عرض/ سامية عياد
قدم لنا الكتاب المقدس نماذج للأبوة الحقيقية التى يجب أن يتحلى بها الخادم مثل أبونا إبراهيم وداود النبى ، وأيضا معلمنا بولس الرسول الذى خاطب راعيته كأولاده فكانت تعاليمه مقبولة عندهم ...
القس أنطونيوس فهمى راعى كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك فى مقاله "الخادم وروح الأبوة" حدثنا عن أبوة الرسول بولس التى كانت سببا فى قبول تعاليمه ، مع أهل غلاطية خاطبهم كأولاده إذ رأى فيهم صورة المسيح ، مع أهل تسالونيك قدم نفسه كمرضعة مملوءة حنوا على أطفالها الصغار بقلب متسع للجميع "هكذا كنا مترفقين فى وسطكم كما تربى المرضعة أولادها .." هكذا يحنو الرسول بولس على شعب الله كأولاد له ، وكأنه الطير الذى يحتضن صغاره ، يحمل سمات سيده فى حنوه نحو الكنيسة .
ظهرت أبوة الرسول فى مواقف كثيرة وتعاليمه إذ يقول "فأنكم تذكرون أيها الإخوة تعبنا وكدنا ، إذ كنا نكرز بإنجيل الله ، .. كما تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم ، كالأب لأولاده ونشجعكم ، ونشهدلكم لكى تسلكوا كما يحق الله الذى دعاكم الى ملكوته ومجده" ، من خلال هذه الأبوة الحقيقية كان الرسول بولس يجد راحته وفرحه وإكليله وأن يتمتع كل أولاده بالملكوت والحياة الأبدية ، ومن أروع مواقف الرسول بولس مع أنسيموس الذى دعاه "ابنى الذى ولدته فى قيودى" ويقدم نفسه كضامن وشفيع عند صديقه فليمون "اقبله نظيرى .. أنا أوفى عنه .. الذى كان قبلا غير نافع لك ، ولكنه الآن نافع لك ولى" بهذه الأبوة استطاع الرسول أن يغير من انسيموس ويحوله من سارق الى خادم كارز شاهد للمسيح.
الخدمة بدون أبوة لا قيمة لها ، المخدوم أحوج الى الأبوة وسط كل ضغوطه وهمومه وسقطاته ، بحاجة الى من يشجعه ويحتمله ويشعر به ....