( 1883- 1957 )
بقلم/ماجد كامل
يعتبركامل صالح نخلة (1883- 1957 )واحدا من أهم المؤرخين الكبار في التاريخ القبطي ؛فهو الذي اكمل تاريخ البطاركة التي بدأها ساويرس بن المقفع في القرن العاشر الميلادي ؛وأكمل حلقاتها سلسلة من المؤرخين حتي وقفوا جميعا عند البابا كيرلس الثالث بن لقلق(1235- 1243 ) البابا رقم 75 ؛فقام باستكمال السلسلة من بعدهم حتي وصل إلي البابا ديمتريوس الثاني ( 1862- 1870 ) البابا رقم 111 .أما عن كامل صالح نخلة نفسه ؛فلقد ولد في 4 ابريل 1883 بالاسكندرية ؛وكانت والدته سليلة أسرة المعلم ملطي من كبار أراخنة عصر محمد علي .وتوفي والده وهو في سن الخامسة فكفله عمه ؛ثم التحق بمدرسة رأس التين الثانوية بالاسكندرية ؛وكان ذلك خلال عام 1900 م . وكان عازما علي الالتحاق بمدرسة المعلمين بالقاهرة ؛ إلا أن السلطات الانجليزية قامت بإلغائها . فالتحق للعمل بوزارة المعارف العمومية (ما يقابل وزارة التربية والتعليم حاليا ) وتدرج في السلك الوظيفي حتي وصل الي منصب كبير المفتشين الإداريين .وفي خلال عام 1935 ؛أستقال من العمل الحكومي ؛وأرسل له الأستاذ أحمد نجيب الهلالي خطاب شكر علي مجمل خدماته بالوزارة .
ثم تواصل بعدها مع الدكتور ابراهيم بك منصور رئيس جمعية التوفيق في ذلك الوقت ؛فكلفه بالاشراف علي مطبعة الجمعية ؛ثم علي مدارسها . وفي عهده تأسست لجنة التاريخ القبطي وعن تاريخ هذه اللجنة نذكر أن الفكرة بدأت من خلال مقال بالغ الأهمية لباعث النهضة الكنسية الارشيدياكون القديس حبيب جرجس الاستاذ حبيب جرجس ( 1876- 1951 ) مدير المدرسة الاكليركية (وهي المدرسة المختصة بتعليم الدين المسيحي وتخريج الكهنة منها ) وذلك في مجلة الكرمة في عدد 10 ديسمبر 1906 تحت عنوان "اقتراح نافع أو تأليف جمعية لدرس التاريخ القبطي " ولقد وضع برنامج مقترح لأهداف هذه الجمعية يمكن تلخيصه في النقاط التالية :-
1- نشر الاوراق الرسمية المتعلقة بالطائفة كالفرمانات السلطانية وصور المنشورات الصادرة من جميع البطاركة المحفوظة في السجلات القديمة .
2- مراجعة جميع الأوراق المحفوظة في دفترخانة البطرخانة لاستخراج ماهو لازم منها لهذا الغرض كصور الحجج المكاتبات القديمة وغيره .
3- مراجعة جميع المؤلفات التاريخية التي كتبت باللغة العربية كالمقريزي والجبرتي وخطط مصر وغيرها من مؤلفات العرب والأقباط واستخراج ما يخص الأقباط منها وتدوينه بعد فحصه فحصا دقيقا .
4- مراجعة جميع مؤلفات الغربيين في هذا الشأن وتعريبه باللغة العربية .
5- مراجعة كل ما كتب من هذا القبيل في اللغة القبطية ونقله إلي العربية كاعمال الشهداء وبعض حوادث الأجيال الأولي وغيرها .
6- ترجمة حياة القديسين والعلماء والشهداء ورجال الفضل الذين ظهروا في سماء الكنيسة القبطية مع بيان أعمالهم ومؤلفاتهم وموضوعاتها وعددها ووصف كل منها .
7- مراحعة جميع الكتب المخطوطة في كتبخانة البطريكخانة ومكاتب الأديرة والكتب التي توجد عند أفراد الشعب لاستخراج ما يلزم منها لهذا الغرض .
8- طيع قائمة بأسماء جميع الكتب المخطوطة التي يجدونها أو يعثرون عليها .
9- الاحتفاظ علي ما يوجد قديما منها كآثر نفيس يحفظ في مكان مخصوص بكل صيانة .
10-الاهتمام بترجمة ما وجد من الآثار المصرية سواء علي الأحجار أو ضمن القبور أو في أوراق البردي حيث له علاقة كبري بتاريخ الأقباط .
11-تدوين حوادث وأخبار الأمة والكنيسة في كل سنة وذكر أخبار المطارنة والاساقفة وأعمالهم في الابروشيات وأسماء المطارنة وتواريخ حياتهم لحفظه للمستقبل ولا يخفي فائدة ذلك لرجال الأجيال الآتية
12-طبع نص الطقوس القديمة والألحان الكنائسية .
13-تعيين البحث في بعض المسائل التاريخية في كل سنة ومكافئة من يأتي بأحسن حل لها .
14-إنشاء مكتبة لمكتبة البطرخانة تجمع فيها جميع المؤلفات التي تبحث عن مصر وبالأخص عن الطائفة القبطية وذلك بكل اللغات .
15-إنشاء متحف للآثار القبطية يحفظ فيه جميع الآثار التي توجد أو يعثر عليها من أحجار وصور قديمة وأحجبة كنائسية وأواني وملابس كهنوتية وقطع النقود والاسلحة وكل ما ينبيء بعوائد السلف واستحضار القديم منها لحفظه في هذا المتحف .
وفي سبيل تفعيل هذا الاقتراح وتحقيق هذه الأهداف تشكلت لجنة ضمت في عضويتها كل من :-
1- حبيب جرجس
2- كامل صالح نخلة
3- يوسف نجيب
4- إبراهيم تكلا
5- فريد كامل
6- الشاعر اسكندر قزمان
7- توفيق اسكاروس
8- نخلة يعقوب روفيلة
9- سليمان زكي
10- أمين باسيلي
وهي التي عرفت ب"لجنة التاريخ القبطي " ولقد أنضم إليها بعد ذلك الأستاذ مسيحة عبد السيد الذي كان رئيسا لبعثة التعليم في أثيوبيا والأستاذ أسحق عبد السيد .
ولقد شارك كامل صالح نخلة في وضع أربعة كتب صدرت عن هذه اللجنة وقتئذ وكانت تدرس في المدارس هي" منتخبات تهذيبية في تاريخ الأمة القبطية ؛ الجنرال يعقوب واستقلال مصر ؛ الانبا بطرس خاتم الشهداء ؛البابا بنيامين البطريرك 38 .كما أصدرت مكتبة المحبة سلسلة كتب له نذكر منها خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ؛البابا اثناسيوس الرسولي ؛البابا غبريال بن تريك ؛يوحنا المعمدان .... الخ .
كما وضع جدول تاريخ البطاركة الذي يعتبر من اصدق المراجع لتحقيق ازمنة رسامة بطاركة الكرسي المرقسي .
كما نشر دير السريان له سلسلة تاريخ البطاركة بدءا من البابا كيرلس بن لقلق – سلسلة البطاركة من 76- 86 ؛ البابا متاؤس البطريرك 87 ؛سلسلة البطاركة من 88 -103 . ثم سلسلة البطاركة من 104- 111 . والجدير بالذكر أن دير السريان قد أصدر طبعة مجمعة لكل هذه الأجزاء في مجلد واحد صدر عام 2001 .
وفي مجال الترجمة ؛قام سيادته بترجمة جزء من التقرير الذي كتبه الرحالة فانسليب
(1635- 1679 )بالفرنسية عن زيارته لدير القديسة دميانة ببراي بلقاس يوم 17 مايو 1672 م ؛ونشره في السيرة التي وضعها للبابا متاؤس الرابع ( 1660- 1675) البطريرك 102 من سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية .كما ترجم فقرات مطولة من كتاب يوحنا النقيوسي "تاريخ العالم القديم " بالفرنسية أيضا ونشره علي حلقات في مجلة صهيون خلال عامي 1948 و1949 .
أما عن المقالات التي نشرها في العديد من الدوريات المختلفة ؛فهي أكبر من أن تحصي ؛ولكننا نذكر بعضا منها علي سبيل العينة في مجلة واحدة وعام واحد فقط .
ففي مجلة صهيون ؛وخلال عام 1944 ؛كتب المقالات التالية :-
1- صورة رئيس الملائكة ميخائيل (عدد شهر مارس 1944 )
2- تقاليد كانت متبعة عند اختيار البطاركة (نفس العدد السابق )
3- بطرس الرسول (عدد شهر ابريل 1944 )
4- القديس موريفيوس (عدد شهر مايو 1944 )
5- ذكري الجوهريين (عدد شهر يونية 1944 )
6- الاحتفال بالنيروز (عدد شهر سبتمبر 1944 )
7- كرسي طمويه أو طموه وبيعة مرقوريوس أبو سيفين (نفس العدد السابق )
8- بحث في التقويم المسيحي والغربي (عدد شهر نوفمبر 1944 )
9- مشاهير الأقباط في الجيل الثالث عشر (عدد شهر ديسمبر 1944 )
كما نشر سلسلة مقالات في مجلة النهضة المرقسية التي تصدر عن مطرانية القدس للاقباط الآرثوذكس ؛نذكر منها سلسلة مقالات عن "تاريخ الكرسي الأورشليمي" خلال الفترة من شهر يناير 1954 حتي شهر يونية 1954 . كما نشر سلسلة مقالات في عشر حلقات حول "قصة الفتيان السبعة " بدأت من شهر سبتمبر 1954 حتي شهر يونية 1955 .
وكتب مقالة بالغة الأهمية بعنوان " تاريخ كنائس المدن الخمس الغربية اقتراح برسامة أسقف لأبروشيتها ؛ نشرت في مجلة صوت الشهداء 1964 ( مكتوب في نهاية المقالة أنها نقلت عن مجلة التوفيق ) احتلت الصفحات من ( 30- 32 ) . وكما لو كان يتنبأ بالمستقبل ؛ فهذا هو ما حدث بالفعل في عصر البابا المتنيح الانبا شنودة الثالث عندما قام برسامة نيافة الأنبا باخومويس أسقفا للبحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ( أطال الله حياته ) .
وعودة إلي سيرته الذاتية ؛ فلقد قام شعب كنيسة السيدة العذراء حارة زويلة الاثرية بتزكيته لرسامته رئيسا لشمامسة الكنيسة ؛ وكلفته بالاشراف علي مكتبتها الاستعارية . كما كلفته البطريركية بالاشراف علي طباعة الجزء الثاني من كتاب السنكسار القبطي . فأضاف للكتاب جميع البطاركة الغير مذكورين في السنكسار القديم . ولقد أستمر في الكتابة والعمل والتأليف حتي توفي في 14 مارس 1957 ؛ ( حسب مجلة رسالة المحبة عدد شهر ابريل 1957 ؛ ومجلة نهضة الكنائس عدد شهر مايو 1957 ) . ( والشكر هنا واجب ولازم لجناب الأب الورع القمص يسطس فانوس كاهن كنيسة السيدة العذراء بمساكن أبو زعبل مقر مطرانية شبين القناطر الذي تفضل وقام بتصوير المقالة لي وإرسالها علي الواتس فلقدسه جزيل الشكر ) .
ملحوظة بالغة الأهمية :_
ذكرت مجلة نهضة الكنائس في عددها السابق ذكره ؛ أن للمرحوم كامل صالح نخلة عدة مؤلفات تحت الطبع وذكرت منها :-
1- تاريخ المجامع المكانية لكنيسة الاسكندرية منذ تأسيسها إلي سنة 1953 م .
2- تاريخ الايبارشيات القبطية في الديار المصرية والنوبة وأثيوبيا وتاريخ أسقفية مصر إلي الجيل التاسع عشر .
3- تاريخ المجامع المسكونية الثلاثة .
4- تاريخ علاقة كنيسة الاسكندرية بكنيسة أنطاكية .
5- تاريخ عام للكنيسة القبطية .
وللآن لم نسمع أي شيء عن مصير هذه الكتب الخمسة التي ذكرت المجلة أنها تحت الطبع ؛ فهل من الممكن أن يفيدنا أحد من أفراد الأسرة الكريمة ؛أو من جمعية التوفيق القبطية أو كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة عن أي معلومات عن هذه الكتب ؟؟؟؟!!!! .
ولقد ذكرت نفس المجلة أن المرحوم كامل صالح نخلة كان دائم الكتابة في العديد من المجلات مثل ( رسالة المحبة – صهيون – نهضة الكنائس – الهلال – المتطف- الكاتب المصري ...... الخ ) وبهذه المناسبة نطالب الباحثين والمهتمين بالعكوف علي جمع وتصنيف كل مقالاته المتناثرة في الدوريات المختلفة ونشرها في كتاب أو مجموعة كتب . كذلك إعادة طبع كتبه في طبعات شعبية رخيصة ؛ ,وأخيرا البحث والإفادة عن مصير الكتب الخمسة التي ذكر أنها تحت الطبع . وذلك حتي تعم الفائدة .