أنتهز هذه المناسبة لأبدأ فى نشر أوراق جمال عبد الناصر الخاصة، بخط يده، وهى أوراق لم تكتب للنشر ، بل كتبها جمال عبد الناصر لنفسه ، فجاءت معبرة عن أفكاره ومعتقداته وسياساته فى تطوراتها المختلفة ؛ وذلك مما يدعم مصداقيتها ، فالمذكرات تكتب بإرادة صاحبها ، يحذف منها ما يريد ويجمل منها ما يشاء ، أما تلك فهى أوراق حميمة بلا تنميق ولا إضافة .
وأعترف أننى أعدت اكتشاف والدى، عندما بدأت فى التفرغ لإعداد هذه الأوراق للنشر، منذ أربعة أعوام ، وأصابتنى الدهشة من كثير من المعلومات والمواقف التى اطلعت عليها .
فالبرغم من أن والدى كان كثيرا ما يحدثنا عن طفولته غير السعيدة ؛ خاصة بعد رحيل والدته وهو فى الثامنة ، وعن ضيق الحال لأسرته ، فقد وجدتنى أتأثر جداً عندما قرأت ما يترجم ذلك من الخطابات المتبادلة بينه وبين والده وأصدقائه .
ولم أكن أعرف شيئا عن دوره الوطنى وهو طالب ، الا حادث اعتقاله وهو يسير فى مظاهرة لا يعرف عنها الا أنها ضد الحكومة ، حتى وجدت ضمن أوراقه مسودة خطاب ألقاه فى الطلبة فى عام 1935 ؛ أثناء الانتفاضة الوطنية المطالبة بالجلاء وعودة الدستور ؛ حيث كان فى ذلك الوقت رئيساً لاتحاد الطلبة فى مدارس النهضة ، ولشدة دهشتى لم يختلف روح هذا الخطاب عن خطاباته فى أول الثورة .
ولقد عشت حياتى فى جو يعتز فيه والدى بعسكريته وبالتقاليد والقيم العسكرية ؛ ولذلك وجدتنى أقرأ بنهم أوراقه منذ دخل الكلية الحربية فى 1936 ، ثم يومياته فى حرب فلسطين، وأوامر القتال المدعمة بالخرائط . وفوجئت بمجموعة خطابات – 151 خطاباً – احتفظ بها جميعا ، مرسلة اليه من الأهل والأقارب والأصدقاء أثناء وجوده فى حرب فلسطين؛ أى منذ أربعة وستين عاماً . وعلمت لأول مرة أن والدى تمت ترقيته الى رتبة الصاغ أثناء الحرب ، وأيضا حصل على نجمة فؤاد العسكرية خلالها .
ولقد احتفظ والدى أيضا بشهادات الترقية منذ أن تخرج من الكلية الحربية كملازم ثانٍ. ولقد أسعدنى قراءة جوابات أصدقائه وزملائه، وهم يهنئونه بالترقية بروح مرحة خفيفة الظل أثناء الحرب .
وبحثت كثيرا علنى أجد ولو ورقة واحدة عن تنظيم الضباط الأحرار بلا جدوى ، وتذكرت أنه كان تنظيم سرى ، ومن الطبيعى الا يسطر حرف واحد عنه حتى لا ينكشف أمره . وبعد فترة وجدت وثيقة هامة جداً تحوى خطة ليلة 23 يوليو – ليلة الثورة – وضعها زكريا محى الدين ، وأدخل جمال عبد الناصر اضافات عليها بخط يده .
وكانت أهم وثائق الثورة فى بدايتها ورقة تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه أحمد فؤاد فى 26 يوليو 1952 ، وقرارات مجلس قياده الثورة ؛ وأهمها ما تعلق بالصراع بين أعضاء المجلس ومحمد نجيب ، وتحديد الملكية الزراعية بعد ستة أسابيع من قيام الثورة ، وكل قرارات التغيير الاجتماعى التى جعلتها بالفعل ثورة – وليست انقلابا – منذ قيامها .
وحين وجدت الأوراق المتعلقة بالمفاوضات المصرية البريطانية حول الجلاء انتابنى الفضول حول أسباب قطع المفاوضات ، وأوجه الخلاف بين الجانبين ، والعمل الفدائى فى منطقة القناة ضد الانجليز ؛ الذى أدى فى النهاية الى عقد اتفاقية الجلاء فى 19 أكتوبر1954 .
ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد ، فقد كان لهذه الاتفاقية معارضين؛ منهم الاخوان المسلمين الذين اعتادوا أسلوب الاغتيالات ، ففى 26 أكتوبر 1954 ، وأثناء القاء جمال عبد الناصر خطابا فى ميدان المنشية بالإسكندرية ، دوت ثمانى رصاصات نحوه ، وقد سبق أن سمعتها من التسجيل الصوتى للخطاب ، وتذكرت ما قالته لى والدتى يوما تصف شعورها وهى تسمع الخطاب : " ولكنه كلمنى فورا ليطمئننى من أقرب تليفون " .
ولقد احتفظ والدى ببعض خطابات التهنئة المؤثرة لنجاته من حادث المنشية .
ومضت الثورة فى طريقها وسط صراعات داخلية ضد الاقطاع والتطرف ، وخارجية ضد الاستعمار والصهيونية ، وبدأت مصر تظهر بصورة جديدة كداعية للتنمية والعدالة الاجتماعية والتحرر ، وحيث أن اسرائيل كانت دائمة التربص بها؛ فقد قامت بعدوان على غزة فى 28 فبراير 1955 ، وقتلت جنوداً مصريين .
وظهر المأزق الذى وُضعت فيه حكومة الثورة ؛ فقد دأبت منذ البداية على طلب شراء السلاح من بريطانيا والولايات المتحدة ، ولم تكن تعرف ما ظهر فى الوثائق البريطانية فيما بعد ؛ من اتفاق الدولتين على عدم امداد مصر بالسلاح الا بشرط الصلح والسلام مع اسرائيل!!
ذهب جمال عبد الناصر الى باندونج فى إبريل 1955 يحمل معه دعوة عدم الانحياز والحياد الايجابى بين الدول الآسيوية الأفريقية ( 29 دولة) . وقبل انعقاد المؤتمر فى إندونيسيا بدأ تحد جديد ؛ وهو الاصرار على منع اسرائيل من الاشتراك فى المؤتمر ؛ على أساس أنها لم تطبق قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بقضية فلسطين .
لقد كبرنا ونحن نسمع قصة تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى على مصر فى 29 أكتوبر 1956 ، لكن الاحساس بتلك الأحداث يوما بيوم وساعة بساعة لا يضاهيه أى شعور .
إننى وجدت بين أوراق والدى التى جمعها فى دولاب بمكتبه بالمنزل؛ ما جعلنى أمضى الساعات فى قراءتها كلها مرة واحدة ، واكتشفت أنه كان يدون بيده كل شئ ؛ بيانات الحكومة المصرية ، التحركات العسكرية ومعها توجيهات ، المقالات الصحفية ، التصريحات السياسية على لسان مسئولين مصريين .. الخ . وكنت أعرف من حكاياته أنه انتقل فور بدء العدوان من منزلنا بمنشية البكرى الى مبنى مجلس قيادة الثورة على النيل بالقاهرة .
ومن هذه الأوراق يتضح أنه أراد الذهاب الى بورسعيد ولكنه لم يتمكن ، فرجع الى القاهرة ، بل إن تلك الأوراق تكشف عن أسرار قيادة المقاومة الشعبية فى منطقة القناة .
وكباحثة أكاديمية كانت فرحتى كبيرة عندما وجدت ملفا يحوى أكثر من ثلاثمائة صفحة، عليه بطاقة من د. محمود فوزى ؛ يضم كل وثائق وزارة الخارجية المصرية منذ تأميم القناة ، وحتى انسحاب اسرائيل من الأراضى المصرية فى نهاية 1957 .
إن تلك الوثيقة القيمه بها كل مقابلات الجانب المصرى فى الأمم المتحدة ، وهى لا تشمل فقط المقابلات مع همرشولد - السكرتير العام للأمم المتحدة – ولكن مع السياسيين من كل أنحاء العالم فى موقع www.Nasser.org.
لقد خرجت مصر من معركة 1956 بانتصار سياسى ومكسب اقتصادى ؛ فقد وضعت مصر يدها على القاعدة البريطانية فى قناة السويس بكل ممتلكاتها ، والغت اتفاقية الجلاء بما فيها من شروط ، ثم قامت بتمصير جميع المؤسسات البريطانية والفرنسية وضمتها للاقتصاد الوطنى ، وأكثر من كل ما سبق أصبح لمصر مكانة خاصة فى العالم الثالث ، وصارت نموذجا يحتذى لمقاومة الطغيان والاستعمار والعدوان .
ولن أنسى عندما قابلت نيلسون مانديلا فى كيب تاون بجنوب إفريقيا أنه قال : تأميم القناة ومقاومة مصر للعدوان الثلاثى وانتصارها عليه ؛ كان حافزا له ولرفاقه فى جهادهم ضد الاستعمار العنصرى فى بلادهم .
ولم يقف العالم العربى ساكنا أمام العدوان، بل أيدت الحكومات والشعوب مصر سياسياً واقتصادياً وفى المحافل الدولية ، وقد احتفظ والدى برسائل التأييد والاستعداد لتقديم المساعدة لمصر فى هذا الظرف الحرج ؛ وأهمها من الرئيس شكرى القوتلى الذى كان فى موسكو وقت العدوان ، ومن الرئيس الصينى ماوتسى تونج ، ومن بولجانين رئيس الوزراء السوفيتى ، ومن بعض امارات الخليج التى كانت تحت الاحتلال البريطانى .
لقد برزت من خلال ظروف هذا العدوان الغاشم المشاعر القومية العربية الحميمة ؛ فقد فجر الشعب السورى خط أنابيب البترول " التابلين " ، وحرم بذلك بريطانيا وفرنسا من امدادات البترول ، بعد أن اغرقت الطائرات البريطانية سفنا فى القناة فسدتها .
وكنت فى زيارة للبحرين منذ 6 سنوات ، فإذا بهم يحكون لى كيف أن العمال البحرينيين قد رقدوا باجسادهم على ممر هبوط الطائرات فى القاعدة البريطانية هناك ؛ حتى لا تقلع الطائرات المعتدية وتضرب مصر أثناء العدوان ، وأحضروا لى قصاصات الجرائد التى تسجل هذا الحدث .
إن الجزء الخاص بتاميم قناة السويس والعدوان الثلاثى على مصر به كل الوثائق التى تدعم حقيقة ما حدث ، والدور البطولى للشعب المصرى فى المقاومة ، والاقبال على التدريب على اطلاق النار ؛ فقد تم توزيع نصف مليون بندقية ، وكذلك التفاف المواطنين حول قائدهم فى هذا الظرف العصيب ، ومقاومة المحتل فى بورسعيد .
لم يكن غريبا أن تطلب سوريا الوحدة مع مصر تدعيما للتيار القومى بها بعد أحداث 1956 ، 1957. لقد لبت مصر مطلب الوحدة فى 22 فبراير 1958 ، وكان فى ذهن جمال عبد الناصر آمالا عريضة عزم على تحقيقها من أجل الشعب السورى ؛ وكل ذلك وضعه على ورق.
وكعادة جمال عبد الناصر .. كل اخفاق يحوله الى نجاح ، وكل هزيمة تدفعه فى الاتجاه المضاد حتى يحقق النصر .
لقد دفعته مؤامرة الانفصال فى سوريا فى 28 سبتمبر 1961 ، ورد فعلها لدى العناصر الرجعية فى الداخل والخارج ، الى إعادة النظر والتقدير الشامل ؛ فبدأ إجراء تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية بعيدة الأثر ما زالت بعض نتائجها موجودة الى اليوم ، وهذه الفترة موثقة توثيقا دقيقا بخط جمال عبد الناصر.
ومن أجمل ما شدنى الى قراءته فى تلك الفترة ؛ ما دونه والدى من خلاصة مبادئه السياسية ومعتقداته الاجتماعية ، وهو ما اذا أضيف الى ما جاء فى خطبه ، فإنه يعتبر ثروة وتراثاً هاماً يلقى مزيداً من الضوء على شخصيتة ودوره التاريخى .
إن دراسة الفترة السابقة على عدوان 67 ومنجزاتها تفسر كثير مما حدث ؛ فلقد شهدت مصر طفرة اقتصادية هامة بعد انتهاء الخطة الاقتصادية الأولى فى ثلاث سنوات بدلا من خمس سنوات ، ثم بدأت الخطة الخمسية الثانية ، مع التقدم فى البرنامج النووى المصرى، وانتاج الصواريخ ، وتمسك مصر بسياسة عدم الانحياز ، وزيادة عدد الدول المنضمة اليها ، ونمو ثقلها فى المجال الدولى وفى الأمم المتحدة ، وفوق كل ذلك تبلور دور مصر كنموذج للتحرر والاستقلال الوطنى لدول أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية .
إن توقيت عدوان 67 إذاً لم يأت مصادفة ، بل إن أسلوبه استفاد من درس 1956 ؛ فلقد قامت اسرائيل بالغزو ولكن هذه المرة لم تتصدر معها الدول الغربية فى الهجوم ، أقصد الولايات المتحدة وبريطانيا ، بل ساندتها عسكريا عن طريق الأسطول السادس الأمريكى فى البحر المتوسط ، وقاعدة هويلس وقاعدة العظم فى ليبيا ، وأيدتها سياسيا فى الأمم المتحدة بمحاولات التأثير على مواقف الدول لتساندها .
لقد عاصرت فترة عدوان 67 وما بعدها ووعيتها جيدا ، ولكن لم أكن أعرف أسرارها الا عندما اطلعت على أوراق والدى التى خطها بنفسه ؛ فوجدت توقيعه على أول قرار جمهورى بعد عودته لقيادة الجماهير استجابة لها فى 11 يونيو ، وكنت متشوقة لمعرفة كيف استطاع أن يستقطب رجال الجيش فى هذه المحنة الشديدة ، وكيف أمن الجبهة الداخلية فى مواجهة أعداء الثورة ، ولن أتكلم عن تدبير الميزانية واجراءات التقشف التى تقبلها الشعب بصلابة ، لا تقل عن عزمه عندما رفض الهزيمة .
لقد ظل والدى عابس الوجه – وهو البشوش دائما – منذ العدوان ، وأول مرة أراه مبتسما عندما سارعنا لاستقباله لدى عودته من الخرطوم فى آخر أغسطس ، وأحطنا به – وكنا نتلافاه من قبل حتى لا نزعجه واحتراما لمشاعره – فجلس يحكى لنا تأثره من استقبال السودانيين له ، وكيف أن الخرطوم كلها خرجت لاستقباله ؛ حتى أن مجلة النيوزويك الأمريكية ظهرت بصورته على الغلاف تحت عنوان " الخرطوم تهتف للقائد المهزوم " !
لقد كنت دائماً - منذ الصغر – تحت الانطباع بمدى المعزة التى كان والدى يكنها للسودانيين ؛ فقد خدم كضابط فى الخرطوم وفى جبل الأولياء فى عام 1941 ، وكان يعتز كثيراً بالصداقات التى كونها مع أهل البلد فى هذه الفترة . وقد فوجئت بعد رحيله بأن أحد المصحفين اللذان كان يحملهما معه دائما ، هدية من مواطن سودانى عليه اسمه .
إن مؤتمر الخرطوم كان نجاحا لجمال عبد الناصر بكل المعايير ؛ فقد حصلت مصر على الدعم المادى الذى يساعدها على الصمود ، والأهم كان التقدير المعنوى الذى كبح جماح التيار الرجعى العربى .
وكشفت الوثائق عن قلق جمال عبد الناصر الشديد من انهاء دورة الأمم المتحدة فى أواخر 1967 دون الحصول على قرار ؛ فمعنى ذلك أن اسرائيل ستكون حرة فى ضم المزيد من الأراضى العربية !
ثم بدأت اجتماعات مكثفة بعد ستة أشهر من العدوان؛ تناولت الموقف الاقتصادى والادارة الاقتصادية والاتحاد الاشتراكى والممارسة الديمقراطية ، وكان الرئيس يدون أفكاره وملاحظاته ويكتب توجيهاته .
ومنذ وقف اطلاق النار بدأت عملية إعادة بناء القوات المسلحة ، وتلك لم تكن مهمة سهلة ، فهى تتعلق بالسلاح والتدريب والروح المعنوية والتخطيط والمناورة .
وتوجد وثائق قيمة فى هذا الشأن بخط جمال عبد الناصر ؛ ملاحظاته أثناء المباحثات مع القادة السوفييت فى موسكو فى يوليو 1968 ، وفى يناير 1970 أثناء زيارته السرية بعد غارات الاسرائيليين فى العمق ، وفى أواخر يونيو وأوائل يوليو 1970 .
يضاف الى ما سبق أوراقه التى دونها فى الاجتماعات مع كبار القادة العسكريين ، ومع القيادات الشابة فى الجيش ، ومع الخبراء العسكريين السوفييت .
أما محاولات العمل العربى المشترك بنجاحاته وجوانب فشله فقد احتلت جزءاً كبيراً من أوراقه ؛ فى مؤتمر الخرطوم ، ومؤتمر الرباط ، ومؤتمر القاهرة فى سبتمبر 1970 ، وغيرها من مؤتمرات الدفاع العربى المشترك ، ومؤتمرات دول المواجهة ، هذا الى جانب انطباعاته وتحركاته السياسية بناء على علاقات مصر الثنائية مع كل دولة عربية على حدة .
وتلك لم تكن كل أوراق جمال عبد الناصر ، بل هى فقط التى كانت فى مكتبه بمنزله فى منشية البكرى ، أما باقى أوراقه فهى حبيسة فى أرشيف رياسة الجمهورية بعابدين .
إنها أوراق قيمة – أكثر من 6 آلاف صفحة – طال انتظار القارئ لها، وهى الآن لدى الناشر بصورتها الأصلية؛ فالإعداد اقتصر على التحقيق والتقسيم الموضوعى والتاريخى. إنها وثائق لقيادة سياسية احتلت مكانا بارزا على الساحة الدولية فى القرن العشرين ، ولعبت دورا رائدا فى تاريخ وطنها وأمتها .
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.