جوهانس كواستن Johannes Quasten ( 1900- 1987 )
إعداد/ ماجد كامل
يمثل عالم الآبائيات الألماني الأصل جوهانس كواستن Johannes Quasten ( 1900 – 1987 ) أهمية كبيرة في تاريخ علم الآبائيات نظرا لما تمثله موسوعته تاريخ علم الآباء Patrology من قيمة وأهمية كبيرة كما سوف نري في هذا المقال . أما عن كواستنن نفسه ؛ فلقد ولد في 3 مايو 1900 في مدينة هامبورج بالمانيا ؛ ولقد تدرج في المراحل التعليمية المختلفة حيث تخصص في علوم اللاهوت حتي حصل علي ما يعادل بكالوريوس اللاهوت من أحدي الجامعات الألمانية ؛وفي عام 1926 تمت رسامته قسا ؛وفي عام 1927 حصل علي درجة الماجستير وكان موضوع الرسالة " الموسيقي والغناء في عقائد الشعوب الوثنية القديمة والمسيحية الأولي Music and Singing in the ancient and early Christian times " ثم أكمل دراسات أخري في علوم الآباء من أحدي الجامعات في روما وكان ذلك خلال الفترة من ( 1927- 1929 ) ؛ثم حصل علي منحة دراسية من معهد الآثار الألماني ؛ وعاد إلي بلده المانيا حيث عمل أستاذا للآباء في جامعة مونستر ؛ وبسبب الصدام مع النظام النازي ؛ توجه إلي روما ؛ ومن خلال توسط الكاردينال باسيلي Cardinal Pacelli والذي أصبح فيما بعد البابا بيوس الثاني عشر Pope Pius X11 (1939 – 1958 ) "بابا روما رقم 259 من سلسلة باباوات الكنيسة الكاثولوكية " ؛أنتقل للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1983 حيث التحق للعمل في الجامعة الكاثوليكية بأمريكا Catholic University of America ؛ ولقد تدرج في المناصب حتي تقاعد عن العمل في عام 1970 ؛ وتعين بعدها أستاذا فخريا للاهوت الكاثوليكي Honorary Professor of Catholic Theology في جامعة فريبورج Freiburg في أحدي الولايات الأمريكية . ولقد أستمر كواستن في العمل والكتابة والانتاج الفكري حتي توفي في 10 مارس 1987 عن عمر يناهز 86 عاما تقريبا . أما المناصب والألقاب الشرفية التي حصل عليها فهي :-
1- في عام 1948 عمل أستاذا زائرا في أحدي المعاهد المختصة بدراسة تاريخ الليتورجيات Institute for Historical Liturgical Research .
2- في عام 1951 عين عضوا في المؤتمر الآبائي المنعقد في جامعة أكسفورد Patristic Conference at Oxford University
3- في عام 1960 حصل علي شهادة تكريم من أحدي المؤسسات الأمريكية Catholic Theological Association
4- في عام 1960 أيضا قدم أوراق بحثية وشارك في اللجنة البابوية للتحضير لمجمع الفاتيكان الثاني المدعويين من قبل البابا يوحنا الثالث والعشرين ( 1958- 1963 ) "بابا روما رقم 260 في سلسلة باباوات الكنيسة الكاثوليكية" pontifical commission regarding sacred liturgy in preparation for the second Vatican council invited by pope John XX111 .
5-- في عام 1960 أيضا عين عضوا في جمعية أكسفورد التاريخية Member of the Oxford Historical Society.
أما عن قائمة الكتب والمؤلفات التي قام بتأليفها فهي( وذلك في حدود ما تمكنت من الوصول إليه عبر شبكة الأنترنت كذلك أيضا في حدود قدرتي علي الترجمة من اللغة الإنجليزية ) :-
1- الراهب والشهيد : الراهب كتابع أو خليفة للشهيد The Monk and the Martyr; the Monk as the Successor of the Martyr .
2- ضد الاكاديميين ( تحقيق نص للقديس أغسطينوس) ضمن سلسة Ancient Christian Writers :- Against the Academics ST .Augustine ;-.
3- الباترولوجي :- بداية الأدب الآبائي ( المجلد الأول ) :- Patrology vol 1 ; the Begging of Patristic Literature .
4- الباترولوجي :- الأدب المسيحي بعد القديس إيريئنوس حتي مجمع نيقية ( المجلد الثاني ):- Patrology vol 11 ;- The Anti –Nicene Literature after Irenaeus
5- الباترولوجي: - العصر الذهبي للآباء اليوناننين (المجلد الثالث) :- Patrology vol 111 ;- The Golden Age of Greek Patristic Literature .
6- الباترولوجي :- العصر الذهبي للآباء اللاتين (المجلد الرابع ) :- Patrology vol 1111 ; The Golden Age of Latin Patristic Literature .
7- الموسيقي والعبادة بين الشعوب الوثنية والمسيحية في العصور القديمة :- Music and Worship in Pagan and Christian Antiquity .
8- رسائل القديس كليمندس أسقف رومية والقديس أغناطيوس أسقف أنطاكية :- The Epistles of ST .Clement of Rome and ST .Ignatius of Antioch .
9-أرنوبيوس أسقف سيكا :- الدفاع ضد الوثننين :- Arnobius of Sicca ; The Case Against the Pagans
والأمر الجدير بالذكر أن مركز باناريون للتراث الآبائي قد قام بترجمة كل من الجزئين الأول والثاني من موسوعة كواستن إلي اللغة العربية ؛ فلقد صدر الجزء الأول تحت عنوان :_
1- علم الآبائيات " باترولوجي" :- المجلد الأول بدايات الأدب الآبائي ؛ ترجمة وتقديم نيافة الحبر الجليل الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان ووكيل الكلية الإكليركية ؛ ولقد صدرت الترجمة في يناير 2015 .
2- علم الآبائيات "باترولوجي" :- المجلد الثاني "الأدب المسيحي بعد ق . إيرينئوس حتي مجمع نيقية " ؛ ترجمة د .جرجس يوسف ؛ تقديم نيافة الحبر الجليل الأنبا مقار ؛ ولقد صدرت الترجمة في يناير 2017 .
أما عن أهمية موسوعة كواستن ؛ يذكر لنا ناشر الموسوعة في الجزء الثاني منها " تقع هذه المجموعة تحت تصنيف الكتب التي ينبغي اقتناؤها .فبقرغم صدور كتب أخري متنوعة ولاحقة عن علم الآبائيات ؛إلا أن مجموعة كواستن تظل هي اللبنة الأولي والضرورية لكل باحث ومهتم بهذا الفرع من المعرفة .وبينما تأتي الكتب الأخري التي تعالج نفس الموضوع في شكل مجلد واحد بسبب منهجها الانتقائي في العرض ؛جاءت مجموعة كواستن مجمعة في أربعة مجلدات لما تميزت به من شرح واف لكتابات الآباء ومنهجهم اللاهوتي ؛ حتي قيل عنها أنها المرجع الأشمل لمن يريد البدء في دراسة الأدب المسيحي المبكر .وهكذا لن يتمكن فريقان من القراء علي الأقل من أن يتسغنيا عن مجموعة كواستن : الفريق الأول وهو الذي يريد أن يحصل علي معرفة أساسية شاملة عن الآبائيات أكثر من مجرد المقدمات التي تعرضها الكتب الأخري : والفريق الثاني هو الذي يريد أن ينال معرفة أولية عن الآبائيات تؤهله للدخول إلي دراسات أكثر تقدما " ( جواهانس كواستن :- علم الآبائيات ؛ المجلد الثاني :- الأدب المسيحي بعد ق . إيرينئوس حتي مجمع نيقية ؛ ترجمة د .جرجس يوسف ؛ تقديم : أنبا مقار ؛ مركز باناريون للتراث الآبائي ؛ الطبعة الأولي يناير 2017 ؛ مقدمة الناشر ؛صفحة 14 و15 ) .
كما خص كواستن مصر ورهبان مصر وعلمائها بذكر خاص في موسوعته ؛ إذ قال " إننا نشكر مصر التي قدمت لنا الكثير من أوراق البردي تحمل إلينا مقالات كنا مجرد نسمع عنها في كتابات القديس إيريناؤس وغيره " ؛ وقد ختم حديثه عن تاريخ علم الباترولوجي بقوله " علاوة علي هذا فإن أوراق البردي المصرية المكتشفة حديثا قد أعادت للدارسين أعمال آبائية مفقودة " . (القمص تادرس يعقوب ملطي :- تاريخ علم الباترولوجي :-موقع علي شبكة الأنترنت ) .
أما عن مدرسة إسكندرية اللاهوتية فلقد قال عنها " مدرسة الإسكندرية هي أقدم مركز للعلوم الدينية اللاهوتية في تاريخ المسيحية ؛ وقد أعطتها البيئة التي نشأت فيها سماتها المميزة ؛والتي تتمثل في سيطرة الاهتمام بالبحث الميتافزيقي (ماوراء الطبيعة) لمحتوي الإيمان ؛ وكذلك الميل لفلسفة أفلاطون ؛والتفسير الرمزي للكتاب المقدس . ويعتبر من بين طلبتها ومعلميها أولئك اللاهوتيون المشاهير مثل كليمندس وأوريجينوس وديونسيوس وبيريوس وبطرس وأثناسيوس وكيرلس . ......... وعن هذا تبني مفكرو الإسكندرية المسيحيون هذه الطريقة الرمزية لاقتاعهم بأن التفسير الحرفي لا يليق بالله من وجوه كثيرة ؛ وفي حين استعمله كليمندس بوفرة ؛ نجد أن أوريجينوس وضعه ضمن إطار منهج .وبدون هذه الطريقة ما كان لعلم اللاهوت ولا التفسير الكتابي أن يأخذا تلك الخطوات المبدئية الرائعة . ففي عصر كليمندس وأوريجينوس وفي مركز التعلم الهيني منحت تلك الطريقة ميزة فتح مجال خصب لعلم اللاهوت الوليد وكذلك ميزة السماح بالاتصال الخصب بين الفلسفة واللاهوت والإعلان الإلهي وبالإضافة إلي هذا ؛ فلقد ساهم ذلك في حل أكبر مشكلة واجهتها الكنيسة المبكرة ؛ وهو المعني الواجب إعطاءه للعهد القديم .وقد كان لهذا المنهج أصل شرعي مسموح به ومقبول في كتابات ق .بولس ( غلا 4 :24 ؛ 1كو 9 :9 ) . ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 4 و5 ) .
كما كتب فصلا كاملا عن العلامة أوريجينوس ؛ فقال عنه " معلم وعالم الكنيسة الأولي البارز ؛والرجل ذو الشخصية الفذة ؛والموسوعي المعرفة والتعلم ؛وواحد من أكثر المفكرين الذين رآهم العالم أصالة .وتفاصيل سيرته لدينا أكثر مما لأي من اللاهوتيين السابقين بفضل الاهتمام الخاص الذي أولاه يوسابيوس المؤرخ .فهو يتناول في قسم كبير من الكتاب السادس في كتابه تاريخ الكنيسة سيرة أوريجينوس " ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 37 ) .
وفي نهاية المقالة يبقي لنا أملان ورجاءان :- الأمل والرجاء الأول هو سرعة إستكمال ترجمة بقية أجزاء الموسوعة " علم الآبائيات " حتي تكتمل كل أجزاء الموسوعة ؛ أما الأمل والرجاء الثاني فهو العمل علي ترجمة بقية أعمال كواستن إلي اللغة العربية حتي تعم الفائدة .
بعض مصادر ومراجع المقالة :_
1- جوهانس كواستن :- علم الآبائيات "باترولوجي" :- المجلد الأول "بدايات الأدب الآبائي " ؛ ترجمة وتقديم : نيافة الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان ؛ مركز باناريون للتراث الآبائي ؛ الطبعة الأولي ؛ 2015 .
2- جوهانس كواستن :- علم الآبائيات "باترولوجي" :- المجلد الثاني "الأدب المسيحي بعد ق .إيرينئوس حتي مجمع نيقية " ؛ ترجمة د .جرجس يوسف ؛ تقديم : أنبا مقار ؛ الطبعة الأولي يناير 2017 .
3- القمص تادرس يعقوب ملطي :- تاريخ علم الباترولوجي ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .
4- بعض الواقع المتفرقة علي شبكة الأنترنت .