بقلم المعارض المصري * د. ميشيل فهمي
• هل تتطابق زيارة السيدة "هيلاري داين رودهام كلينتون " وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مع المسرحية الشهيرة للكاتب السويسرى الأشهر ( فردريش دورينمات ) باسم " زيارة السيدة العجوز" ، قد تتطايق بالتعديلات الأمريكية ؟ وهل تزامنت الزيارة مع شهر يوليو...وما أدراك ما هو شهر يوليو لمصر ، هو شهر الثورة المصرية الحقيقية ، وهو شهر العسكرية المصرية ...وقدكـــــــــان ،
يوليــــو 1952 يولـــــيو 2012
• شاءت الأقدار - وما أغرب مشيئتها - أن يشهد مرسي حفلات تخرج أبناء المؤسسة العسكرية المصريـــــة ، من بحريـة وجوية ودفاع جوي وشرطة ، تــــوِجت بحفل دُرةّ الاستعراضات العسكريـة ( الكلية الحربية- الجيش بفروعه المختلفة ) وما صاحب هذه الحفلات من مدلولات ومعاني ورسائل في استعراض القــــــــــــوات المسلحة لضخامتها ولقدراتـــها ولقوتــــها وإمكانياتــــــها وتدريبها واستعدادتها ، فهل َوعّـــــــــــــي الريس مرسي ومعه جمـــــــــــاعته المتأســـلمة الدرس ؟ وهل فهمـــــوا الرسالة ؟ هم وداعميهم الأمريكان وذيلهم قطر ونابحهم إيران ومشتاقهم تركيا .....من أن هذه قوات مصر المسلحة وهؤلاء هم قادتها المخلصين في مجلسها الأعلي الواعي لكل المحاولات الدنيئة للنيل من مصر.
• تأثر مرسي بجو الرجولة والقوة والشجاعة والشهامة الذي أحــــــاط وصاحب هذه الاستعراضات ، فألقي فضيلته خطاباً إسلاموياً إخوانجياً مُتفكِكاً كعادته ، وفجأة أرغي وأزبد وكأن روح مرشده العــــــــام قد تقمصته ، ووعد بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ثم تَمَخَضْ فولد فـــــأراً رئاسياً تهديدياً لمعارضيه وهدد المتطاولين متوعداً " لا يغرنكم حلم الحليم " ولم يوضح – كالعادة – من هم المتطاولين ؟، هل هم المتطاولون علي مصر ، أم علي قضاؤها الشامخ ؟ أم علي القانون ؟ أم علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ؟ أم علي حصن الإسلام الوسطي الأزهر الشريف وعلماؤه الأجلاّء ، أم المتطاولون علي الدين المسيحي ، أم البلطجية المأجورين بفلوس الجماعة والمقيمين بميدان التخريب ( التحرير سابقاً ) ...الخ ؟
• نحن لا نقبل تهديدات ممن كان وسيظل أول المتطاولون علي الدستور والقانون والقضاة ، والذي اتهم اشرف قضاة مصر وأعلاهم درجة وعدالة وحكمة بأنهم مزورون ، إن لم ينجح في الانتخابات ، ولما نجح بالإمريكاني ( وباشتراك المطبعة الأميرية في التصويت له ) ، وببلطجة رئاسية لا يُحْسَد عليها ، حاول إلغاء أحكام المحكمة الدستورية العليا ، حاثاً زبانيتـــه وحاشداً لهم علي ضرب المؤسسة القضائية في مقتل ، بذهابه لهم في ميــــــــدان ( التخريب ) قاسماً قسم الحنث أمامهم ، محاولاً خلع ملابسه بادِءً بالجاكيتة ، في محاولة استربتيز سياسي جديدة...، ونحن نقول له بدورنا ، هو وجماعته ..." لا يغرنكم صبر الشعب ، وتحمل قواته المسلحة ".
• ابتهج الشعب المصري الحُر بإطـــــــلاق القائد العام للقوات المسلحة المصرية مدفعيتها التحذيـــــرية الثقيلة العِيــار ، التي طمئنت الوطن والمواطن (( 1. إن مصر لن تسقط وانها لكل المصريين وليست لمجموعة بعينها ... 2. إن القوات المسلحة لـــــــــن تسمح بذلك 3. القوات المسلحة قـــــــــادرة على حفظ أمـــن مصر ... 4. لقد شتمونا بافظــــع الشتائم ، ولن نسمح لأي أحد أن يزايد علي ذلك... 5. وسوف نعمل دستورا يرضاه كل الشعب مشيرا إلي ان المحكمة الدستورية هي التي حلت مجلس الشعب 6. ونحن سنقوم بعمل مجلس الشعب والدستور...)).....انتهي الدرس يا ......
• يُقسم أبناء المؤسسة العسكرية صانعة الرجال : بالله العظيم يمين الولاء لمصر ولحماية شعبها ، بعد تقبيل العلم المُفَدىّ وليس عهد الولاءّ والبَرَاء للمرشد العــــام وتقبيل يديه الكريمتين ، وهذا لو تعلمون لفرق كبير......، ولأنهم لا يحنثون بالقسم فمصر والمصريين معهم في أمّـــان ،
• هل تعمدت الإدارة الأمريكية حرق " جماعة الإخوان المسلمين" ، بخبث كشف وإظهار العلاقة الوطيدة بين واشنطن ببيتها الأبيض ، والمقطم بمكتبه الإرشادي ...والتي كانت طوال الوقت سرية ؟ بزيارة كلينتون الداعمة لهم ، كشفتهم وحرقت الرئيس المنتخب ورؤساؤه أمام مصر والعالم ، وخصمت من رصيده لدي ناخبيه الكثير ، هل هذا هو المخطط السري الأمريكي للعلاقة الجديدة بينهم وبين بعض ، لتوفر البدائل أمام أمريكا ، والتخوف من قدوم الجمهوريين للبيت الأبيض...وسياسات ميت رومني Willard Mitt Romney المناهضة للإســــلاميين ، والداعمة لإسرائيل حصلت حملة فوز رومني علي أكثر من 140 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الماضية ... فهو قادم .... قادم .
• الأمريكان يعرفون أن أعدي أعداؤهم هم الإخوان لأنهم أحد أهم مدارس الإرهاب ، والإخوان يعرفون أن أعدي أعداؤهم هم الأمريكان ، لأنهم أولاد القردة والخنازير ، والإثنان لا عهد لهم ولا أمان بعضهم لبعض ، ويحاولان العمل بالنظرية السياسية " فن إمكانية تطويع المستحيل " ، وهذا المستحيل هو شعب مصر وجيشها ...لكن الإخوان ضحوا بدينهم لينالوا دنياهم ، والثمن هو خيانـــــــة مصــر ،
• تحت سمع وبصر الأزهــــــــــــر الشريف سُـــــــــــــرِق الإســـــــــــلام في مصــــــر ، وغرقت في فِرِق تضر الإســـلام كأعدي أعداؤه ،
• لا أمل لأقبــاط مصر ، إلا بالاتحــــــاد والوحدة ، والتخلي عن " الأنــــــا " ، والعمل بجد وجدية ، فلن ينال صاحب حق حقه بالصمت والتشرذم والاستكانة والخـــوف ، مُطالِبَـــــــاً الآخرين بمنحه حقوقه ، وعليهم أن يعرفوا أنهم قــــــــــوة ، وقوة كُبري لكن بِـــلا إتحاد ، " وفي الاتحـــاد قوة " ، أخشي ما أخشاه علي شباب الأقباط إنتقال فيروس " الأنــا " اليهم من الكبِـــــار الناشطين المفكرين ! ، لأول مرة اقترب من العمل العام القبطي ، صُدمت من أن كثير من ناشطيه تقترن لديهم " الأنــا " بالسبوبـــــــــة الحقوقيــــة.
• بعد أن لبسنا العمة في المادة الثانية ، تجىء المادتين الثالثة والخامسة من الدستور المُقتَرح من المتأسلمين بمثابة قنبلتين طائفتين من النوع الحارق ...للوطن ،
• يجب فـــــــــــــــوراً تفعيل أعمـــال " مجلس الدفاع الوطني " الهـــــام ، لأننا في خطر ، وعلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية أخذ المُبَـــــادرة ، لا إنتظار الفعل ، وأُذَكِرّه بأحد مقالاتي : ( حَاسِبوهُم...قبل أن تُحَاسَـبوا فإن التاريخ لا يرحم ) ....الشعب يريد حـــــــــلاً ،
• لمــــــــــــــــاذا ؟ يناقش المشير وبعض القادة أعضاء المجلس الأعلي مع محمد مرســي ترتيبات جنازة بطل مصر ورمزها اللواء عمر ســــــليمان .. نريد أن نعرف ! أما الَعالِم الزائف الذي أفتي بأنه لا يجوز الاشتراك فى جنازة اللواء الشهيد البطل عمر سليمان ، هل يستطيع الإفتاء أن إنقاذ حياة طفل مصرى مسلم علي يد العالم الطبيب المسيحي السير مجدي يعــــقوب حلال أم حــــــــــــرام ؟
• من أطلقوا إشاعة أن الشهيد عمر سليمان كان الصندوق الأسود بالنسبة للمعلومات وخاصة عن الإخوان وما أحاط بهوجة 25 يناير 2011 وأن بموته قد ذهب كل شيىء ، أقــــــول لهم ، أنتم واهمون فالبطل عمر سليمان لم يكن يعمل في جماعة سرية محظورة ، بل في مؤسسة مخابراتيية عريقه لها تقاليدها ولها أرشيفها الذي يعتبر من أحدث أرشيفات العالم حفظاً للمعلومة الصغيرة قبل الهامة ،
• لا يستطيع ولا يجـرؤ محمد محمد مرسي عيسي العياط أن يلغــــي تـــاريخ مصـــــــــــر ، وسيضطر مُرغماً بالاحتفــــال والاحتفــــــــاء بالعيد الوطنـــي المصـــــــــري 23 يوليو.
إن القدر ومصر علي موعد مع شهر يوليو ، وذلك بِدءً من عام 1952وحتي اليوم ، رأت مصر خلالها إنتصارات وانتكاسات ، أهمها إعلان الجمهورية ، تأسيس دولة مصرية قوية ، تأسيس جيش مصري قوي ......الخ ، من تقدم وتأخر علي مدي ستة عقود ، الي أن أصبحت مصر بمؤامرات أمريكية / عربية / تركية / إيرانية تحت رئاسة أحد أعضاء الجماعة بمرتبة ( أخ مجاهد ) ومكتبه الإرشادي ، وهم الذين ناصبوا هذه الثورة العداء لسنوات طويلة، بِدءً من المؤامرات وحتي الاغتيالات لناصر والسادات وما بينهما ، كما تأتى هذه الذكرى بعد أيام قليلة من عبارة أطلقها محمد محمد مرسي عيسي العياط فى أحد خطاباته ، المُفَكَكة التركيب ، والمهلهلة التفكير ، فور إعلان انتخابه – بطريقة أو أخري - والتى قال فيها مهاجما عهد عبد الناصر "وما أدراك ما الستينيات ! ! ! " ، وهم بمرسيهم وشاطرهم وبديعهم وبلطاجيهم وكتاتنيهم لا يصلون حتي في أحلامهم لتحقبق واحد علي الألف من إنجازاتها ، تلك العبارة التي نطق بها محمد مرسي أظهرت ما في بطون عقول قادة الإخوان ،تجاه رجال ثورة يوليو التي غيرت مجري التاريخ والموجودون والمتواجدون في مصر وفي الشخصية المصرية حتي الآن والتي أطلــــقوا عليهم بكل صـــــــــفاقة ( العسكر ) ، ويجب علي كل مصري أن يسأل قادة الجماعة اليوم هل فيكم الولاء لمصـــــــــر مثل عبدالناصر والسادات والمشير طنطاوي والمرحوم اللواء عمر ســـليمان وحتي أصغر جندي بالقوات المسلحة من الذين تطلقون عليهم العسكر ؟
ماذا فعلتم لمصر ؟ لكن السؤال الأصح ماذا فعلتم بمصـــر ؟
إن أكبر إهانة توجه لشعب مصر وجيشها هي ما يروجوه الآن من أن الجماعة المرتزقة قد استولت علي الوطن وتقوم بدس رجالها في كل ركن من أركانها وفي كل مؤسسة من مؤسساتها ، وكأن مصر هذه جمهورية من جمهوريات المــوز ...، وكأن شعب مصر شعب ذليل لا يقاوم ولن يقاوم مستعمريه الجُدُدّ
لا يا ســـــــــــادة مصر بشعبها وجيشها مصر بتاريخها الذي ابتلع وامتص جيوش كبري واحتلالات أكبر بِدءً من الامبراطورية العثمانلية والفرنسية والانجليزية لقادر علي سحقكم ...، لذا نقول لهم ولمرسيهم.
" لا يغرنكم حلــم الشعب وحلم جيش الشعب "
لو كان للجماعة الإخوانية رجال وكوادر قيادية بقدرات وإمكانات وخبرات أفضل من أستاذ الفِلِـــــزات محمد محمد مرسي عيس العياط لقدموها ، لكن كل ما يملكونه من قيادات قدموهم ، وكشــــــــفهم الشــــعب من كتاتني ( الجالس في بيته للأبد ) والبلتاجي والعريان والبرنس وفهمي والصول صبحي صالح .....الخ القائمة ، لكن رِجَــــــال مصــــــر القادرون المتمكنون في كل مجال ومجال لا حصر لهم ، فمصر ولاّدة
إن واجبنا تجاه مصر، يستوجب علينا أن نحميها، وأن نحرسها وأن نصونها وذلك بالعمل المخلص الجاد، ومقاومة كل فكر مخرب ومخربيه وأن نعلم أن العمل عبادة، وأن نسعي للمصلحة العامة " وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
فواجبنا تجاه مصر ان نحفظ مجدها وتراثها ففيها مجد الاسلام وأصول المسييحية ، إن واجبنا أن نعمل، وأن نضاعف الانتاج وألا نركن إلي أحد من الناس ولا لجماعة من الجماعات بل علينا أن تكون لنا شخصيتنا المصرية والمصرية فقط ، وأُذَكِرّ إخوتي المسلمين بالحديث الشريف " لا يكن أحدكم إمعة "
وفي نهاية المقال أقول لأخوتي المسيحيين المصريين " لا تقلقوا " لأن " مبــارك شـــــعبِىَ مصــــر "
المعارض المصري * د. ميشيل فهمي
وكل عام وكل الإخوة المسلمين شركاء الوطن بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك.