؤلاء الأستاذ احمد عبد العاطي والأستاذة أميرة موسي مدراء مكتب القنصلية بالرياض،، وتلك الكلمات في أذان مسئولي وزارة الخارجية المصرية المذكورين أسمائهم يؤدون دور خارج عن النطاق التقليدي لأي عمل بشري لما يتحملونه من مسئوليات وضغط عملي كبير، وفي كل هذا يظهران بشكل أتمني وجوده في كل المؤسسات المصرية من وطنية وإنسانية ورقي وتفاني وإخلاص وأمانة.
وإلحاقًا لمجهود رجال القنصلية وتقديرًا لهم هناك المستشار العمالي الدكتور محمد أبو السعود والقنصل سارة محمود والقنصل احمد يوسف والقنصل محمود النشرتي، وما أود إن اطلبه من الخارجية المصرية آن تلبي بعض طلبات القنصلية المصرية بالرياض والتي تكون ضرورية لخدمة ابناء الجالية المصرية.