شاب من أصل أرمني: نشأت في حلب.. وسافرت بعد الحرب السورية
كتب - نعيم يوسف
ناقشت قناة فرانس 24، قضية مذابح الأرمن ووضعهم حاليا، خاصة أن عدد الأرمن في العالم حوالي 10 ملايين شخص، بينهم 3 ملايين نسمة فقط يعيشون في أرمينيا.
وقال محمد رفعت الإمام مؤرخ وباحث في تاريخ الأرمن، إن الأرمن من أقدم الشعوب في التاريخ، وعاشوا بالقرب من جل أراراط الذي رست عليه سفينة نوح، وعندما وقعت ضدهم المذابح تعاطفت معهم الشعوب العربية، وهي عانت شأنها شأن الأرمن من الاستبداد التركي مثل الأرمن، ومصر استقبلت العديد ضحايا تركيا.
وشدد في لقاء مع برنامح "في فلك الممنوع" المذاع على قناة "فرانس 24"، على أن مصر هي الدولة الوحيدة التي صدرت فيها فتوى بتحريم قتل غير المسلم، وهي صدرت من الأزهر إبان مذابح الأرمن، وفي بورسعيد تم استقبال أكثر من 4 آلاف شخص، والمصريون في بورسعيد جمعوا بعض المال وأعطوه لهم.
وتابع "رفعت"، أن التيارات المتأسلمة تأخذ الموضوع في اتجاه ديني من أجل دعم تركيا، مشددا على أن الغالبية العظمى في مصر لا يأخذون الأمر بمحمل ديني، ولكنهم أخذوه من زاوية إنسانية.
يرغبون في العيش بسلام
من جانبه، قال فرطان قابريليان رئيس غرفة التجارة والصناعة لأرمينيا في فرنسا، إنهم يريدون أن يعيشوا في بلد لهم مثل كل الشعوب، لافتا إلى أنهم يرغبون في العيش بسلام والتطور، وأن يطوروا عاداتهم وتقاليدهم، حيث أضاعوا فترة كبيرة من حياة الشعب بعد المجازر التي تعرضوا لها، وحاليا استعادوا الاستقلال، ويعانون من العديد من الكثير من المشاكل والحروب مع الشعوب المجاورة، وتؤخذ أراضيهم منهم.
أما لوري هايتايان مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقالت إنها ولدت في بيروت، وجدها جاء من المخيمات، مشددة على أنها تشعر بأنها لبنانية بنسبة 100%، وفي لبنان هناك حريية سياسية لأرمن، وكان لديهم تمثيل في البرلمان، ولذلك يشعرون بالانتماء الكبير للبنان.
وشددت على أن علاقتها بلبنان، لا تختلف عن علاقتها بأرمينيا، وهي منغمسة في الحياة اللبنانية، ولكنها لا تنكر الجزء الأرمني فيها، وأرمينيا علامة للنضال والمقاومة، واستطاعوا أن يقاوموا ولم يستطع أحد أن يكسر الإنسان الأرمني، وأينما ذهب بنى كنيسته ومدرسته، مؤكدة أنها تأخذ من أرمينيتها لتحصل على قوة,
أرمن عاشوا في الشرق الأوسط
ولفت سركيس أطاميان مؤلف موسيقي، إلى أنه ولد في مدينة حلب في سوريا، وهو يعتبر من الجيل الرابع في المهاجرين الذين أسسوا حياتهم وعائلاتهم، والشخص الأرمني كإنسان هو محب للحياة، وفي فترة حياته في سوريا تأثر بالثقافة العربية.
وأكد على أن العرب استقبلوا الأرمن وعاشوا بينهم، مشيرا إلى أنه رغب بالعودة إلى أرمينيا بسبب الحرب في سوريا، إضافة إلى أنه يرغب في استكمال دراسته التخصصية، موضحا أنه لولا الحرب كان سيذهب إلى أرمينيا ولكن ليس الآن.
من جانبه، قال ديجران إيجاويان، صحفي أرمني، إن الأرمن لديهم مشاكل مع تركيا وهذا أدى إلى تماسك الأرمن، وهناك نوعين من الشتات، أولهم في الشرق الأوسط الذي استقبل الأرمن، وساعدهم، وأنقذهم، وهناك شتات آخر في الولايات المتحدة وأوروبا.