فاروق حسني: عشت في أوروبا 18 سنة قدمت خلالها الفن الشعبي المصري.. ونظام مبارك كان حنين مع التيارات المتطرفة

 

قال الفنان ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، حين أرسم أحب الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع المتباين، وتشايكوفسكي موسيقاه رومانسية جدًا.

 

وأضاف في لقاءه مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج "حديث القاهرة"، حين كنت وزيرًا كان الوزراء زمايلي يعاكسوني معاكسات فنية، إذ كان البعض يعتبر أن الثقافة عامل مكمل وهامشي بخلاف الإسكان والدفاع وغيرها، مشيرًا إلى أن هذه القناعات اختلفت بعد فترة من الوقت، إذ أن شغلة وزير الثقافة هي توصيل القيم والفنون إلى عموم المجتمع، والنفس البشرية تستوعب الفنون خاصة إذا كانت نفس شفافة.

 

مشيرًا إلى أنه في سن الطفولة كان شقيقه الأكبر يحرص على تشغيل موسيقى كلاسيكية طوال اليوم تقريبًا بداية من وقت الإفطار، وكان وهو صغير يقول ما هذا الإزعاج، ثم أحب هذه الموسيقى وشعر أنها تخاطب روحه ووجدانه، وحين كبر وكان في أوروبا كان منفتح على الثقافة والموسيقى الغربية، وكان حبه الأول للموسيقيين هو لفارنر، وكانت هذه الأسطوانات متاحة بالإسكندرية، وكان هو يرسم لوحات ويبيعها ليحصل على أموال يشتري بها أسطوانات موسيقية.

 

وأشار إلى أنه في الثمانينات كان يقيم معرض فني في قصر عائشة فهمي، ووجد رجل صعيدي بسيط يخبره بأنه يريد شراء هذه اللوحة بأخر ما لديه من نقود حتى إذا عاد إلى بلدته مشيًا، فأعطاه إياها كهدية.

 

لافتًا إلى أن اللون الأزرق يغلب على معظم لوحاته، وأن الأمر يأتي عن طريق الصدفة وليس التخطيط أو القصد.

 

وأوضح حسني أنه عاش في أوروبا 18 سنة، لم أقدم إلا الفن الشعبي المصري، والبعض يظن أن الفن التجريدي فن صعب، لكن بالعكس هو أسهل فن لعين المشاهد كما الموسيقى لأذن المستمع.

 

وكشف حسني عن تعليق الرئيس مبارك على واقعة الحكم بالسجن على إبراهيم عيسى، قائلاً: أي نظام سياسي دايمًا يقول أنه بيعطي حرية كاملة لكن الحقيقة أننا نادينا بحرية كاملة حتى تركنا الوزارة، وهذا يعني أن الحرية لم تكتمل.

 

وحين تم إصدار حكم قضائي على عيسى، اتصلت بالرئيس مبارك وأخبرته إزاي يتحكم على إبراهيم عيسى بالسجن، فأجابني: هو أنا اللي طلعت الحكم؟ دة القاضي، فقلت له يا ريس من فضلك أنت لازم تتدخل، لأن الحكم ضده سيوجه الاتهام للنظام الحاكم ووزارة الثقافة أيضًا، وبعدها صدر العفو الرئاسي، مشددًا: اللي حصل كان عيب.

 

وعن علاقة نظام مبارك بالإسلاميين والتيارات المتطرفة، قال حسني: كنت أعلم أن هناك معركة بين الثقافة والتيارات المتطرفة، والدولة لم تكن يومًا مع الإرهاب، بل كانت مرغمة على التعامل معهم، فمبارك سمح لهم بهامش للتنفس وبلغ أعضاء الإخوان في البرلمان 80 عضو، وحين تم إغلاق هذا الهامش في 2010، بعدها قامت الثورة، مؤكدًا، بلا شك دولة مبارك كانت ضدهم، لكن حنينة عليهم،