الأقباط متحدون - ياريس مرسي: زبالة الفتنـة أهم من الكرسي!
أخر تحديث ٠٤:١٦ | الاربعاء ١ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٥ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٣٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ياريس مرسي: زبالة الفتنـة أهم من الكرسي!

بقلم: نبيل المقدس
ألم يسأل الرئيس المنتخب نفسه مرة لماذا حتي الآن غير مقبول من قبل أغلب أقباط مصر .. ؟؟ هل فعلا نجح المحيطون به أن يلفوا حوله حجاب من القماش الأبيض لكي يري غير الواقع .. ؟؟ هل الرئيس المنتخب الذي ينتمي إلي جماعة إسلامية تُدعي "جماعة الإخوان المسلمين " مازال مغموزا في مبادئها التي تُعتبر ضد هوية الفرد المصري الأصيل كان مسلما أو مسيحيا ..؟؟ هل الرئيس بيتغاضي عما يحدث لبعض أقباط مصــر من ضرب وإهانة وحرق منازلهم , وكأن ما يحدث هو أمر طبيعي ..؟؟ 
 
إفـْتـَكَرَ الرئيس المنتخب أن إعلانه بتعيين بعض الأقباط في مراكز عظيمة بالمؤسسة الرئاسية سوف تجعلنا نتغاضي عما يحدث لنا من إهانات في بعض القري والمراكز ..! كما ظن سيادته أن المسيحيين الأقباط يسعون ويلهثون وراء مراكز كاذبة واهية , وكأن هذا الأمر هو " فضل أو معروف" يقدمه لنا, متناسيا أن تعيين الأقباط في بعض الدواويين الهامة والحساسة في عهود الدولة الدينية منذ قرون مضت كان بالأمر الطبيعي والواجبة ..  تصور سيادة الرئيس أن كثرة وجود كلمة الأقباط عمّال علي بطّال في خطاباته سوف تجعلنا نتقرب إليه ونقدم فروض الطاعة ؟.. بل ونقبل ما يجري لأبنائنا من حقد وهجوم عليهم لمجرد أن مكوجي قبطي حرق قميصا لشخص مسلم , ولم تهدأ القرية إلا بعد ما أحرقوا منزلا لقبطي إنتقاما مِنْ مَنْ أحرق القميص عَنْ غير قصد... !
 
تعجبتُ جدا كما تعجبَ غيري من أبناء مصر أنك حولتَ تراكم الزبالة مشكلة سياسية بحتة , ووضعتها جنبا إلي جنب بل الأولوية في مشروعك ذي الخمس بنود الذي قطعت عهدا علي نفسك أنك سوف تنفذهم في 100 يوما .. من الوهلة الأولى عندما ننظر إلي هذه البنود الخمسة وإمكانية حلهم في 100 يوم نجد ونكتشف أن مَنْ قال هذه التصريحات لا يدرك خطورتها وأبعادها المتشابكة , وهذا يشير إلي عدم خبرته أو معرفته بصعوبة حل هذه المشكلات إلاّ لو إستطاع أن يجمع أفراد الشعب مع بعضهم البعض أولا ثم يقوم علي تجميعهم حوله .. وهذا لا يتم إلاّ  بالقضاء علي آفة التعصب الذي بدأ يصير واقعا حقيقيا وسمة مسجلة لأبناء مصــر .. وهذا نتيجة عدم المبالاة أو الإهتمام حتي ولو بالقليل من كسر حدة الفتنة والتي أخذت مسارا تقوده الشرعية من قبل بعض المتأسلمين أو ما يُطلق علي أنفسهم بطائفة الإسلام السياسي , مع أنهم كانوا من قبل يصرحون أن الإسلام لا يسمح بإدماج الدين مع السياسة , ويرددون العبارات المتكررة عن تجربة الغرب عندما إتخذت الكنيسة السلطة والحكم من ايادي الشعب .. ويتغنون بمدي فشل هذا النظام .. وكأنهم هم الذين أخرجوا الغرب من عهود الظلمة إلي النور .. لكن الحقيقة غير ذلك فقد كافح الشعب الغربي وضحي بحياة الكثير من أبنائهم لكي يتخلصوا من سلطة الكنيسة .. وأصبحت الديانة هي علاقة شخصية بينه وبين الله .. وتعلموا وعلموا باقي الشعوب بأن البلدان تقوم فقط علي تجميع الشعب  وليست علي تجميع الزبــــالة .....!! 
 
كثرت في أيامنا الأخيرة بعض التجاوزات من قبل بعض المسلمين من أمور مسيئة لنا .. تصورنا أن طريقة التفكير في الفصل بين هذه المشاكل سوف تأخذ شكلا جديدا طبقا لوعودك في خطاباتكم .. فقد كررت كثيرا أنك تقف "علي بعد واحد من حميع طوائف الشعب" .. لكن فوجئنا انك تجاهلت هذه التجاوزات, ولم تضحي بوقتك الثمين أن تذهب ولو مرة واحدة إلي المكان الذي حدث فيه واحدة من هذه التجاوزات .. وجودك وسط احداث سوف يزيل الفزاعة والخوف من قلوب المسيحيين , وفي نفس الوقت سوف يعرف المتأسلمون ومنهم الجماعة التي تنتمي إليهم  أنك فعلا تقف علي مسافة واحدة من الكل.  
 
  وأد الفتنة لا يتم إلاّ بإعطاء المسيحيين حقوقهم كاملة .. لكي يدرك أخيه المسلم أن المسيحي ليس من الدرجة الثانية , وأن عليه أن يحميه ويشاركه في الحيـــاة .. فقد وصل الحال إلي تهجير اقباط مصــر أصحاب الأرض من ديارهم بواسطة الجماعات الملتحية وآخرها ما يحدث الآن في البدرشين , بينما نجد سيادتكم تهتم بأمور أخري مثل محاولتكم توطين سيناء  بجماعات " هنيــــة " الذي هو في نظركم صلاح الدين الأيوبي الثاني . بأي حق ياسيادة الرئيس يطاوعك ضميرك وتترك مرشدكم ورجاله في إهـــداء أرض سينـــاء إلي شعب لا يريد أن يسترد ارضه الذي يدعي أنها أرضه . هذا أمــر خطيـــر لا يرضي به اقباط مصــر قبل إخوتهم المسلمين الأصليين .. تمكين إستطيان جماعة هنيـــة أرض سينـــاء هو عمل لا نقدر أن نتفهمه وخصوصا أن المؤسسة الرئاسية والتي تتكون في الظاهــر من الرئيس اللمنتخب , والمتحدث الرسمي , لم تكذب هذه الأخبـــار التي تناقلتها وكالات الأنبـــاء والصحافة عن فتح سيناء لجماعات " هنية " لكي يبرطعوا فيها .. أين الشفافية يا سيادة الرئيس ..؟ ألا تعتبر هذه فتنة كبري تبذر بذارها الآن وسوف يحصــد أولادنــا نتائجها   .. ! 
 
أليس عدم إعطــاء حريــة العبـــادة للطوائف الأخري مثل طائفة البهائيين وغيرهم يُعتبر فتنة أيضا في نظــر هيئات حقوق الإنسان , وفي نظر إخوتهم المشتركين معهم في الأرض . أين قولك إياه الذي تتشدق به في جميع خطبك "أنك علي مسافة واحدة من الجميع" . 
لماذا لم تخرج علينا بخبر الموافقة علي إقامة جامعة قبطيـــة لكي تعطي نفس الفرصة التي ينالها أبناء المسلمين في دراسة الطب والهندسة من جامعة الأزهــر ...؟؟!! أليس وجود جامعة أزهرية والتي يشارك المسيحيون فيها عن طريق دفع الضرائب .. هو أساس الفتنة في بلادنا ؟؟؟ وما يدهشني أن الجامعات الأزهرية إنتشرت في المحافظات مثلها مثل الجامعات الأخري ... أين حق المسيحيين يا سيادة الرئيس في فرص التعليم ..  ؟؟! وأين قولك إياه " أنك علي مسافة واحدة من جميع المصريين " بل اضفت في إحدي خطاباتك علي الهواء مباشرة من خلال الميديـــا " أنك سوف لا تسمح نصرة فصيل علي فصيل آخــر..!" . 
 
أترك مشروع " وطن نظيف " للمجالس المحلية .. وإذا تواضعت وان تسمع رأيي وتأخذ به أن تصدر فورا أمرا برفع قيمة مصاريف تجميع الزبـــالة من إيصالات الكهربـــا .. هذه كانت إحدي الإجراءات الغبية التي إتخذتها المجالس المحلية في زمن النظام السابق .. وعليك بتكوين لجنة خاصة مستقلة لإيجاد الحل السديد لمشكلة الزبـــالة .. 
الـ 100 يوم مر منهم 30 يوم .. وانا أدعو سيادتكم أن تترك كرسي الرئاسة ولو حتي لمدة خمس دقائق بشرط أن يبتعد عنك هؤلاء الشبيحة الذين يحيطون بكم .. وتنزل فجأة إلي جميع شوارع القاهـــرة لكي تري علي الحقيقة أن مشروع " وطن نظيف " قد فشل سريعــــــــا ..... ! 
التعصب وفزاعة الإسلاميين لإخوتهم المشاركين معهم في الوطن هي الزبـــالة الحقيقية الواجب الإهتمام بها أولا لكي تكمل مشاريع النهضــــــــة المزعومـــــــة .. هذا إن كنت عند عهدك المتكرر : بأنك " واقف علي مسافات واحدة من كل المصريين ..... !!! 
لكي السلامة يا مصـــر ...!!! 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter