كتب - نعيم يوسف
في مثل هذا اليوم الموافق 27 فبراير، عام 2012، رحل عن عالمنا واحد من أهم صناع الثقافة في مصر، وهو الدكتور ثروت عكاشة، الذي كان ضابطا بالجيش، وبعدها تولى العديد من المناصب، وأبرزها توليه حقيبة الثقافة والإرشاد القوني في عصر الرئيس السابق جمال عبدالناصر.
في محافظة القاهرة، وبالتحديد في عام 1921، ولد ثروت عكاشة، واستكمل تعليمه إلى أن التحق بالكلية الحربية في سن الثامنة عشر من عمره، واستكمل تعليمه العسكري إلى أن تخرج في كلية أركان حرب عام 1948، وبعدها التحق بكلية الآداب وحصل على دبلوم الصحافة من جامعة فؤاد الأول عام 1951، ثم دكتوراة في الآداب من جامعة السوربون في باريس.
خبرات ثرية في العديد من مجالات الحياة
رغم تخرجه في الكلية الحربية عام 1948، إلا أنه لم يستمر في السلك العسكري طويلا، حيث ترأس تحرير مجلة "التحرير" في عام 1952، وعمل في السلك الدبلوماسي ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية في باريس، وفي مدريد، سم سفيرا لمصر في روما.
نظرا لخبراته الكثيرة عُين في 1958 وزيرا للثقافة والإرشاد القومي، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1962، كما عمل وزيرا للثقافة في الفترة من 1967 - 1970، وكلفه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالتحدث إلى المسئولين الفرنسيين، بطلب مساعدتهم لتصنيع القنبلة الذرية، نظرًا لعلاقة عكاشة الوثيقة بهم، منذ أن بدأ العمل فيها ملحقًا عسكريًا لمصر عام 1954.
إلى جانب هذا شغل "عكاشة" العديد من المناصب، حيث كان أستاذًا زائرًا بالكوليج دو فرانس بباريس في (تاريخ الفن) 1973، وانتخب زميلا مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية 1975، كما انتخب رئيسا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربى بباريس من 1990 إلى عام 1993، كما عمل أيضا في إدارة البنوك.
رجل مُكرم ف كل العصور
ثروت عكاشة حصل على العديد من التكريمات المهمة في حياته، سواء في عهد الملكية، أو الجمهورية، وهذا تقديرا لجهوده في خدمة البلاد، ومنها الجائزة الأولى في مسابقة فاروق الأول العسكرية، ووسام الفنون والآداب الفرنسي في 1965، ووسام اللجيون دونير(وسام جوقه الشرف) الفرنسى بدرجة كوماندورفي 1968، والميدالية الفضية لليونسكو تتويجا لإنقاذ معبدي أبوسمبل وآثار النوبة في 1968، والميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة في 1970 وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1987، ودكتوراة فخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 1995، وجائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام 2002، وبذلك يكون قد تم تكريمه في كل العصور من الملكية إلى مبارك.
ميراثه الفكري
توفى عكاشة في 27 فبراير عام 2012، تاركا ورائه العديد من الإنجازات الثقافية، ولكن أهمها تراثه الفكري، مثل سلسلة "العين تسمع والأذن ترى"، والذي يعتبر موسوعة فنية، وأيضا كتاب "مذكراتي في السياسة والثقافة"، وهو من أهم الكتب التي تحدثت وأرخت للفترة التي عاش فيها، من الناحية الثقافية.