« المتحرش.. متحرش الأطفال .. متحرش المعادي »، هذه عناوين لقصة طفلة المعادي التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي طوال الـ24 ساعة الماضية، حيث شهد ميدان الحرية في المعادي واقعة عندما حاول شخص التحرش بطفلة داخل عقار.
وقد تداول رواد شبكات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية فيديو تحرش فيه شاب يرتدى بدلة أنيقة بطفلة صغيرة عمرها لا يتجاوز 10 سنوات في مدخل أحد العقارات بمنطقة المعادي، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وطالب الجميع، الدولة، بمعاقبة الجاني بأشد أنواع العقاب ليكون عبرة لغيره.
وقال مصدر أمنى إنه لم يتم القبض على المتهم حتى الآن، ولم تحرر أسرة الطفلة محضرا، لكنه أكد على فحص فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الواقعة، ويتم تكثيف الجهود لضبط المتهم.
وتعليقًا على هذه الواقعة المؤسفة، قال الدكتور إبراهيم عبد الرشيد، استشاري الطب النفسي، إن هذه الطفلة لم تكن الأولى أو الوحيدة التي تتعرص لمثل هذه الأفعال الشنيعة، فالكثير من أطفال الشوارع يتعرضوا لمثل هذه الانتهاكات المستمرة دون وجود حل جذري لها، الأمر الذي يجعلهم قنبلة موقوتة في المجتمع المصري ويجب على الدولة أن تتكفل بهم لحمايتهم من كافة الأضرار.
وأشار عبد الرشيد في حديثه للمصري لايت، إن التأثير النفسي على طفلة التحرش كارثي للغاية، ليس فقط على المدي القريب، بل على المدي البعيد أيضًا، فمن الصعب أن ينسى الأطفال كل الأفعال المضرة لهم نفسياً التي تعرضوا لها، سوف يتذكروها دائمًا وستكون محفورة بذاكرتهم، فالأطفال في مرحلة تكوين الشخصية، على عكس الكبار، فإذا تعرضت سيدة للتحرش، من السهل أن تنسى وتتعامل مع الأزمة، على عكس الأطفال تمامًا.
وأكد عبد الرشيد، إن طفلة التحرش ، عندما تبلغ ، فمن الصعب أن تختار شريك حياتها وتتزوج، نظرًا لتعرضها لهذا الأمر الشنيع قد صيبها باضطراب في الشخصية، عندما يقترب منها أي رجل مهما كانت ستقابله بعنف في حياتها في العموم، وهذا العنف والحدة سيظهر في مرحلة الزواج، لأنها ستفقد الثقة في جميع الرجال وستشعر دائما بالتخوف عندما يقترب منها أحدًا، فهذه الأفعال تحولها من شخصية سوية إلى شخصية تعانى من اضطراب شديد في شخصيتها.
أما عن متحرش المعادي ، يرى عبد الرشيد ، إنه غالبًا يعاني من نوبة هوس ، فهناك ما يسمي باضطراب ثنائي القطبين، وهذا يتراوح ما بين حالتين، إما اكتئاب شديد جدًا، مما قد يدفع الشخص الى الانتحار ، أو حالة هوس شديدة جدًا يمكن من خلالها أن يفعل أفعال صبيانية شديدة السوء، أي أنه يأتي بأشياء لم يأتي أحد بها.
وطالب عبد الرشيد بضرورة تأهيل الأطفال الذين تعرضوا للتحرش، خاصة مما تعرضوا للتحرش أو الاغتصاب من الآباء أو من المقربين، فيجب معالجة هؤلاء الأطفال في مراكز التأهيل النفسي، وهنا يكمن دور المحلل النفسي، ليتعامل مع أزمة الطفل ومعركة كافة التفاصيل الخاصة به وبعائلته، قد يكون الأمر ناتج عن التربية أو أن الأب وأم غير صالحين لتربية الطفل، في هذه الحالة يجب أن يكون في حوذة الدولة لعدم تكرار هذه الأفعال.
