كتب – روماني صبري
حملت كلمة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بقصر الرئاسة في بغداد، في إطار زيارته التاريخية للبلاد، العديد من الرسائل، وفيما يلي نص التصريحات التي أدلى بها قداسته :
العراق مهد الحضارات
سيدي الرئيس، أعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي، وممثلي مختلف هيئات المجتمع المدني، أقول لكم إنني سعيد جدا بان أحظى بهذه الفرصة بزيارة العراق بعد انتظار طويل، وهذه الزيارة أردتها في جمهورية العراق مهد الحضارات، وهي مرتبطة من خلال سيدنا إبراهيم وباقي الأنبياء بقصة النجاة، وبتقاليد دينية متجدرة في التاريخ اليهودي والمسيحية والإسلام.
واصلوا شهادتكم باسم الإيمان
أعرب عن عرفاني وشكري للشعب وللسلطات العراقية، وأتقدم بالتحية لممثلي السلك الدبلوماسي والمجتمع المدني، كما أتوجه بالتحية لرجال الدين الأساقفة وكل شعب الكنيسة الكاثوليكية، أتيت هنا حاجا لكي أشجعكم على مواصلة شهادتكم باسم الإيمان والرحمة والمغفرة هنا في وطنكم العراق.
الأديان تدعونا للسلام
كذلك احيي أتباع باقي الكنائس المسيحية والمذاهب المسيحية وكذلك المسلمين وكل أتباع الديانات الأخرى، وأتمنى أن نواصل هذا الطريق معا كأخوة متشبثتين بقيم الدين التي تدعونا إلى التمسك بقيم السلام والاعتراف المتبادل والأخوة البشرية والتعايش السلمي.
جائحة كورونا نداء للبشرية
زيارتي هنا تأتي والعالم اجمع يحاول الخروج من أزمة جائحة كورونا التي لم تؤثر على صحة الناس فحسب، بل أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهذا ما يهدد استقرار الدول.
وهناك جهود مشتركة تبذل للوصول إلى توزيع اللقاحات للجميع بشكل منصف ولكن هذا غير كافي، إن هذه الأزمة هي نداء لكي نعيد التفكير في مناهج عيشنا وطرق حياتنا.
المتطرفين سبب الدمار
حان الوقت للخروج من هذه المحنة أفضل من ذي قبل، يجب علينا أن نبني مستقبلا عماده ما يوحدنا وليس ما يميزنا،يجب ان نتحرر من الحروب والصراعات والإرهاب، والمتطرفين لا يقبلون بتعايش مختلف المجموعات العرقية والدينية، لا يقبلون بالتعددية الفكرية والدينية وهذا ما أدى إلى الموت والدمار والمجازر في العالم.
داعش يرفض الاختلاف
يجب ان نتذكر الايزيدين، الجماعة البريئة التي كانت ضحية للوحشية والهمجية، هؤلاء الذين اضطهدهم داعش بسبب دينهم، ان حياتهم وبقاءهم على قيد الحياة كان محل تهديد، يجب أن ننظر لبعضنا البعض باختلافاتنا كأفراد في نفس العائلة البشرية، وهذا من شانه ان يمكننا من الانطلاق في عملية بناء حقة وان نترك للأجيال المستقبلية عالما أكثر إنصافا وأكثر بشرية.
التعددية الثقافية كنز
وفي هذا الصدد فان التعددية الثقافية العرقية الدينية التي هي ميزة المجتمع العراقي منذ ألاف السنين، كنز ثمين وليست بالمعوق الذي يجب ان نتخلص منه، اليوم يجب علينا أن نظهر للجميع، لاسيما في الشرق الأوسط إن الاختلافات يجب ألا تقف عائقا أمام التعاون في كنف التناغم.
جميع البشر أبناء الله
نحتاج إلى حوار خالصا صريحا بصبر كنفه الاحترام المتبادل والعدل، هذه التحديات صعبة، يجب أن نضاعف من جهودنا كل واحد منا، لتجاوز الصراعات والاختلافات، يجب كذلك أن نبدأ وننطلق من قيمنا وأركاننا وهوايتانا العميقة فنحن كلنا أبناء وبنات نفس الخالق.
ساعدوا الضعفاء
والكرسي الرسولي ينادي كل السلطات والأطراف ذات الصلة بتقديم الاحترام والاعتراف والحماية لكل أتباع الأديان، واحيي الجهود المبذولة في هذا الصدد، وأضم صوتي للرجال والنساء ذوي النوايا الحسنة لمواصلة هذه الجهود لخدمة ومنفعة البلد، حتى نصل إلى مجتمع قوامه الوحدة والاخاء، والتعاضد يجعلنا نرى الآخر كأخينا ورفيقنا على درب الحياة، هذا ما يجب أن يدفع بنا لمساعدة الضعفاء ومحاربة الإرهاب.