بقلم: م. فادي ميخائيل
النقاط الآتية ما هي إلا تقييم للأداء الإداري و السياسي للإخوان المسلمون و هم يحكمون , و تلك النقاط على سبيل المثال لا الحصر و سيكون الحل الآتي ذكره في النهاية هو نتيجة منطقية جدا ..... و ستكون من حيث الآتي :
1.النظافة :
من أيام و أنا أشاهد في شوارع المحروسة العديد من الشباب و هم ينظفون الشوارع في همة و نشاط و هذا ممتاز و إيجابي و لكن السؤال : لماذا الآن بالتحديد ؟ و لماذا لم نرهم قبل إنتخابات الرئاسة ؟ أو حتى قبيلها ؟
و تعَملَق هذا المشهد من محلي في بعض المدن إلى دعاوى عامة على مواقع و منتديات الإخوان, و لتصل تلك الدعاوى بشكل مباشر للطبقات الفقيرة التي لا تستطع التواصل على الإنترنت , طافت عربات ذات مكبرات صوت لتدعو الناس إلى الإشتراك في حملات النظافة و تجميل المدينة . و هذا ما زادني يقيناً !
إذن ما هو هذا اليقين ؟
هو تأكيداً لإيماني الشديد بأن أعضاء هذه الجماعة و مريديها العاديين – دون القيادات – مغرر بهم بحلم وهمي أو من مدمني الأفيون الديني الذي يبرر الفشل السياسي مثل أوروبا في القرون الوسطى ؛ و من الممكن أن يكونوا من المُشترون بالزيت و السكر و خلافة . و أن هناك فارق إستراتيجي بين قيادات الجماعة و أعضائها بل و أيدلوجي في بعض الأحيان كالعلاقة بالأم الحاضنة أمريكا " مثلاً " و نرجع للشباب النشيط الذي يحب تجميل محافظته "بناءاً على دعوة الإخوان "
- هل فكرت يا صديقي – الذي إستجبت للدعوة – أن الدور الذي تقوم به هو دور عامل النظافة و أن دورك في خدمة بلدك أن تهتم أكثر بمجالك لا بالنظافة ؟
- هل ما تفعله هو حقاً لخدمة الوطن لا لتحقيق وعداً من المائة يوم الأولى ؟
- هل حل مشكلة النظافة هو أنت ؟ أم من المفترض أن يكون على هيئة مجموعة من القرارات الحاسمة القاضية على فساد الشركات " الأجنبية " التي تقاعست عن أداء واجباتها !
- ألم تفكر بأن الذي يطلب من اليوم تنظيف الشوارع سيطلب من تنظيفها ثانية في وقت قريب جداً؟ , لأنها ستتسخ في حدود ثلاثة أيام على الأكثر !
- هل هذه هي الطريقة – العقيمة -ذاتها لتحقيق باقي الوعود ؟! إذن فلتحمي نفسك كبديل للشرطة ؟
إن أجبت على الأسئلة بصراحة ستكتشف أنك تبحث عن سراب يسمى مشروع النهضة .
2.لكهرباء و المياة :
قرأت في الصفحة الرسمية للإخوان مانشيت بخط كبير " ترحيب شعبي بفصل الكهرباء ساعتين يومياً " !
أي شعب هذا الذين تتحدثون عنه و نحن في شهر رمضان الكريم , و درجة الحرارة وصلت في بعض المناطق – في مصر- إلى خمسين درجة مئوية , بل و نعاني من إنقطاع المياه أيضاً . أتعلمون إن هذا الخبر يبدو مألوفاً بالنسبة لي فقد قرأت مثله من أيام في موقع حزب النهضة التونسي . أخشى ما أخشاه و أن يكون العامل المشترك ليس في منطوق الخبر فقط , بل في هدفه ألا و هو تعذيب الشعب حتى يكل و يمل و يدرك أن بلاده غير قادرة على توفير الكهرباء اللازمة للمعيشة و بالتالي يوافق على خصخصة إدارية لشركات الكهرباء لصالح قطر أو أيٌ من دول الخليج لتوفير الطاقة الكهربية كما يحدث في تونس الآن !
عزيزي المواطن الذي قد يرفع ضغط الدم لديك إلى حد نفاذ الزئبق من جهاز القياس , هو أن يأتي رئيسنا الجليل بمقولة ذهبية لإسماعيل هنية قائد حماس و قائد حكومة حماس الغير شرعية أنه سيمد الكهرباء " الغير كافية لنا " لقطاع غزة بل و لو إستطاع سيقدم الوجبات الساخنة لأطفال غزة !!!!!
يا سيدي الرئيس , ياليتنا مثل قطاع غزة . أرأيت مدينة الصفيح في المقطم بالقاهرة ؟ هل زرت زرزارة من قبل في بورسعيد ؟ أسمعت عن الهيشة في كفر الشيخ ؟ هل أخبرك أحد عن السيالة و ضواحي المدينة في الإسكندرية ؟ هل شاهدت من قبل معاناة أهلنا بالنوبة أو بأقصى صعيد مصر ؟
يا سيدي الرئيس , في البلد الذي تعيش فيه هناك من يتمنون أن يصلوا إلى خط الفقر لأنهم مدفونون تحته عميقاً جداً , ولا تقلق على غزة ففي الحصار الإسرائيلي الأول كانوا يشترون من مصر علبة السجائر من ماركة " كليوباترا " بـ 15 جنيهاً و ها هوم الآن يشترون سيناء و سيادتك تعلم ذلك جيداً .
3.الأمن و سيادة القانون
من المنطقي جداً ألا أطلب من جماعة الإخوان بشكل عام أو من الرئيس مرسي بشكل خاص سيادة القانون لأن الرجل قد هُرِبَ من محبسه يوم 28 يناير أثناء الثورة و لم ينتظر مثل رجل الإخوان "الأول" خيرت الشاطر – بالمناسبة كلم قناة الجزيرة على الموبايل و أنا هموت و أعرف جاب شبكة منين – و حين أصبح رئيساً شرعياً لمصر و بعدما أقسم بإحترام الدستور و القانون , خنث بهذا القسم حين أصدر قراراً - أراه ساذجاً - بعودة مجلس الشعب في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر لعدم تنفيذ قرار المحكمة الدستورية العليا .
و لن أطلب منهم – الجماعة و سيادته – الأمن لأنه لن يتحقق إلا بسيادة القانون و كلاهما وجهان لعملة واحدة .
و لا أعتقد أبداً أن الذي يعين السيد هشام قنديل رئيساً للوزراء - و هو عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل و شارك في حكومة شرف و الجنزوري اللتان لم يفعلا شيئاً خاصةً حكومة شرف - لن يكون في قلبة شبه نية للتغيير للأفضل بل الأسوأ بكثير .... و لا تسألوا عن إنجازات قنديل قبل تولي رئاسة الوزراء بل إسألوا بالأحرى عن إنجازات "مرسي" قبل توليه الرئاسة !
الخلاصة
إن مصر الآن في مفترق طرق فإما نكون أو لا نكون , نحن نستحق أفضل من ذلك بكثير . هذا ليس كلامي بل كلام تاريخنا العريق و حضاراتنا المتنوعة التي تدرس في أرقى الجامعات على مستوى العالم بعلم يسمى " Egyptology "
أي علم المصريات . و ها قد أتى اليوم و أن نقول على إستحياء أنه يجب علينا أن نتعلم من ليبيا – مع كامل إحترامي لها – في نتيجة الإنتخابات البرلمانية بها التي أتت بـ 86% من الليبراليين .
ها هي الإنتخابات البرلمانية المصرية على الأبواب و هي فرصتنا الأسهل من ثورة ثانية , للتغلب على الفاشية التي تريد إرجاعنا قروناً إلى الوراء بمباركة أمريكية كي نكون مثل أفغانستان و الصومال و اليمن . و يريد رئيسنا إرجاع الإرهابيين وجدي غنيم و عمر عبد الرحمن و راجعوا تاريخهم الملوث بالدماء .
أرجوكم ألا تسمحوا بذلك و إيماني بالله و بمصر و بكم يجعلني أقولها على ثقة : سيسقط مرسي حتماَ فمصر ستفتك بعباءة الإخوان و الذين طاردوا طاغية بخبرة ثلاثون عاماً سيعصفون بالإخوان , و إن غداً لناظره قريب .
ثوروا بـــلا همد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع