بقلم- ماجد سوس
توقفت عن الكلام ، أغلقت بابي ، تسمر قلمي في يدي عقب محاولات الكتابة المضنية دون جدوى مزقت معها عشرات المقالات .أعتذر لقاريء الكريم عن توقفي عن معشوقتي الكتابة في الفترة الأخيرة ، فمع الأحداث الجسام التي تجري على ارض الكنانة بحلوها و مرها وجدتني غير قادر على الكتابة ، كلما نظرت الى دفاتري وبدأت الكتابة عن أم الدنيا ، تتساقط من عيني قطرات ماء خليط بين دموع الحزن و الفرح فتبلل دفاتري و اوراقي ، كلما ارخيت جفني محاولا الهروب بالنوم أنتابني مزيج بين متناقضين ، الأحلام والكوابيس في آن واحد.. فها حلم يكاد ان يتحقق يتحول الى كابوس يكاد أن يمزق الوطن ولاسيما في وحدته الوطنية و هي المساحة التي يجيد الشيطان اللعب فيها ، لذا آثرت السكوت في وقت بخس فيه الكلام وبات الصمت فرضاً حتى يتكلم الله.
أنتهزت فترة الصمت الكتابي هذه و قررت البحث و الدراسة عن العلاقة بين الأقباط و المسلمين منذ بداية الفتح العربي الاسلامي لمصر في القرن السابع و استوقفني وضع الاقباط عند رسول الاسلام و عند الخلفاء الراشيدين ومن بعدهم لكن لضيق المساحة سأمر سريعاً على أهم ما قيل في هذا الشأن.
في البداية لابد أن أشيد بالباحثين و العلماء الذين اجتهدوا و أفنوا حياتهم في محاولات للتقريب بين المسلمين والمسيحيين و ألقاء الضوء على نقاط الإلتقاء والتوافق على أني أخص بالذكرأبينا العلامة القمص أنطونيوس الأنطوني الذي أثري المكتبة العربية بمجموعة دراسات تاريخية قيمة عن الاحداث التي مرت بأقباط مصر منذ نشأت الاسلام حتى القرن العشرين.
أقدم هذا البحث المتواضع الى الرئيس محمد مرسي والأخوان و السلفيين وأعتبره نموذج لورقة عمل يجب أن تدرس لطلاب المدارس :
أولاً: مكانة الأقباط عند الرسول من بداية نشأة الإسلام:
1 – يتبادل معهم الهدايا
كان المقوقس والياً على مصر عندما أرسل هدايا الى رسول الإسلام من بينها جارية تسمى ماريا القبطية وكانت صفاتها و أخلاقها الحسنة سبب رئيسي لمحبته للأقباط حتى وإن لم ير مصر الا أنه ترك أحاديث عنهم قال فيها " استوصوا بالقبط خيراً" . أنظروا كيف يحرم البعض تهنئة الأقباط وتبادل الهدايا في اعيادهم .
2 – يشتركون في الجيش
يستطرد الرسول قائلا :" فأنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم " . وقد أوصى عند وفاته قائلاً: "الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم و يكونون لكم عدة و أعواناً في سبيل الله". – وهنا لابد من التذكير بما حدث في حرب أكتوبر العظيمة حيث أن المهندس القبطي اللواء باقي زكي يوسف هو الذي استطاع بفكرته العبقرية تدمير ” خط بارليف”، في الوقت الذي كان الروس حينها يتصورون أن أكبر مانع وساتر ترابي في العالم لا يمكن اختراقه سوى بقنبلتين نوويتين..حطمها الرجل القبطي بمضخة مياه و هو مايؤكد حب الأقباط و آمانتهم و تفانيهم في عملهم و في حب مصر وهم أحرص الناس على أمن الوطن وهو دليلا عمليا ردا على صغار النفوس الذين يحرمون الاقباط من التعيين في مناصب الهامة و الرفيعة في الدولة كالمخابرات والأمن الحربي وأمن الدولة أو من يغالي في حرمانهم من الالتحاق بالجيش مقابل الجزية.
3 – أقربهم مودة وأقرباء لكم
في سورة يقر القرآن بأن "( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ..) المائدة / 82
يقول الرسول في حديث آخر : "قبط مصر فإنهم أخوال و أصهار و هم أعوانكم على عدوكم و أعوانكم على دينكم".
وقف عمرو بن العاص مخاطباً جيشه قائلاً: " حدثني عمر أمير المؤمنين انه سمع رسول الله يقول ان الله سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لكم فيها صهراً و ذمة فكفوا ايديكم و عفوا زوجكم و غضوا أبصاركم ". (مختصر تاريخ مصر – بالفرنسية – جزء 2 البحث الثاني لجاستون ص 129).
4 – الجزية
و قال أيضاً " لو بقيى إبراهيم حياً (يقصد ابراهيم ابنه من ماريا القبطية و الذي توفي صغيراً) ماتركت قبطياً الا و قد رفعت عنه الجزية"( ابن عبد الحكم –"كتاب فتح مصر" ص 3 )
5- التصدق عليهم
بل أكثر من ذلك لقد أمر بإعطاء قوم مجذومين من النصاري الصدقات و يجري عليهم القوت ( فتوح البلدان – للبلاذري ص 1029 )
6 – الوفاء بعهودهم
أوصى من يأتي بعده بالمسيحيين بأن قال: أوصي بذمة الله و ذمة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم و الا يكلفوا الا طاقاتهم
(الطبقات الكبيرة لإبن السعد ج 3 ق 1 ص 246 )
قال عبد الله بن عمرو - كان من أكثر الصحابة رواية لأحاديث الرسول – " قبط مصر أكرم المساكين خارج الجزيرة العربية كلها و أسمحهم يداً و أفضلهم عنصراً (خطط المقريزي ص 45 ).
7 – عن قتل القبطي أو ضربه
يقول الرسول كلماته الذهبية " من قتل ذمياً فلن يشم رائحة الجنة ومن آذى ذمياً فقد آذاني" و مع هذا الحديث العظيم تنتفي معه صفة الشهادة عن كل شخص تصور في قتله لأخيه الذمي أو ضربه أنه يفعل هذا في سبيل الله "
ثانياً: مكانة الأقباط عند الخليفة عمر بن الخطاب:
1 – العدل
قيل ان قبطيا فقير أتى الى الخليفة عمر بن الخطاب شاكيا له إن عمرو بن العاص – والي مصر - لطمه فعلى الفور استدعى الخليفة عمرو على الفور ووبخه قائلا جملته الشهيرة " ولد الناس أحرارا فلماذا تستعبدهم " ثم أمر القبطي أن يلطم عمرو بن العاص أمامه .فإستحق الخليفة أن يلقب بالفاروق وعندما اشتكى النصارى ( المسيحيون) له ان الوليد بن عقبه – والي بني تغلب – كان يهددهم و يتوعدهم فعزله عن الولاية ( كتاب الطبقات الكبيرة – ابن السعد – جزء 3 ).
ضرب نجل عمرو بن العاص شاب مسيحي كان يتسابق معه فشكاه الشاب القبطي الى خليفة المسلمين فإستدعى عمرو و ابنه و استمع لما حدث من الطرفين ثم أمر الشاب القبطي أن يضرب ابن عمرو ابن العاص كما ضربه و بنفس الطريقه ثم طلب من القبطي ان يضرب عمرو بن العاص على رأسه ، لأن الابن استعمل نفوذ والده، لكن الشاب القبطي أبى وخجل أن يضرب عمرو . (كتاب الطائفية – د.فرج فوده).
قيل ، أثناء خلافة عمر بن الخطاب ، أن تنازع علي بن أبي طالب مع رجل يهودي وحضر كلاهما أما الخليفة ، فنادى عمر علي يا "أبا الحسن" اجلس بجوار خصمك لبحث الامر ، فجلس علي متأثراً و بعد إنتهاء الجلسة قال عمر لعلي :هل استأت لأني أجلستك بجانب خصمك فقال كلا غنما إستأت لأنك ناديتني بكنيتي "يا أبا الحسن" وفي هذا تعظيم فخفت أن يشعر معه اليهودي بأنه لايوجد عدل بين المسلمين . هكذا كان المسلمون يتعاملون بسماحة وعدل مع رعاياهم .(من كلمة قداسة البابا شنودة الثالث – مثلث الرحمات – مؤتمر الوحدة الوطنية – في حضرة الرئيس السادات وو شيخ الازهر- 1977 ).
اما العدل هذه الأيام ، كلمة افتقدنا معناها اختفت منذ قيام ثورة 1952 حيث وجدنا ميزان العدل مع الاقباط بكفة واحدة واحداث الكشح والقديسين وماسبيرو و ابو قرقاص وغيرها مجرد نماذج بسيطة عما يعانيه الاقباط من ظلم بيّن يحيق بهم في محراب العدالة والذي بات يكيل بمكيليين ضاربا بأقوال المسلمين الاولين عرض الحائط .
2- الجزية ليست مرتبطة بالعقيدة
وجد الخليفة عمر بن الخطاب رجلا مسيحياً يستعطي و يسأل الناس فسأله عن سبب ذلك ، فأجاب : الجزية و الجاجة و السن ، فأخذ عمر بيده الى بيته حيث أطعمه و منحه مالاً و أسقط عنه الجزية هو و أمثاله و أرسل الى خازن بيت المال قائلاً: اعطه و أمثاله مايكفيهم و أهلهم بالمعروف ( أبويوسف – الخراج – ص 126 – الأهالي – العدد 499 بتاريخ 1 مايو 1991 ).
الجزية كانت فكرة عسكرية ليس لها شأن بالعقيدة يؤكد ذلك الدكتور محمد عماره مؤكدا " انها ضريبة دينية علة وجوبها هي المخالفة في الدين بل كانت بدلا من الجندية عندما اقتضت الحاجه الى هذا.فلما زالت هذه الضرورة وكلما تخلفت سقطت هذه الضريبة وقامت المساواة الحقة والحقيقة بين المواطنين على اختلاف الشرائع والمذاهب والاديان – قبل ان تصبح المواطنة هي المعيار - و الدليل على ذلك انها لاتطبق على النساء و الشيوخ والاطفال وغير القادرين والمرضى ولا تجب على الرهبان وهؤلاء جميعا مخالفون للمسلمين في الشريعة فهي إذن "ضريبة جندية " لذا فلا نجد غير المالكية يتمسكون بها على اساس انها شرعت لفترة و ظروف زمنية محدده ويبقى موضوع الجزية معشش في عقول متخلفة ظانة او زاعمه ان سقوط هذه الجزية هي تعطيل لحكم من أحكام الله " .(محمد عمارة – الاسلام و الوحدة الوطنية – كتاب الهلال – عدد فبراير 1979 ).
3 – الكنائس و صلبانها
عندما فتح عمربن الخطاب القدس ( 15 هجريا – 636 ميلاديا) قام في يومه الاول بزيارة كنيسة القيامة و التقى البطريرك صفرونيوس و عندما حان وقت الصلاه إستأذن من البطريرك ان يخرج خارج الكنيسة ليصلي فقال البطريرك يمكنك ان تصلي في مكانك فرفض الخليفة قائلا لئلا يتخذ المسلمون صلاتي ذريعة فيضعوا ايديهم على الكنيسة و أصر ان يصلي خارجها . فشكره كل المسيحيين هناك . ( كتاب تاريخ القدس – لعاف باشا العارف – ص 48 ).
كتب الخليفة عمر بن الخطاب كتاب امان لمسيحي القدس قال فيه انه يعطيهم امانا لانفسهم و اموالهم وكنائسهم و صلبانهم و سقيمها و بريئها و سائر ملتها وأن لا تسكن كنائسهم ولاتهدم ولا ينقص منها ولا من خيرها ولا من حليتهم شيئاً ولا شيء من أموالهم ولا يكرهون على ديننا ولا يضار احد منهم ( تاريخ الرسل و الملوك – للطبري – الجزء الاول ص 24 ).
بعد ما قرأت كلمات الفاروق عمر وما فعله مع المسيحيين تيقنت ان من هدموا الكنائس او احرقوها ومن سرقوا محلات الاقباط و نهبوها ومن اجبروا المسيحيات على اعتناق الاسلام بل ومن رفضوا دخول الكنائس لتهنئة الاقباط بعيد القيامة هم ليسوا بمسلمين . فها هو الرجل العظيم عمر بن الخطاب يزور كنيسة القيامة – رعم عدم ايمانه بالقيامة - و يتودد الى بطريركها و كان يحب حديثه وعندما اراد ان يبني مسجدا اخذ رأي البطريرك فأشار عليه ببناءه في قطعه ارض شاسعه فبنى مسجد خشبي كبير يساع ثلاثة الاف نفس بدلا من ان يهدم كنيسة القيامه او يبني مسجدا ملاصق لها كما يفعل ضعاف النفوس للتحرش بالاقباط.
(السائح "اركولف" الذي زار القدس عام 670 وكان شاهدا عيان – كتاب القدس – عارف باشا العارف )
ثالثا: عمرو بن العاص و الاقباط
عندما فتح عمرو بن العاص مصر أمر بعودة البابا بنيامين الى كرسيه و أمنه على شعبه و على كنائسه و أعاد للأقباط الكنائس التي استولى عليها الروم كما سمح له بترميم الكنائس التي هدمت بل أكثر من ذلك ساعد الأقباط في بناء كنائس جديده منها كنيسة كبيرة بالاسكندرية.
وقد تعهد عمرو بن العاص للأقباط بحرية العبادة بل وسمح لهم بحرية التصرف في شئونهم القضائية و الادارية و أقام منهم مديرين لمختلف الجهات .(مختصر تاريخ مصر – ج2 البحث الثاني – جستون فييت).
عندما التقى عمرو بن العاص بالبابا بنيامين ووجده هادئاً بشوشاً وقوراً قال لاصحابه :"ان في جميع الكور التي ملكناها الى الآن مارأيت رجلا يشبه هذا" ثم التفت عمرو الى البابا و قال :"جميع بيعك – كنائسك – ورجالك اضبطهم ودبر احوالهم " (لم يتهمه – كما يفعل المتأسلمون – انها ستكون دولة داخل الدوله "
ثم اكمل عمرو حديثه للبابا " اذا صليت علي حتى امضي الى الغرب و الخمس مدن و أملكها وأعود الى مصر سالماً فعلت لك ماتطلب مني" فدعا له البابا وقال له كلمات طيبه اسعدته (كتاب الفتح العربي – الفريد بتلر).
رابعاً: الخلفاء الراشيدين و وظائف الاقباط
كفاءة المسيجيين كانت تلزم الحكام المسلمين بوضعهم في وظائف عليا او وظائف هامة حتى في الاماكن المحرّم تواجدهم فيها. ففي عهد الرسول كان هناك رجل مسيحي يسكن في مكة و عندما طرد عمربن الخطاب غير المسلمين من المدينة أبقى على رجل مسيحي يدعى " أبو لؤلؤه" لأنه كان ماهراً في صنعته .
وعندما أرسل معاوية بن ابي سيفيان إبنه يزيد الى الحج أرسل معه طبيبه النصراني "أبا الحكم" معه. كما أرسل الخليفة عبد الملك بن مروان أحد المهندسين المسيحيين الأكفاء الى مكة عقب أحد الفياضانات التي هددت الكعبة. وعندما اراد إعادة بناء مسجد "محمد" أرسل ثمانين صانعا ماهرا من المسيحيين لذلك (كتاب أهل الذمة في الاسلام – د.ترتون – 203 ،204 ).
اختار معاوية كاتبا مسيحيا – وظيفة هامة جدا في ذاك الوقت- اسمه سرجون ليكون ذراعه الايمن . كما اختار رجلا مسيحيا لتأديب وتهذيب ابنه زياد و عندما كبر زياد اختار كاهنا مسيحيا لتأديب ابنه خالد .
وفي خلافة سليمان بن عبد الملك وضع المسيحيين في وظائف هامه فكان الكاتب مسيحي و ناظر مبانيه مسيحي و مراقب القنوان والآبار والمسجد القائم في الرماه مسيحيا.
وقد اتخذ الخليفة عبد الملك بن مروان مسيحياً مستشاراً له وهو يوحنا الدمشقي و اتخذ أثناسيوس الرهادي مؤدباًلأخيه عبد العزيز و الذي لما تولى حكم مصر ابقى عليه بل وسمح له ببناء العديد من الكنائس والاديرة منها كنيستان بالفسطاط.
عزيزي القاريء في نهاية بحثي المتواضع أود ان انوه لكم ان هذا قليل جدا من كثير وجدته يتحدث عن فطاحل الأقباط الذين سجلوا اسماءهم بحروف من نور في تاريخ مصرو كانوا نماذج رائعة لوطنيين أفنوا حياتهم من أجل خدمة الوطن ورفعته ولنأخذ مثال ما قدمه و يقدمه الدكتور العالم مجدي يعقوب والذي حصل أخيرا على لقب اسطورة الطب في العالم و الذي أجبر على ترك بلده مصر بسبب ديانته ولكنه أتى كل عام ليعالج مرضى القلب من الأطفال بالمجان وقد أسس معهد للقلب في اسوان يسعى السلفيين و المتطرفين جاهدين حاقدين لغلق المعهد . ولا يسعني الوقت والمساحه ان اسرد لكم عما قدمه الأقباط لمصر على مدي تاريخها وسأذكر بعض الأمثلة فقط للمعاصرين كالدكتور بطرس بطرس غالى القبطي والمصري الوحيد الذي اعتلى ارفع منصب في الدبلوماسية العالمية ، السكرتير السابق للأمم المتحدة و كهاني عازر المهندس القبطي النابغة عالم المصريات بولس عياد عياد أستاذ آثار مصر الفرعونية والشرق القديم بقسم الأنثروبولوجي بجامعة كلورادو ، الفنان الإسكندري عزيز يوسف صاحب المدرسة التشكيلية الشهيرة بالإسكندرية ، عالم الآثار الكبير كمال الملاخ الذي إكتشف مراكب الشمس ( مراكب الملك خوفو). و ألفريد مرقص فرج أشهر رواد كتاب المسرحيات ، الفنان العالمى جورج البهجورى وغيرهم من الوطنيين الحقيقيين .
في نهاية بحثي أوجه هذه رسالة لشعب مصر العظيم مفادها ان نجاح الدول يرتبط بوحدة مجتمعه وترابطه وتكاتف أبنائه وضوح أهدافهم والتفاني في حب الوطن ، وكل هذا لن يتأتى الا اذا اتّبعنا الأولين وتمثلنا بهم وهم الذين كانت الوحدة الوطنية بالنسبة لهم ، هدفهم المنشود أما ما اراه الآن من السلف وهم في الحقيقة خلف لا يتبعون السلف وان اسميتهم سلف نسبة لتسميتهم لأنفسهم بأنهم سلفيين انهم ابدا مايتبعون أسلافهم بل يحيدون عن الطريق الذي رسمه الأجداد لتفادي مايحدث لمصرنا الآن ، لكن على الشعب أن يستيقظ و يقف لهم بالمرصاد لأنهم أساءوا للدين قبل أن يسيئوا لأنفسهم . ولنبدأ بفكرة بسيطة وهي تدريس هذه الآيات و الآحاديث الرائعة لطلبة المدارس بدلا من مواد تدرس للفرقة بين أبناء الوطن رغم انها ربما تكون قيلت بسبب أحداث معينة حدثت في التاريخ ولا تناسب عصرنا فأنا دائما أقول أن الصلاة والصوم والعطاء و المعتقدات الإيمانية هي من ثوابت الأديان أما الأحداث التاريخية فهي مرتبطة بعوامل قد تكون زائلة فنأخذ منها العبر فقط أحلم أن تدرس هذه النماذج لطلبة المدارس في كل المراحل وأن تقدم في وسائل الإعلام المقروءه والمسموعه والمرئية فهل من مجيب.