كتب – روماني صبري
يتعرض الأمن في العراق لهزات متتالية، من الهجوم الانتحاري المزدوج في العاصمة بغداد إلى استهداف قاعدة أميركية في مطار إربيل، وصولا إلى الهجوم على قاعدة بلد الجوية، تتجه أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش الإرهابي والجماعات الموالية لإيران، وسط استمرار العمليات العسكرية للجيش العراقي ضد داعش، ووسط أزمات سياسية تعصف أيضاً بالبلاد، فأي رسائل أمنية من وراء هذه الهجمات؟ وهل يشكل العراق مرة جديدة قاعدة لتبادل الرسائل الأمنية بين الأفرقاء المتصارعين خارج حدود البلاد؟ وما السبيل لوضع حدّ لهذه التوترات الأمنية؟، هذه الهزات لم يعرفها العراق في الآونة الأخيرة، بماذا نربطها الآن إذ أن الحرب ضد داعش لم تبدأ اليوم؟.
المانع يتهم أمريكا
ناقش هذا الملف، عادل المانع / رئيس تحرير صحيفة السياسة العراقية، قائلا :" هذه الهزات بالطبع لم نعتد عليها، وارى ان تنظيم داعش بريء من هذه الهجمات، كذلك مجموعة (الفصائل) و (أولياء الدم)."
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، إذا ما غصنا في هذه القضية، بناء على الوقائع التاريخية، سنجد البرلمان العراقي اصدر قرارا بإخراج القوات الأمريكية من البلاد، ومطلوب من الحكومة تنفيذ القرار، كما قتل الجيش الأمريكي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في دمشق في وضح النهار، ولنتذكر ان حلف شمال الأطلسي كان أوقف عملياته العسكرية في العراق.
كما أضاف :" اليوم حلف الناتو تراجع عن هذا القرار، عبر زيادة عدد قواته هناك، وأقول ان أمريكا هي من نفذت هذه الهجمات وقصفت مواقعها في العراق، وهذا ليس بعيد عن الأمريكان، حتى يواصلون تدخلهم في المنطقة."
ولادة فصائل إيرانية جديدة بالعراق
وردا على تصريحات المانع، قال ماجد القيسي/ مدير برنامج الأمن بمركز صناع السياسات :" لا اتفق معه، كأنه يقول ان أمريكا أطلقت على أقدامها الرصاص"، ولا أنكر ان الاحتلال الأمريكي سبب تدهور أوضاع العراق.
لافتا :" اليوم بات العراق أشبه بصندوق بريد ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإيرانية، يتبادلون الرسائل عبر حروب الإنابة، فطهران لديها الأدوات والوكلاء.
موضحا :" هناك صنفين من الوكلاء : الوكلاء المعلن عنهم رسميا، والوكلاء السريين الذين يختبئون خلف مسميات وهمية، ومنذ العشرة أشهر الماضية هناك ولادة لـ9 فصائل موالية لإيران تحت أسماء مزيفة مثل : سرايا أولياء الدم، الوعد الصادق، وما إلى ذلك.
مستطردا :" هذه الفصائل استهدفت المصالح والوجود الأمريكي في العراق، وأعلنت سرايا أولياء الدم عن مسؤوليتها في قصف قاعدة أميركية في مطار إربيل، وجميع الصواريخ التي أطلقت استهدفت القاعدة الأمريكية بالمطار.
موضحا :" ويوم أمس تم قصف قاعدة بلد، وكانت تنطلق منها الطائرات العراقية، لمساعدة القوات الأمنية ضد تنظيم داعش الإرهابي، "والسؤال ما هي الرسائل من استهداف المقرات التابعة للقوات الأمريكية في هذا التوقيت بالذات؟."
ولفت ماجد القيسي/ مدير برنامج الأمن بمركز صناع السياسات، إلى أن كل الرسائل تتعلق بالصراع الإيراني الأمريكي، وهي رسائل تقول فيها إيران إنها قادرة للوصول إلى أي هدف كان بالعراق، لذلك وجب على القوات الأمريكية الخروج من البلاد.
مشددا :" هناك صراع بين الولايات المتحدة وإيران لا يمكن إخفاؤه، وساحة الصراع بين البلدين هو العراق، والضغط على القوات الأمريكية جزء من جر واشنطن لتقديم تنازلات، فيما يخص العقوبات والملف النووي الإيراني، وهذا الصراع انعكس بالسلب على الوضع الأمني العراقي.