بقلم: مينا ملاك عازر

هناك مشهد في فيلم ظرف طارئ، للفنان أحمد حلمي، يقوم هذا المشهد على أنه في ضيافة أبو وأم حبيبته، وكل حبة يسأل على حبيبته، ويقولوا له أنها نايمة، فهي كانت تتهرب منه لأنها كانت تشك في أنه لعبي وبتاع بنات، المهم وبعد أن تناول الغذاء طلعت أم حبيبته لغرفة حبيبته وغابت ثم أتى أبو حبيبته وقال له إحنا عايزين ننام ومشاه، لكن قبل ما يمشي سأله ثانية على حبيبته، وأضاف في هذه المرة سؤال عن أم حبيبته وقال هي كانت طنط أم سارا طلعت تشوف سارا بس ما نزلتش لغاية دلوقتي لا تكون فيه حفرة في أودة سارا بتوقعها على الجيران إللي تحتيكم.
 

نفس هذه الظنية أتت برأسي كلما وجدت بلاغاً للنائب العام يعلن عن تقديمه، ثم لا أعد اسمع عنه لا حس ولا خبر، ولا حتى تحقيق مع من ووُجه ضده البلاغ، ولا حتى أنه ثبتت براءته أو تم إغلاق التحقيق فيه، فأقول أنه أكيد هناك حفرة في حجرة مكتب النائب العام بتقع فيها البلاغات إللي مش على مزاجه أو مش على مزاج حكام مصر، واسمحوا لي أن أعطيكم بعض الأمثلة لتلك البلاغات، وسأحاول أن تكون متنوعة، لألا أُتهم بأني أعادي أحد بعينه أو تيار بشكل خاص.
 

بلاغ قدمته حركة شباب ستة إبريل ضد أحد لواءات المجلس العسكري لما اتهمهم بالخيانة والعمالة، وبأنهم ممولين من الخارج، بلاغ آخر ضد أحد الشيوخ الذين أشعلوا الفتن بين المسيحيين والمسلمين ، بلاغ آخر ضد أحد المتطرفين الذي ظهر في فيديو يهاجم البابا شنودة الله ينيح روحه وشتمه في الفيديو وسبه. بلاغات أخرى ضد أحمد شفيق في تهم كثيرة، بلاغ ضد ترشح الرئيس مرسي ويتهم في البلاغ بأنه غير لائق طبياً وصحياً –ربنا يدي له الصحة- وتحقيقات حول ضبط سيديهات تشرح تفاصيل القيام بأعمال تخريب إذا ما فاز شفيق، وتحقيقات أخرى حول واقعة لتزوير البطاقات بالمطابع الأميرية، وبلاغات أخرى كثيرة لا تسعفني ذاكرتي بذكرها. وإن سعفتنني فلن تسعفني المساحة، لكن أكيد على غرار تلك البلاغات المئات وقعوا في الحفرة إللي بمكتب النائب العام عند الجيران وضاعت أو نسيوها أو ... أو ... لكن أكثر ما يقلقني ويدهشني أن أحد من مقدمي تلك البلاغات لم يحاول إحيائها أو البحث عنها أو إعادة تقديمها، وكأن الهدف فرقعة إعلامية ثم اكفي على الخبر ماجور، حد يعرف يفهمني هو بيحصل إيه في البلد؟ الله يكرمكم، وينوبكم فيَّ ثواب.
 

المختصر المفيد إن عدم إظهار الحق حتى لو كان في مصلحة المتهم، لهو ظلم أقسى وأمر من أن يحكم عليه بما ليس فيه.