الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم- مينا ملاك عازر
اعتدت كل عام أن أكتب معلقًا على بعض ما يأتي بإعلانات رمضان، مهاجمًا أشياء معينة، وهنا سأغيِّر منهجي لأستخدم الإعلانات لإرسال رسائل لأشخاص بعينهم، ولنبدأ رحلتنا بالإعلان الذي يقدم فيه أحد البنوك قرضًا بدون تقسيط لمدة عام لأصحاب المشاريع الصغيرة، ويوجه حديثه لأفراد يقومون بأعمال لا يحبونها مثل مسؤول الأمن الذي من داخله يفضل أن يكون ترزيًا، وموصل الطلبات للمنازل الذي يفضل أن يكون نجارًا، وهكذا يقول لهم في بداية كلامه مكانك مش هنا، هذا الإعلان أوجهه لشخصين: المهندس "خيرت الشاطر" والمرشد "بديع".. أقول لهما: مكانكما مش هنا بـ"المقطم" وإنما بـ"قصر الرئاسة"، أتمنى أن تجلسا هناك، ففي ذلك أفضل جدًا، لتكن الأمور أكثر وضوحًا وشفافية، وستكون أكثر راحة للرئيس "مرسي" الذي يتورط بوجوده هناك، وتضعونه في مواجهة الناس، وهو لا حول له ولا قوة، وليس هناك بيده شيء.
أما الإعلان الذي يعلن عن نسكافيه ميكسات، ويقول المعلن "اظبط الميكسات"، أوجهه لرئيس الوزراء "هشام قنديل"، وأقول له "اظبط الميكسات"، وكن عادلًا ولا تتأثر بتوجيهات الجماعة التي تنتمي لها أو التي على الأقل توجهك، واختار بالعدل بين الناس دون تأثير خارجي. تفتكروا يقدر؟! ما أظنش.
وأما الإعلان الذي يدّعي المعلن فيه أن مستخدم منتجه سيسترجل، وبغض النظر عن استفزاز هذا الإعلان لي لمناداته بأن نسترجل ونشرب منتجه، فأنا أقول كلمة "استرجل" لكل من طأطأ رأسه أمام المد الإخواني، وتحوّل عن فكره المدني، وخشى منهم، أوجهه لكل من يسكت أمام اختطاف البلد، وهو بمقدوره أن يمنعهم عن سرقة فرحة المصريين بالحرية.. أقول "استرجل" لكل من يقبل أن يكون برافان لآخرين يحكمون من وراء الستار.
وهناك إعلان أقدمه للصديقة العزيزة "مادلين نادر" المهتمة بشئون الإعاقة والجمعيات الأهلية، وهنا أضطر لأكون أكثر وضوحًا، حيث أناشدها لتفحص ذلك الإعلان الكاذب في مضمونه وفي طريقة عرضه، وهو الإعلان الذي تقدمه جمعية "نور على نور" على ما أعتقد، ويخص مرضى الروماتويد، حيث يدّعي المعلن أن مريض الروماتويد يموت وهو حي، ويأتي به مدفونًا، وهو أمر مبالغ فيه، وأنتظر ليس فقط من الأستاذة "مادلين نادر" وإنما أيضًا من كل مسؤول عن المعاقين والجمعيات الأهلية من الصحفيين مراجعة هذا الإعلان القاسي، الصادم والمضلل والمؤذي لمشاعر مرضى الروماتويد، الذي أتمنى لهم أن يمتعهم الله بكل صحة وطول العمر.
وآخر الإعلانات الذي يدَّعي فيه المعلن أن المستفيد بجائزته سيكون أسعد إنسان في العالم، وهو أمر لا أصدقه، أن هناك ذلك الرجل الذي يدَّعي أنه أسعد إنسان في العالم، ولا أظن أن هناك الشيء الذي يجعل أحدًا أسعد إنسان في العالم، على أي حال هذا الإعلان أقدمه رغم عدم إيماني به لكل شخص في شعب "مصر"، وأقول له يا رب تبقى أسعد إنسان في العالم، ما دامت سعادتك تقوم على مصلحة الوطن وليس جماعة أو حزب، ما دامت سعادتك تتفق مع عدم تعاسة من لا يتفقون معك في الفكر.
المختصر المفيد، يارب الرسائل تصل ويستفيق أولئك المغيبون.