من المنيا الي باريس مرورا بالبوابة
(1) عبد الرحيم علي من قرية الاسماعيلية الي باريس :
هناك في عمق النهر بالقرب من مدينة المنيا ولد الطفل عبد الرحيم علي ابن الشيخ علي من الموظفين بوزارة الاوقاف ورئيس نقابة العاملين بالمساجد ، ومن عذوبة النهر وصوفية مولد سيدنا الفولي ادرك الفتي الوسطية من نعومة اظافرة ، ومن شوق الفقراء للحياة عرف عبد الرحيم العدالة الاجتماعية ، كان الاب الشيخ علي عبد الرحيم من مؤسسي منبر الوسط (التجمع فيما بعد) وكنت من مريدي شيخنا التجمعي وفي مقدمة حملتة الانتخابية لمجلس الشعب في اكتوبر 1976 ، حينذاك لمحت للمرة الاولي الفتي عبد الرحيم ذو العشر سنوات ، يحمل لافتات ابية وطعم الوسطية ومذاق العدالة ، كل ذلك دار بخاطري وانا اتابع بفخر الندوة التي كان ينظمها مركز دراسات الشرق الاوسط "سيمو" بباريس وتناقش ندوة "حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية"، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، حيل تيار الإسلام السياسي للوصول إلى أهدافه غير المشروعة. إيف تريار، رئيس تحرير الفيجارو هل يمكن للديمقراطية التي تدافع عنها فرنسا وبعض اوربا وامريكا أن تصمد امام الاسلاموية ، موضحا أن القرن الحادي والعشرين سيكون أما دينيا أو لا، وهي جملة لها واقع حقيقي، وتابع : لا بد أن نكون هناك وجه للإسلاموية هو المحارب، وإذا ما أردانا أن نواجه ذلك علينا الاستعانة بقانون الطوارئ، وهو ما حدث في فرنسا واضاف: "هل الحرية والعدالة والأخوة تتماشى مع النضال ضد الإسلاموية، لأننا انتقلنا من صراع الطبقات، والآن في صراع الثقافات، واستطعنا الوقوف أمام الأولى بالتشريعات، أما الآن لست واثقا أن تشريعنا قادرة على مواجهة تهديدات الإسلاموية وشدد على أن الإسلاميين لا يريدون أن يعيشوا في الصف، ولكن يريدون أن يخيروا هذا البلد بين ما يعيش عليه، وما يريدون أن يكون عليه، وهو ما يشكل الخطورة، ويحتاج لإجراءات استثنائية، فهم يستخدمون قوانينا ضد الإجراءات ضدهم. وتحدث في الندوة، الكاتب الصحفي عبدالرحيم على، رئيس المركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، رئيس مجلسي إدارة وتحرير البوابة نيوز، عن "حقوق الإنسان.. قراءة من الجانب الآخر"، والسيناتورة فاليري بوييه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، تحت "تركيا، مرض أوروبا"، وإيف تريار، رئيس تحريرليفيجارو ، عن "القانون الفرنسي في مواجهة الإسلاموية"، ثم رولان لومباردي، عالم جيوسياسي ومدرس في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة إيكس مرسيليا، تحت عنوان "حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الواقعية.. هل هما مفهومان متوافقان؟"، وأخيرا جيل ميهاليس رئيس موقع كوزور.
عبدالرحيم على يقول: إن "فلسفة موضوع الندوة يطابق مقولة الشاعر الفرنسي جان كوكتو "الأعمى هو الذي لا يريد أن يرى"، لأن مفهوم حقوق الإنسان، وفقًا لليسار الأوروبي الجديد، مبتور وغير مكتمل، لأنه يقتصر على الحقوق المتعلقة بالحريات كحرية التعبير، لكنه يتجاهل، حقوق الإنسان في حياة سعيدة، وتعليم جيد، ورعاية صحية مضمونة. وأضاف: "لا شك أن حرية التعبير ضرورية، لكن في مواجهة تحديات الإرهاب والإفلاس الاقتصادي، أصبحت حياة الإنسان وسلامته على رأس الأولويات، ولكن يبدو أن الخطاب الذي ينتمي إلى مفهوم "اليوتوبيا" لحقوق الإنسان في أوروبا، يتم التلاعب به من قبل اللوبي الإسلامي الموالي لتركيا.
(2) من مواجهة الارهاب بالمنيا الي "سيمو":
تستمر مخيلتي في تذكر البيئة والمناخ الذي صنع البطل ، مرت السنين وعدت الي مسقط راسي بالمنيا افتش عن الفتي ، فوجدتة شاعر ولاعب رفع اثقال ، وقيادي في الحركة الثقافية وفي منزل الصديق مصطفي بيومي ومع الطرف الثاني من المعادلة عادل الضوي : كان عبد الرحيم علي هو ناتج المعادلة ، وكان بالكاد قد انهي دراستة الجامعية في بني سويف ، لنشترك سويا في اعادة تأسيس حزب التجمع بعد كان لايعمل لتلاصق مقرة مع مقر الحزب ، واقنعتهم بالدخول الي الحزب ، وكان عبد الرحيم علي هو الدينامو الذي نفخ بشجاعتة وروحة القتالية الروح لافتتاح المقر.. ثلاثة سنوات كنت الضلع الرابع لمصطفي وعادل وعبد الرحيم . ـ اطلق الدكتور عبد الرحيم علي بباريس عام 2017 مركز دراسات الشرق الأوسط. "CEMO" ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب و التحدث مع الغرب باللغة التي يفهمونها ، والذي يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاص صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية وقد أسسه الكاتب و الباحث و صاحب مؤلفات كثيرة عن الإسلام السياسي و رئيس تحرير الجريدة المصرية البوابة الدكتور عبد الرحيم علي، وتكون رسالتة في اوربا إيصال وجهة نظرالاسلام المعتدلة ، توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين، خلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين في الشرق ونظرائهم في الغرب لتوضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب و شرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية، توضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات العنف ، وليعرف الغرب المخاطر التي يمثلها عليه الإسلام السياسي والحركي، كما يساهم المركز في دعم التبادل والتواصل بين الحضارات، ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط ، بإطلاق العديد من الأنشطة مثل : الندوات والمؤتمرات، إصدار الكتب والمجلات والكراسات، تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات الهامة، إصدارموقع متخصص بأربعة لغات الفرنسية والعربية والانجليزية والألمانية، ومنصات لـ "السوشيال ميديا". وخلال الأيام المقبلة، يطلق مركز دراسات الشرق الأوسط موقعا اخباريا عالميا تحت اسم "لوديالوج" برئاسة د. عبدالرحيم على، يستهدف الموقع فتح حوار جاد وموضوعي بين الشرق والغرب والتقاء ثقافي بين كتاب الشرق والغرب وطرح القصايا المشتركة برؤى مختلفة احتراما لاختلاف الثقافات ووحدةٍ الاشتراك في الإنسانية، تم الاتفاق مع كبار الكتاب والشخصيات السياسية الفرنسية على الكتابة للموقع، ويتولي تحرير الموقع كل من إيف تريار رئيس تحرير "لوفيجارو" ود أحمد يوسف المدير التنفيذي للمركز.
(3) من المخاطرة الي عمق الصدام مع الحكومة والاسلام السياسي
منذ اوائل تسعينيات القرن الماضي نزحت وعبد الرحيم الي القاهرة ، وشكلنا فريق عمل للعمل الصحفي في الاهالي لمواجهة الارهاب صحفيا ، وتشهد صفحات الاهالي بأن عبد الرحيم وانا معة واجهنا الارهاب من اسوان وحتي الجيزة ، واذكر كيف قدمنا موضوع عن ارهاب الجماعة الاسلامية في ابو قرقاص 1990 استطعنا من خلالة الاطاحة بالمحافظ ومدير الامن وكل المسئولين حينذاك ، كان دائما عبد الرحيم في المقدمة ، ثلاثة سنوات صحفية لا استطيع ان انسي بطولة عبد الرحيم ودعمة لي في تواضع لانة كان يري انني الاكبر سنا وخبرة ولكني الان اؤكد انه لولا بطولة عبد الرحيم ما استطاعت الاهالي ان تتقدم الجميع في مكافحة الارهاب . ومن منتصف التسعينيات من القرن الماضي عاد المربع الذهبي (مصطفي وعادل وعبد الرحيم وانا) الي العمل الدراسي ايضا في مكافحة اتطرف والارهاب وننتقل حسب فلوسنا القليلة من شقة الي اخري بوسط البلد ، وصولا الي قيادة عبد الرحيم للقافلة وساعدت تلك القبيلة البحثية المتعددة المواهب في تنفيذ افكارعبد الرحيم وكانت هذة الاعمال : المخاطرة في صفقة الحكومة وجماعات العنف – 1998 أسامة بن لادن الشبح الذي صنعته أمريكا – 2001 سيناريوهات ما قبل السقوط – 2002 المقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية – 2003 موسوعة الحركات الإسلامية (8 أجزاء) الإسلام وحرية الرأى والتعبير – 2005 الإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن 2005 الإعلام العربي وقضايا الإرهاب – 2007 كشف البهتان – الإخوان المسلمون .. وقائع العنف وفتاوى التكفير كتاب الطريق الي الاتحادية.
(4) البوابة مفتاح الحياة :
من وسط البلد الي الدقي في تعامدة مع شارع السودان كعادتة دعاني عبد الرحيم وطبعا لم اندهش ان وجدت مصطفي وعادل وتحاورنا طويلا حتي ولدت البوابة لننتقل الي شارع مصدق . عشت في جوار عبد الرحيم ومصطفي وعادل اختلفنا كثيرا حول اراء ولكننا لم نختلف علي عبد الرحيم ، وللامانة ظل الرجل بار بأصدقائة مهما كلفة الامر، واعترف انني واحد من هؤلاء الاصدقاء ، لم يتعالي علينا ولم نطبل له او نخدعة وظلت وستظل علاقتنا حتي انفاسنا الاخيرة . ما كادت تنتهي الندوة الا وقمت بالتواصل مع عبد الرحيم علي قائلا: قدمت من قبل ولازلت تقدم ولكن توثيق ذلك ووصولة للوعي الشعبي نحتاجة وسنعمل من اجلة .. مثلا التواصل مع الاحزاب والمفكرين ورجال الدين المعتدلين ورؤساء الجامعات للتواصل مع تلك الاعمال وسط طلابهم والقراء والمريدين. ـ عبد الرحيم علي واتس: انا يهمني صوتنا يوصل للغرب عشان كده اطلقت اليوم موقع ( لو ديالوج) وتعني الحوار باللغة العربية لفتح حوار جاد وموضوعي بين الشرق والغرب اتمنى ان يكون اضافة لتاريخي المهني والوطني اعرف اننا ننجح جدا بواسطتك والمركز في الغرب ولكن صعيد مصر في حالة يرثي لها. ـ عبد الرحيم علي واتس: هذه مهمتكم انتم اما انا فسأتفرغ لما هو اهم من وجهة نظري على الاقل من حيث موقعي هنا في الغرب وهو فتح هذا التواصل المهم والحوار الموضوعي والبناء. لكن فعلا كنت اشعر بالفخر اليوم لشخصك وللمركز وربنا يقويك ـ عبد الرحيم علي واتس: اشكرك هذا جهد تاريخي قمنا بع معا طوال علاقتنا وانشاء الله سنكمله بما يليق بتاريخنا وايماننا بمبادئنا واساتذتنا ورفاقنا العظام. هكذا يذكرني دفاع عبد الرحيم علي عن مصر في مواجهة الارهاب انطلاقا من باريس مع ما كان يفعلة الزعيم محمد فريد في مطلع القرن القادم مع فارق الظروف . محبتي وامتناني