Oliver كتبها
-خوفاً من فساد كنوزك أودعها حيث لا يستطع أحد أن يمسها.لديك الكنز و خصومك اللصوص يشتهون سرقتها . من داخل كنزك يتولد السوس و تأتى الآكلة.فيضيع ما تعبت في إقتناءه .لا تفهم الأمر على المال فحسب فكل الناس يعرفون هذا التفسير.لكن للكنوز تفسيرات كثيرة مهمة.
 
- الشيطان يفرح بمن يكون متكلاَ على أملاكه.لا يشغل نفسه بمن هو منشغل عن المسيح بالمال.لكن الشيطان يرتعد بمن صارت كنوزه روحية و أملاكه فضائل و ثروته ميراث الأبدية و كل غني المسيح له.من هذا يخاف و من كنوزه يتهدد و يضعه هدفاً ينشب فيه سهامه.أنت كنز إشتراه المسيح لنفسه بالدم و المسيح كنزك و غناك الحقيقى بالإيمان و المحبة..
 
- السوس لا يعمل إلا في الركود.إذا سكن الشيء زمناً طويلاً طاله السوس.هكذا طالما الروح  خاملة فالسوس يلتهم بنهم أثمن ما فيها.كنزك قد يكون مشاعر ركدت فتسوست.تبلدت لم تنتعش منذ سنين.اصابها سوس الجفاء و القسوة و اللامبالاة .ضاع الحب إذ السوس ينخر فى القلب الراكد فإنتبه.
 
-السوس لا يعمل من الخارج.هو من الداخل يوجد.أحياناً من نفس مادة الكنزكصدأ المعادن.صدأ المال فى البخل.صدأ الروح فى الأنانية.صدأ الصلاة فى التظاهر.صدأ النعمة فى الكبرياء.صدأ الجمال فى الأنا.السوس من نفس نوع الكنز حتي أنه يصعب أن تميز بين الكنز و بين السوس.فإنتبه.
 
-السوس لا يغير الشكل كالصدأ بل يغير الطبيعة.يبقى البيت بيتاً و السوس يفترس محتواه. صار هشاً و النخر أكل أساسه,هذا هو خداع السوس.لا يغيرالشكل المعتاد لكنه يفسد الأساس.الخدمة تتم كما هي لكن سوس البرودة يجعلها جوفاء هشة بلا روح..الصلاة كما هي بنفس المواظبة لكن السوس سلب منك لهيبها مع إيمانك .بقي شكل الصلاة و شكل الخدمة و بقي السوس فى الداخل ينخر ليبدد الأساس. فإنتبه.
 
-السوس يغير الطبيعة و الصدأ يغير الشكل فإذا فقد إنسان شكله أي صورة الله فيه و طبيعته أي بنوته لله فماذا تبقي له؟ تأتي اللصوص و تجده مستباحاً. 
-اللصوص تأتى من الخارج.صوتها لا يزعج النائم و الساهى يتجاهله.فقط يسمعه السهران على خلاصه.اللصوص لا تستطيع أن تسرق من إنفتحت عيناه على نور المسيح و محبة الأخوة.العاقل يستأصل البريق الذى يجذب اللصوص و يتسربل بالفقر الإختيارى و الإتضاع.المحتاط لا يتباهي قدام الغرباء بالنعم الروحية فاللصوص ينتظرون تلك اللحظة عينها ليسرقوا الكنز فإنتبه.
 
- لصوص إبليس ضائعون.طالما دخلوا بيتك فإما يقتلونك أو تقتلهم.إنه صراع الحياة و جهاد الأبدية.اللصوص يتقنون العنف و الخطف و النهب. كذلك يتقنون الحيل ليوقعوا بالفريسة.بالحيلة سرق إبليس كنز آدم و حواء.و بالعنف سرق إبليس نصيب قايين و قتل هابيل.و ما زالت اللصوص تعمل  بالإثنين معاً.الحيلة لمن مشاعره متقدة و العنف لمن محبته باردة.فيجعله يخسر كنزه أى الناس و الله .
 
- الأكلة هى الحشرات القارضة التى لا تصدر صوتاً.تأتى همساً كالأفكار و تنحر فى صلابة إيمانك.الأكلة ليست نهمة كالجراد بل بطيئة لصغر حجمها و فمها تلدغ فلا تلحظها.لكن ما أن تجد الفرصة سانحة فهى تستهدف دم الفريسة كالناموس.تهاجم عينيه كالنحل.تلسع جلده كالنمل,ليست هذه هى الأكلة التي منها حذر مخلصنا الصالح.إنما ينبهنا لمن يبدد دمك أى حياتك و خلاصك.الأكلة تريد أن تنتزع من دمك دم المسيح و من روحك روح الله القدوس و من إيمانك إسم الله الحى.كما يحمل النمل فريسته إلى مسكنه هكذا الأكلة تأخذ الفريسة بعيداً كما الإبن الضال.كي يبدد كنوزه بلا وعى.فالأكلة يمكن أن تخدر الفريسة أيضاً كما تخدر الغنى الغبى بكثرة مخازنه.فإنتبه.
 
- الحصن الأكيد الذى يحمي كنزك الروحي هو أب الأرواح و موطن الروح الأبدي.حول محبتك للمسيح و إنفق ذاتك قدامه حتي لا يتبق فيك أى ذات.إنفق إلى آخر فلس بإرادتك.وقتها لا يجد اللصوص ما يسرقونه إذ يجدونك دوماً تعط المجد لله و تبتهل بالشكر لله.تجعل كل ما لك لله.القلب و الفكر و النفس  فماذا تبقي لهم ليسرقوه إفعل هذا و إنتبه من حيل اللصوص.
 
هجوم نحل إبليس هو تكرار شريط الشهوات المميتة و ذكريات الموت القديم هذا ما يجعل عين الروح تنفقأ أو يعمى البصرفإفتح بالدموع عيناك و إنسحقلئلا تهيم مثلما هام داود فوق سطوحه ثم زنى.إن فَقْدْ العينين الروحيتين يسبق السقوط.فإحفظ عيناك في المسيح أو بالحرى تستبدل عينيك بعيناه فتبصر أفضل و لا يجد نحل إبليس طريقة ليهاجمك.أما النمل الذى يلسع الجلد فهو يحدث حين تتلامس مع العشرة الرديئة و اللغة الرديئة و الأذواق الرديئة.يتغير صوتك و ذوقك كأنك لبست جلد إنسان آخر.فلماذا هذا كله.خذ جسدك و قدسه بالثبات في المسيح خذ نفسك و تلذذ في السمائيات بلا تكاسل.خذ صليبك و إقتل به القوارض و اللصوص و إحرم السوس أن يدخل مقادسك حين تختم كل شيء بإسم المسيح و لمجد الآب.
 
إن كنوزنا الأهم ليست أموالنا بل أشخاصنا و أجسادنا و أرواحنا.هذه التي يجب أن نرسلها للسماء عبر الصلاة و الإيمان و الإتكال فننجو .لا يوجد من يشغل المسيح عنا فلا تنشغل عنه .أنت الكنز الأهم عند المسيح.